أكد فريق منظمة رقيب لحقوق الانسان الذي زار منطقة أرحب ونهم وبني جرموز خلال الفترة 24 – 26 مايو بهدف رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان بتلك المناطق وزيارة أسر المعتقلين والجرحى. ويتكون فريق المنظمة من 3 فرق وكل فريق يتكون من 3 ناشطات حقوقيات و2 من الناشطين, وقامت الفرق بزيارة أسر المعتقلين والالتقاء ببعض من تم الإفراج عنهم- بحسب تقرير المنظمة الذي تلقينا نسخة منه. وقائع: وقالت الناشطة كفاح السقاف - إحدى عضوات الفرق الميدانية للمنظمة- في التقرير إنها لن تنسى أبداً صورة محمد شايف دهرة -20 عاماً- والذي عذب حتى فقد عقله، عقب اعتقاله في إحدى نقاط الحرس الجمهوري على طريق صنعاءمأرب وسلم للأمن القومي وظل مخفياً هناك مدة شهرين وأهله يبحثون عنه، ليجدوه فجأة في أحد شوارع صنعاء ملفوفاً في بطانية وهو في حالة شبه إغماء. وأكد شايف دهرة -والد محمد- للفريق أن ولده كان شاباً يافعاً وأنه كان جندياً في الحرس الجمهوري بذمار.. موضحاً أن ابنه لم يعد يذكر سوى اسمه ووجه أخيه. وتُظهر التقارير التي يحملها والد محمد دهرة تعرُض ولده لتعذيب شديد بالكهرباء كما أورده تقرير المستشفى العسكري ولا تزال آثار التعذيب لم تبرأ بعد رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على علاجه. من جهتها أكدت الناشطة وردة العصيمي أنها رصدت اعتقال 3 أطفال من بني جرموز لمدة أيام مع إطلاق نار عليهم في اللواء 63 بيت دهرة. وقالت إن ما سمعته من أسر المعتقلين ضرب من الخيال لولا أنها شاهدت الأدلة بنفسها، وإن ما تعرض له أهالي تلك المناطق يصعب على المرء أن يصفه. أما الناشطة ذكرى الواحدي فقد أبدت صدمتها مما سمعت من قصص, وقالت إن معظم الأهالي اعتقلوا بالهوية وليس لهم تهمة إلا أنهم من أرحب أو نهم أو بني جرموز. ضرب وإعدام: فيما أكد المواطن/ عمار دهرة -27 سنة- للفريق أنه هوجم إلى منزله وهو نائم من قبل قوات الحرس المرابطة في اللواء 63، وأنه تعرض للضرب والإعدام الوهمي عدة مرات وأنهم ربطوه إلى جوار المدفعية وأن طبلتي أذنيه تفطرت من أصوات المدافع. وأضاف: نقلونا إلى السواد معصوبي العينين مقيدين ولما وصلنا قاموا بضربنا بطريقة بشعة وطرحوني أرضاً وقاموا بالمشي علي بأحذيتهم حتى دخلت في غيبوبة لمدة 8 ساعات. أما محمد عيس- كما ورد في التقرير- فتحكي قصة تعذيبه الآثار الواضحة للعيان في جسده جراء الصعق والحرق الذي تعرض له, وأكد عدد من المعتقلين أنهم تعرضوا لعملية إعدام وهمي عن طريق إيهامهم بأنهم سيرمونهم إلى بئر بعد أن غطوا على أعينهم. 130 معتقلاً: ورصدت المنظمة ما يقارب من 130 معتقلاً من أبناء مناطق نهم وأرحب وبني جرموز، منهم 3 حالات جنون، إضافة إلى وفاة حالتين جراء التعذيب وهما: ناجي داحش السبعي ويحي هادي الحامس، إذ ما تزال جثتاهما محتجزتان في مستشفى 48 التابع للحرس الجمهوري. وأضاف تقرير المنظمة أنه ما يزال هناك أكثر من 3 معتقلين في سجون الحرس الجمهوري على رأسهم المواطن/ علي أحمد محمد داوود من نهم والذي له ما يقارب 4 أشهر. وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت المنظمة حالات تعذيب شديد لأفراد وضباط في اللواء 63 حرس جمهوري وأنه سيتم الكشف عن أسمائهم والوثائق المؤكدة لحالاتهم في مؤتمر صحفي تعقده المنظمة والفرق الحقوقية خلال الأيام القادمة. الجدير بالذكر أن أهالي تلك المناطق لا يزالون إلى اليوم يتعرضون لعمليات اعتقال بسبب هوياتهم، كما أوضح العديد من المواطنين الذين التقت بهم فرق رقيب الميدانية.