أكد الدكتور صالح سُميع – وزير الكهرباء والطاقة – أنه لولا دماء الشهداء والجرحى وتضحياتهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التغيير، إذ أنهم وبدمائهم أحيوا امةً كادت أن تصل إلى مرحلة الاحتضار. وأوضح سُميع أن معاناتهم جراء الاعتداءات المتواصلة على خطوط وأبراج نقل الطاقة كبيرة، فضلاً عن مليارات الريالات التي تتكبدها وزارة الكهرباء كخسائر جراء تلك الاعتداءات، مطالباً من سودّوا صفحات الماضي أن ينصرفوا ويتركوا الشعب يبني وطنه. وأشار إلى أن الشعب اليمني العظيم الذي تحمل وصبر أكثر من عام وقدم الشهداء والتضحيات قادرٌ على بناء وطنه والمضي به نحو مستقبل أفضل. وقارن الوزير سميع مقارنة بين بلادنا ودول أخرى من حيث الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أن الجمهورية اليمنية بمساحتها الكبيرة وعدد سكانها الكبير إلا أن ما تمتلكه من الطاقة لا يتجاوز 850 ميجاوات، ثلثان منها طاقة مفقودة، فيما تبلغ الطاقة التي يستهلها الحرم المكي بالمملكة العربية السعودية 2000ميجاوات، ودولة المغرب 7000ميجاوات، والبحرين 4000ميجاوات، والسعودية تقترب قدرة الطاقة الكهربائية لديها من (37)ألف ميجاوات، وجمهورية مصر (35) ألف ميجاوات، فيما نحن لا تتجاوز قدرة الطاقة لدينا 850ميجاوات في بلد يربو عدد سكانه عن 25مليون نسمة، وأردف قائلاً: تصوروا هذه إنجازات 33 عاماً. واتهم سميع أشخاص قال انهم يتبعون نظام صالح يتناوبون على قطع الكهرباء، مؤكداً أنهم معرفون بالاسم ويتنافسون على ارتكاب جرائم حرابة ليس لها من جزاء إلا القتل او الصلب أو النفي وخاطبهم بقوله: اتركونا نعيش على هذا الكفاف، واتركوا هذا الشعب العظيم المثابر الصبور الطيب يبني وطنه. وأردف قائلاً: لكن إلى الآن يبدو أنهم لم يفهموا الرسالة، ولله في خلقه شؤون، مع انهم اضعف مما يتصورون. وأكد سميع أنّه ورغم كل المنغصات التي نواجهها اليوم، فإنّ ما هو قادم سيكون أفضل مما هو موجود اليوم، وأن أهداف الثورة تتحقق بالتدريج، خصوصاً وأن الناس قد تعاملوا مع المستبدين الذين أساءوا إليهم بروح متسامحة، على أساس أن الثورة تجب ماقبلها. جاء ذلك خلال افتتاحه المؤتمر السنوي الأول لإتحاد القيادات الإدارية والدبلوماسية بصنعاء أمس، وحضره نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الأستاذ/ محمد سالم باسندوة. لكن مؤشرات الواقع - بحسب سُميع - تشير إلى أن هؤلاء الذين تسامح معهم الشعب لم يفهموا بعد، وكأن ذنوبهم تقودهم إلى المصير الذي يستحقونه. وتمنى في ختام كلمته أن يقدروا هذه النعمة وأن الثورة تسامت على جراحات أبنائها ومن ضحوا في سبيلها. من جانبه أوضح أمين عام الاتحاد علي حسين الحيمي أن الاتحاد يضم في عضويته شباباً وممثلين من كافة الأطياف الاجتماعية والأحزاب السياسية، وقد تشكل في مايو من العام 2011م من رحم الثورة الشبابية الشعبية السلمية ويضم في تكوينه (7)إئتلافات التي تجمع نخبة من قيادات الدولة والمجتمع ذات العلاقة بطبيعة الوظيفة والمهنة، والتي تتمتع بالكفاءة والخبرة والنزاهة، تلك القيادات التي أعلن انضمامه إلى الثورة وإلى خيار الشعب وضحوا بمناصبهم وكل الميزات التي كانوا يحصلون عليها. مشيراً إلى أن الاتحاد شارك في العديد من الفعاليات والأنشطة وقدم عدداً من المنجزات في المجال التعليمي، والمؤسسي والسياسي، والإعلامي، وكذلك في المجال العسكري والأمني. كما عمل على محاولة تقريب وجهات النظر بين شباب الساحات وتعميق مبدأ إحترام الرأي والرأي الآخر. وكذا تعزيز مفاهيم ومعاني الدولة اليمنية الحديثة، وقدم الاتحاد رؤيته لهيكلة الجيش والأمن، إضافة إلى مشاركة الاتحاد في العديد من الحملات التوعوية والثقافية وورش العمل والندوات. فاطمة محمد الضالعي - عضو مجلس الشورى - أكدت في كلمتها التي القتها نيابة عن المرأة على ضرورة تبصير الشعب وتقديم الوسائل الناجحة والقادرة على أن تنتقل وترتقي بالثورة الشبابية الشعبية السلمية من الساحات إلى مرافق العمل إلى المؤسسات وإلى مؤتمر الحوار الوطني، والتأسيس للدولة المدنية التي خرج الشعب يناضل من أجلها. وقالت: إن إتحاد القيادات الإدارية والدبلوماسية يفخر بأن خرج من صفوفه أبطال أرحب ونهم وبني جرموز، وأحرار الجوية، كما يفخر بأن من أعضاء الاتحاد من تصدر مسيرة الحياة، وكانت له بصمات واضحة في الساحات وفي المسيرات. وأردفت قائلة: ونحن نحتفل بذكرى تأسيس الاتحاد في عامه الأول والتي تأتي متزامنةً مع الذكرى ال22 لقيام الوحدة اليمنية المباركة، نؤكد إننا لن نفرط في الوحدة مهما كانت التضحيات. وخاطبت الحاضرين بقولها: وحدوا صفوفكم واستمروا في ثورتكم لن نسمح بان يحكمنا أحمد شفيق اليمن، ولن نسمح بعودة فلول البلاطجة، وأصلوا ثورتكم ولا تكبلكم السياسات والأحزاب. كلمة الشباب والتي ألقاها شوقي المخلافي أكد فيها أن موقف الشباب منذ البداية كان رافضاً للمبادرة الخليجية ولكنهم قبلوا منها بما سيحقق ثورتهم ويساعدهم على إحداث التغيير المنشود، وما قبلوه فيها ما رأوا أنه سيحقن دماء اليمنيين ويحقق التغيير بأقل الخسائر، أما ما وجدوا فيها انه سيعيقهم رفضوه، مؤكداً أن الشباب لا يقبلون بالحوار قبل أن يتم إقالة بقايا النظام السابق من قيادة الجيش.
