أكدت مصادر ميدانية بمدينة تعز أن اشتباكات جرت أمس في ساحة الحرية أثناء صعود وزيرة حقوق الإنسان المنصة لطرح موضوع الحوار.. وحسب المصادر ل"أخبار اليوم" فإن شباباً من اللجنة التنظيمية اعتدوا على مجموعة من شباب الثورة رفضوا الحوار قبل محاكمة المتورطين بقتل الشباب وإحراق الساحة إبان أحداث الثورة العام الماضي، مؤكدين على ضرورة إعادة هيكلة الجيش قبل الحوار.. مشيرة إلى أنه وإثر تدخل شباب اللجنة التنظيمية جرت اشتباكات بين الجانبين. وأقيم بمحافظة تعز صباح أمس مهرجان إشهار المركز اليمني للعدالة الانتقالية بمشاركة محلية وعربية ودولية وبرعاية وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور ومحافظ المحافظة شوقي أحمد هائل وتحت شعار (العدالة طريق السلام والمصالحة وبناء اليمن الجديد ). وفي مهرجان الإشهار أكدت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور أن تضحيات شباب الثورة من أجل تعزيز حقوق الإنسان لن تذهب هدراً وأننا ماضون وبقوة لتعزيز حقوق الإنسان واتخاذ كافة التدابير اللازمة وبموافقة الحكومة ومنها إنشاء هيئة مستقلة لحقوق الإنسان حسب مبادئ باريس. وأشارت وزيرة حقوق الإنسان إلى أن مركز العدالة الانتقالية تنتظره أعمال كبيرة بعد إصدار قانون العدالة الانتقالية خاصة عند الولوج في تطبيقاته , حيث يتوقع منه المساهمة في مساعدة ضحايا الانتهاكات في الوصول إلى الحقائق والسعي لأنشطة الحشد والمناصرة لأعمال لجان الحقيقة والمصالحة في جبر أضرار أولئك الضحايا , معبرة عن تطلع الحكومة اليمنية، خاصة وزارة حقوق الإنسان إلى شراكة كاملة مع المركز . وأوضحت حورية مشهور أن المركز اليمني للعدالة الانتقالية تنتظره أعمال جليلة ستفرضها طبيعة التطورات اللاحقة المرتبطة بإغناء وإثراء مشروع قانون العدالة بملاحظات ضرورية ومهمة باعتبار المشروع قيد الإصدار بعد أن رفعته حكومة الوفاق الوطني إلى رئيس الجمهورية استناداً إلى نص الآلية التنفيذية للمبادرة . وقالت : لا يخفى الأمر علينا جميعاً أن المشروع لم يثر اختلاف حوله في الحكومة، بل أن الاختلاف ظل قائماً في المجتمع ومن قبل شرائح جاء هذا القانون ليحميها ويحمي حقوقها، بل ويعيد لها حقوقاً أهدرت وكرامة انتهكت , مشيرة إلى أهمية إثارة نقاش مفتوح حول القانون يلتقي فيه ضحايا الانتهاكات والخبراء والمختصون ليشعروا بأن هذا القانون ما جاء إلا لحاجة ملحة وضرورية لمعالجة آثار وعواقب تلك الانتهاكات الواسعة والجسيمة التي حصلت في بلادنا خلال حقب تاريخية مختلفة، ذلك إذا كنا نؤسس اليوم لمرحلة تاريخية فاصلة ولمستقبل تصان فيه الحقوق والحريات وإرساء دعائم دولة النظام والقانون - حسب تعبيرها . وأضافت: نحن بحاجه لنضع أيدينا على أخطاء الماضي لا حقداً أو كراهية أو انتقام، بل لمعرفة تلك الأخطاء والمتسببين بها والتزاماً بعدم تكرارها لينصرف الناس نحو البناء والتنمية . من جانبه عبر رئيس المركز الدكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي عن سعادته بإشهار المركز، مرحباً بالضيوف من الأشقاء والأصدقاء وخص بالشكر شركائنا العالميين الذين قدموا