تعد الرياضة عاملا مهما ومساعدا لبناء المقاتل فالرياضة بند اساسي من خطة الإعداد والتدريب القتالي لأفراد القوات المسلحة بصورة عامة ومنظمة وشاملة، ولذا لم يكن غريبا أن تولي القيادة السياسية والعسكرية في عدن اهتماما كبيرا بالرياضة وممارستها في إطار القوات المسلحة منذ فترة مبكرة. بداية الانطلاق: ********* في أكتوبر عام 1970م كانت البداية المنظمة لمشوار الممارسة الرياضية في إطار القدرات المسلحة في عدن، حيث شهدت الممارسة الرياضية العسكرية تطورا نوعيا مبرزا وملحوظا تمثل وتجسد في إقامة وتشكيل الاتحاد العسكري الرياضي كشكل رياضي متقدم ينظم إجمالي الأنشطة الرياضية في القوات المسلحة. ويأتي تشكيل وإقامة هذا الجهاز الرياضي المتقدم في المؤسسة العسكرية بمثابة ضرورة فرضتها معالم التوسع الكبير والملحوظ لقاعدة مجالات الممارسة الرياضة العسكرية في إطار القوات المسلحة، وكذا بضمان تحقيق السير الواثق الخطى لمشوار الرياضة العسكرية.. وقد وضعت أمام هذا الإطار الرياضي العسكري الوليد الكثير من المهام الرياضية الشاملة التي تعكس الطموح المشروع لدى قواعد وقيادة قواتنا المسلحة في الجانب الرياضي. ونسوق هنا وعلى سبيل الدلالة أبرز هذه المهام الرياضية المطروحة على طاولة هذا الإطار الرياضي العسكري الوليد والجديد، وهي: 1. تنشيط وإبراز ونشر العمل الرياضي بين صفوف أفراد القوات المسلحة. 2. وضع البرامج والخطط الرياضية لتسيير وتسهيل ممارسة الرياضة في القوات المسلحة. 3. تنظيم المسابقات والبطولات والمهرجانات لكافة قطاعات القوات المسلحة. 4. تشكيل الفرق الرياضية الرسمية للقوات المسلحة في مختلف الأنشطة الرياضية المتعددة. 5. تأهيل الكوادر الرياضية العسكرية من خلال الدورات الرياضية الداخلية والخارجية. 6. الإسهام الفعلي والإيجابي في تطوير الحركة الرياضية في عموم محافظات الجمهورية. 7. تمثيل القوات المسلحة في كافة المحافل والنشاطات الرياضية. 8. السعي للانضمام في المنظمات الرياضية للجيوش الشقيقة والصديقة. 9. السعي لإقامة علاقات رياضية وثيقة وطيبة مع القوات المسلحة في الدول الشقيقة والصديقة. 10. الاستفادة من المشاركات الرياضية الخارجية والقيام بتبادل الزيارات الودية والرياضية، وكذا استضافة الفرق الشقيقة والصديقة، والاستفادة من تبادل الخبرات الرياضية والاحتكاك الرياضي. نقلة نوعية: ********** مع حلول عام 1976م كانت الرياضة في القوات المسلحة في عدن على موعد مع نقلة نوعية جديدة ومتميزة لمسار الرياضة العسكرية في عدن، وذلك بصدور قرار الاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن الذي قضى بمشاركة فريق القوات المسلحة إلى جانب فريق الشرطة الشعبية في الدوري العام لكرة القدم للموسم 1976م جنبا إلى جنب مع فرق الأندية الأهلية. ومن الضرورة بمكان الإشارة إلى أن فريقي القوات المسلحة والشرطة الشعبية لكرة القدم هما الفريقان الوحيدان اللذان بقيا في الساحة الرياضية بعد الفشل الذريع الذي أصاب دوري أندية المؤسسات عام 1975م، حيث انطفأت جذوة الحماس الآني والوقتي الذي صاحب ورافق زفة قيام وتشكيل وظهور أندية المؤسسات التي أراد لها البعض أن تصبح المنافس الأقوى للأندية الأهلية، ولكن هذا الشكل الرياضي السقيم ولد ميتا خامد الأنفاس لعدم توفر الشروط الموضوعية، وكذا انعدام الدوافع الأساسية والمبررة لوجود هذا