ناقش صباح أمس ولليوم الثاني على التوالي مؤتمر التنمية المستدامة الذي تنظمه مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بالتعاون مع جامعة تعز وفرع الصندوق الاجتماعي للتنمية، عدداً من الأبحاث العلمية المنضوية في محاور الطبيعة الديمغرافية والاستثمار والمياه والطاقة. واستعرض المؤتمر أبحاثاً في مجال الطبيعة الديمغرافية للمحافظة التي تناولت تأثير التضاريس على التنمية المكانية والتنمية العمرانية والبناء العشوائي وواقع الحركة المرورية والاختناقات،إضافة إلى التضاريس وشبكة المياه، علاوة على جملة من الأبحاث العلمية التي تناولت معوقات الاستثمار وتحديات التنمية والتوطن الصناعي بالمحافظة والتنمية البشرية والزراعية والثروة السمكية، إضافة إلى التخلف الإداري والفساد المالي والإداري وطرق المواجهة واحتياج المحافظة من الطاقة حتى العام 2050م،وكذا تقييم مدى الاستفادة من طاقة الرياح. وتخلل جلسة الأمس محاضرة عن الأخطار الجيومرفولوجية في تعز للدكتور/كريم مصلح صالح من جامعة سوهاج المصرية وثلاث ورش علمية كرست لمناقشة أزمة المياه بالمحافظة والثروة المعدنية. وكانت قاعة منتدى السعيد الثقافي بمدينة تعز قد شهدت أمس الأول فعاليات مؤتمر التنمية المستدامة (التحديات والفرص والمردود) والذي ينتهي صباح اليوم الثلاثاء بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين اليمنيين والعرب. وفي افتتاح المؤتمر أكد محافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل سعيد على أهمية عقد المؤتمر لمعالجة الكثير من المشاكل التنموية والاجتماعية والبيئية والثقافية التي تعاني منها محافظة تعز.. وأشار المحافظ إلى أن مخرجات المؤتمر سيتم ترجمتها إلى مشاريع وأنشطة وخطوات إجرائية لمواجهة المشكلات التي تعاني منها المحافظة أولاً والوطن بشكل عام. وقال : لقد وجهنا الجهات المعنية بمتابعة كل ما سيعرض في المؤتمر من أبحاث ومحاضرات وما سيتخلله من مناقشات ومداخلات وعمل مصفوفة تنموية لتكون بمثابة نواة لخطة إستراتيجية للمحافظة خلال الفترات الزمنية القادمة, متمنياً للمؤتمر والمشاركين فيه النجاح والخروج برؤى طيبة تسهم في خلق حلول ناجحة للنهوض بمستوى التنمية والمجالات الأخرى. من جهته رحب مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر فيصل سعيد فارع بالحضور والمشاركين في المؤتمر من داخل الوطن وخارجه , وقال بأن المراد من عقد المؤتمر العمل الجاد للاهتمام بتنمية تعز ومعالجة مجمل المشاكل التنموية من خلال وضع رؤية استشرافية على أسس علمية وجادة , مشيراً إلى أن التميز والفرادة الذي تميز به المؤتمر عن غيره من المؤتمرات الأخرى تمثلت بنوعية المشاركين والباحثين والبحوث المقدمة، علاوة على إقامة معرضين مصاحبين أولاهما معرض فني تشكيلي"تعز.. ريادة التشكيل" والثاني عن النتاج الفكري والثقافي المطبوع برسائل وكتب وأبحاث وتقارير عن تعز , كما استعرض مراحل الإعداد والتجهيز للمؤتمر وجزءاً من المصاعب والمعوقات التي تم تجاوزها بإرادة وعزيمة وقناعة بالهدف السامي لذلك. مقرر المؤتمر الدكتور/محمد توفيق محمد استعرض الخطوات الأولية لفكرة إقامة المؤتمر والأهداف المرجوة من خلاله, كما تطرق لمجمل البحوث وورش العمل التي ستعقد في جلسات أعمال المؤتمر على مدى 3 أيام بفترتي الصباح والمساء.. وأِشار إلى أن مخرجات المؤتمر تعد ذات أهمية كبرى، كونها ستسهم في إحداث تنمية شاملة لتعز, منوها بأنه تم الاتفاق مع مجموعة من خبراء الأممالمتحدة للوصول بالمخرجات إلى شكل غير نمطي عبر تقديم كل باحث ومشارك بعد إنهاء تقديم بحثه أو ورشته بمصفوفة شاملة تقدم بدورها حلاً لمشكلة معينة أو نشاطاً يسهم بشكل مباشر في إحداث التنمية المنشودة. من جانبه أشار مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز المهندس/مروان المقطري إلى أن التنمية المستدامة تعد من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات النامية وخاصة في اليمن وبالأخص مدينة تعز, منوهاً بأن ذلك يتطلب قدراً عالِ من التنسيق والتكامل والترشيد في استخدام الموارد المحلية المتوفرة للحفاظ على البيئية وحقوق الأجيال القادمة. وأضاف: إننا في الصندوق الاجتماعي للتنمية كجهة داعمة نتمنى أن يؤسس هذا المؤتمر لثقافة جديدة داخل المحافظة قوامها العمل العلمي الممنهج. وفي كلمة قيادة جامعة تعز أكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور/عبدالرحمن صبري بأن المؤتمر هدف لتحديد اتجاهات عملية للتنمية المستدامة بمحافظة تعز انطلاقاً من الوضع الراهن بمشاكله واستنتاج الحلول وتقديمها بصورة مصفوفة لتطرح أمام قيادة المحافظة لتحديد الأولويات وإمكانية التمويل للخروج برؤية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة بالمحافظة, مشيراً إلى أن مبدأ التنمية المستدامة يعد مبدأ أساسياً للقضايا التنموية والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة ابتداء من تنمية المجتمعات في الخمسينات من القرن العشرين إلى برامج التكيف الهيكلي وبرامج الاستثمار القطاعي وبناء القدرات.