كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن احتمال قيام الجيش بعملية توغل في شمال لعراق لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني، في إطار حملة عسكرية أعقبت مقتل 17 جنديا تركيا في هجوم لمقاتلي الحزب يوم الجمعة الماضي جنوب شرق تركيا. وقال أردوغان أمام نواب حزبه في البرلمان أمس إن الهدف الوحيد من التوغل سيكون "المنظمة الإرهابية" مشيرا إلى أن العملية ستنفذ متى كانت هناك حاجة لذلك، ودون المساس بالمدنيين أو وحدة وسلامة الأرض العراقية. من جهته طالب زعيم حزب حركة القوميين بإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع العراق، ودعا في كلمة أمان البرلمان الحكومة لإظهار "تصميم سياسي" على هذا الصعيد. وينتظر أن يصوت البرلمان التركي اليوم الأربعاء على قرار بتمديد التفويض الممنوح للجيش التركي بشن عمليات في شمال العراق، والذي ينتهي في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. كما تدرس الحكومة طلبا من الجيش بتوسيع صلاحياته في تنفيذ العمليات، حيث يشكو الجيش من أن قوانين مكافحة الإرهاب التي وضعت طبقا لمعايير ضغط من أجلها الاتحاد الأوروبي تكبل التحرك لمحاربة المتمردين. جاء ذلك بينما شن الجيش التركي جولة رابعة من الغارات الجوية اليوم الثلاثاء على مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ولم ترد تقارير فورية عن خسائر ناجمة عن تلك الغارات. وأعلن الجيش التركي أن المقاتلات قصفت مواقع داخل تركيا وفي شمال العراق، موضحا بأن الطائرات الحربية ضربت 21 هدفا لحزب العمال الكردستاني في منطقة أفاشين باسيان في شمال العراق وكذلك في جبال بوزول جنوب شرق تركيا. يشار إلى أن القوات التركية هاجمات مواقع كردية بشمال العراق عدة مرات على مدى ال12 شهرا الماضية، ونفذت توغلا بريا في فبراير الماضي، وبدأت غارات جوية يومية منذ ثلاثة أيام. ويقول الجيش التركي إن المقاتلين الأكراد يتمركزون شمال العراق لمهاجمة جنوب تركيا في إطار عمليات لتأسيس وطن مستقل منذ عام 1984. ومنذ ذلك التاريخ قتل نحو أربعين ألف شخص، طبقا لتقديرات تركيا التي تضع حزب العمال الكردستاني ضمن المنظمات "الإرهابية"، وهو نفس موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.