احتشد الآلاف من أبناء عدن في ساحة الحرية أمس لأداء صلاة جمعة (صوتك مكسب للثورة), حيث تقاطروا إليها من مختلف مديريات المحافظة. وقال الدكتور/ عبدالله باوزير -خطيب الساحة- إن الشعب اليمني شهد ولادة جديدة في شهر فبراير من العام الماضي، حيث خرج الملايين إلى ساحات الثورة لتغيير الوضع المتردي.. مضيفاً: وهاهم اليوم قد طووا عاماً كاملاً من النضال السلمي الحضاري الذي سيسجله التاريخ بأحرف من نور، عاماً كاملاً من الانتفاضة للشعب اليمني مع الشعوب العربية الحرة التي خرجت للمطالبة بالحياة الكريمة. وتطرق باوزير إلى الأيام التاريخية التي يحفظها الشعب اليمني بدءاً من يوم 26سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو..لافتاً إلى أن يوم 21فبراير الجاري، سيكون يوماً تاريخياً؛ باعتباره المحطة الأخيرة التي يصنعها اليمنيون، بإزاحة نظام استمروا على مدى عام يهتفون برحيله. وأشار إلى تناقض من يقومون بتحويل الأيام التاريخية في حياتنا إلى مناسبات كارثية؛ إذ أن يوم 11فبراير الذي هو تاريخ انطلاق الثورة قام فيه نفر من العابثين بالاعتداء على ساحة الحرية في عدن وأحرقوا الخيام وعبثوا بالساحة، ثم كرروا الاعتداء الثاني يوم 16فبراير الذي هو ذكرى استشهاد أول شباب الثور في عدن ، فقاموا في هذا العام بنفس التاريخ بالاعتداء على ساحة التغيير بحضرموت فجرحوا 70 شاباً وأحرقوا الخيام-حسب قوله. ووجه الدكتور با وزير رسائل إلى مختلف الأطراف, الأولى إلى من وصفهم بالمعتدين العابثين الذين قاموا بالاعتداء الهمجي على ساحات الثورة في عدن والمكلا قائلاً لهم: إن زمن الإقصاء قد ولى والتهميش قد أفل زمانه. ودعا ما وصفه بالجناح المتطرف في الحراك إلى أن يغادر هذه الثقافة الشمولية التي هي من مخلفات الماضي الذي خرج الشعب العربي في ربيعه الزاخر لهدمه، كما أنها ثقافة غريبة ودخيلة على المجتمع في عدن المعروف بأنه متمدن ومتسامح ومسالم. وقال: إن الجنوب جنوبنا جميعاً، لن نساوم بحريتنا وكرامتنا ولن نسمح لأي كان أن يصادر حقنا، كما لا نسمح لأنفسنا بمصادرة حقوق الغير، معتبراً هذه الاعتداءات تستهدف بالمقام الأول أبناء عدن المسالم والحضاري الأصيل بقدر ما كانت تستهدف الساحة وشبابها. وأكد على رفض أبناء عدن للإقصاء قائلاً: سنواجه الهمجية بالتعقل، والحقد بالمحبة والكراهية بالتسامح، نحن دعاة سلام ونؤمن بالحوار ثم الحوار ثم الحوار.. ثم رفع سبابته وهتف: اللهم إنا قومنا بغوا علينا. وفيما وجه الدكتور باوزير الرسالة الثانية إلى الجنوبيين في كل مكان بمختلف فئاتهم ومكوناتهم ,بأن يغادروا مربع الصمت وأن يكون لهم صوت مسموع تجاه ما يجري من عبث وهمجية من قبل بعض الطائشين والمراهقين، فالساكت عن الحق شيطان أخرس –حسب تعبيره.. وجه رسالة ثالثة إلى عموم الشعب اليمني, دعاهم فيها للمشاركة الفاعلة في صنع يوم 21 فبراير ليكون يوماً تاريخياً بصدق، وفيه يضعون حداً لنظام فاسد ثار الشعب اليمني ضده على مدى عام كامل وضحى من أجله الشهداء والجرحى والمعتقلون.