من بلدان نصحتهم حكوماتها بعدم الحضور إلى اليمن وإلى تعز بالذات.. مضيفاً: لقد أدركت، بل عايشت لحظة بلحظة في الأسابيع الماضية عظيم تصميمهم في الحضور إلى تعز رغم معاناتهم الكبيرة في الحصول على تأشيرات وصولاً إلى الحصول على مقاعد في طائرات نادرة الوصول إلى تعز والتي مازالت المشاريع الكثيرة لتطوير مطارها تعاني من ولادة متعسرة منذ عشرات السنين رغم أنه أول مطار في اليمن . وأستعرض رئيس المركز اليمني للعدالة الانتقالية العمل الدؤوب الذي استمر 10 أشهر منذ تأسيس المركز وحتى إشهاره رسمياً أمس.. وقال: إن مهرجاننا اليوم هو مهرجان حب وعدل وتقارب ومودة عقول وقلوب وثقافات والتي جميعها تهافتت إلى مدينة تعز للبحث عن السبل والوسائل اللازمة لتحقيق العدالة والإنصاف وجبر الضرر من خلال المصالحة والاعتراف والتي من خلالهما قد نصل إلى صيغة تصالح يعفي بها الضحية عن المتهم , كم استعرض الانتهاكات المتعددة ضد الحقوق منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم، معبراً عن أمله في أن يخرج مهرجان الإشهار بتوصيات ومناشدات ومجاميع ضغط لإصدار قانون العدالة الانتقالية . وألقى كلمة المفوضية السامية لحقوق الإنسان الدكتور عبدالسلام سيد أحمد، أشار فيها إلى أن العدالة الانتقالية لها أهمية عظيمة لاستقرار اليمن ونهضته وبناءه ومستقبله , مستعرضا أهم تعاريف العدالة الانتقالية والمشاورات الوطنية للخروج برؤية موحدة من أجل المستقبل . كما ألقى كلمة منسقي مراكز المحافظات نسيم الجناني، عبر فيها عن تطلع الجميع لأن يكون المركز اليمني للعدالة الانتقالية منارة مشعة بالعدل والإنصاف . بعد ذلك توالت الجلسات وقدمت عدد من أوراق العمل منها ورقة بعنوان "العدالة الانتقالية مفهومها وأداؤها" قدمتها آن مساجي - منسقة المركز الدولي للعدالة الانتقالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا , وورقة خاصة بوجهة نظر المركز الدولي للعدالة الانتقالية لقانون العدالة الانتقالية اليمني، قدمها مستشار رئيس المركز الدولي للعدالة الانتقالية كلاوديو كوردون . كما قدمت أوراق أخرى عن العدالة الانتقالية ومحكمة العدل الدولية والتحديات ومستقبل العدالة الانتقالية في اليمن للدكتورة/ أحلام مثنى - أمين عام المركز- والتي تناولت أنشطة المركز اليمني للعدالة الانتقالية وكذلك الإعلان عن إطلاق الموقع الالكتروني للمركز . وورقة أخرى للأستاذة ديالا شحادة من مبادرة العدل والسلام الهولندية إضافة إلى أوراق أخرى من عميد كلية الحقوق بجامعة تعز الدكتور/ أحمد الحميدي والمحامي/ عبدالعزيز البغدادي والسفير علي محسن حميد وحميد خان من المعهد الأمريكي للسلام . تضمن المهرجان عرض فيلم وثائقي عن محرقة ساحة الحرية بتعز، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان في صعدة وكذلك عرض حالة الشهيد/ فيصل عبداللطيف الشعبي وأخرى للشهيد/ طه عبدالله الجنيد، علاوة على عرض حالة عقاب جماعي لمرضى الجذام . كما تخلل المهرجان عروض مصورة عن الأحداث التي شهدتها اليمن عامة وتعز خاصة خلال العام 2011م، بالإضافة إلى عروض عن الانتهاكات الحقوقية .