الشكل أصلا. هكذا أصبحت أندية المؤسسات إلى كجرد شكل رياضي فاقد الجدوى والفائدة والمردود، ولذا فقد اختفت أندية المؤسسات من الساحة الرياضية وبسرعة قياسية لأن "ما بني على باطل فهو باطل". المجندون وقود الإنجازات: ************* إلا أن الحال اختلف كثيرا بالنسبة لتجربة الرياضة في القوات المسلحة وإفرازاتها المتعددة الجوانب في مختلف جوانب الممارسة الرياضية الشاملة، وذلك نظرا لامتلاكها الكثير من عوامل التواصل ومقومات الاستمرارية.. وشكل التجنيد الإجباري والمجندون خاصة من نجوم أندية عدن في مختلف مجالات الرياضة الوقود لتحقيق الفرق العسكرية الرياضية المختلفة للعديد من الإنجازات الرياضية في ساحات التنافس الرياضي المتعددة. فأصبحت ندا قويا ومنافسا خطيرا لأندية عدن إلى انتزاع صدارة الدوري العام لكرة القدم، وذلك نظرا لامتلاكه أكبر عدد نجوم الكرة العدنية، واستطاع فريق القوات المسلحة من خلالهم انتزاع بطولة الدوري العام لكرة القدم وبجدارة واستحقاق من عمالقة الكرة العدنية، وذلك من المشاركة الأولى له في هذا الدوري العام لكرة القدم للموسم الكروي 1976م.. وكرر هذا الإنجاز الكروي الباهر مرة أخرى بعد بطولة الدوري العام لكرة القدم للموسم 1977م. كما حققت الفرق العسكرية الرياضية الأخرى إنجازات كبيرة، وإن لم تكن ترتقي إلى مستوى ما حققه الفريق العسكري لكرة القدم من إنجازات وبطولات التي نال بها الأضواء والشهرة ورفع بها أسهمه في بورصة الساحة الكروية في عدن كل، ذلك تحقق بفضل المجندون الذين كانوا وبحق وقودا لتحقيق هذه الإنجازات والبطولات التي حولت الفريق العسكري لكرة القدم إلى القاسم المشترك الأكبر في رحاب الكرة العدنية. وتواصلت هذه الإنجازات للفريق العسكري الكروي الذي أتيحت له الفرص الكثيرة للمشاركة في البطولات والمسابقات الكروية العسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة، وإن ظل حصاده من المشاركات متواضعا إلى حد بعيد.. وظل الفريق العسكري الكروي والفرق العسكرية الرياضية الأخرى تشارك بفعالية كبرى في البطولات والمسابقات الرياضية والمتعددة الجوانب التي كانت تنظمها الاتحادات الرياضية في عدن حتى عام 1995م. كيف تمَّ الاغتيال؟!!: ********** وفي 28 مايو 1992 رفعت مذكرة إلى وزير الشباب والرياضة ونائبه من قبل عقيدين، ولم تحمل المذكرة أية صفة وظيفية للعقيدين، لأن دائرة الرياضة العسكرية في الجمهورية اليمنية لم تكن قد أنشئت عند توقيع المذكرة التي أشارت وقضت بضرورة توقيف كافة الفرق العسكرية الرياضية في عدن عن المشاركة في البطولات والأنشطة الرياضية. ويلاحظ من تاريخ المذكرة أن توقيتها كان مدروسا بدقة، لأن كل الوزارات حينها كانت مشغولة بترتيب أوضاعها، ولم تكن قد بدأت في ممارسة مهامها عمليا، كما أن المذكرة لم توجه إلى وزير الدفاع بصفته المسئول الأول عن الموضوع، بل وجهت مباشرة إلى وزارة الشباب والرياضة حتى يمكن تمريرها بسهولة. وإن الموقعين على مذكرة (الاغتيال) هما عقيدان فبأي صفة وبأي حق اتخذا قرار اغتيال الفريق العسكرية لكرة القدم والرياضة العسكرية في عدن؟، حيث إن الرياضة العسكرية كانت موجودة في زمن كانت الإمكانيات شحيحة وصعبة. أما الآن وفي الوقت الحاضر وبوجود فقط شعار الرياضة العسكرية وكأن المسئولين على الرياضة العسكرية يجهلون أهميتها بالنسبة لأفراد القوات المسلحة!!.