يبدو وبما لا يدعو مجالاً للشك إن رقعة العبث التي يتعنون بها البيت الحساني منذ فترة ليست بقليلة كتب لها أن تستمر وتواصل المضي قدماً، طالما وسحابة العشوائية والمحسوبية مازالت تطغى على أجواء وشئون هذا النادي "العريق" وعلى من يديره، بل وعلى من يدير رياضة أبين وأنديتها المحصورة بين مطرقة الانهيار وسندان الدمار، فحال فارس أبين "حسان" ما هو إلا نموذج مصغر لرياضة محافظة أبين التي اختارت أن تسبح في فضاءات شاسعة من الفشل، أعلم يقيناً إن الحديث عن رياضة أبين " ذو شجون " وإن كلامي قد يسبب الحساسية "للبعض" إن إذا ما استمريت بالغوص في بحور الأسباب الكثيرة والكبيرة بما فيها الحديث عن مسببات وصول نادي حسان أبين الى هذا الحد من التدني، ولكني سأركز على جزئية معينة لأتحدث عنها "هنا" تاركاً (الجمل بما حمل لقادم الأيام) فركزوا معي في الآتي: بعد مضي عشرة أشهر من موعد الإعلان عن انتخابات الأندية الرياضية وأجرائها، تذكر الأخ مدير مكتب الشباب والرياضة / أبين "موخراً" أن أندية المحافظة "المنكوبة" مازالت خارج خارطة الانتخابات الرياضية (التي بحت أصواتنا مطالبة بها في المدة الماضية) أو بطريقة أفصح تذكر واجهة المحافظة "نادي حسان الذي يقبع في غياهب النسيان" بدون انتخابات" فشمر ساعديه وأستنجد بمعاونيه، وأرسل خطاباً رسمياً "شديد اللهجة" للهيئة الإدارية الحسانية "المؤقتة" التي يرأسها العم نصيب للتحضير لعقد انتخابات هيئة إدارية شرعية جديدة في صورة (الحريص)، والتجهيز لها خلال مدة أسبوع واحد فقط من صدور القرار "بطريقة ساندويتشيه" يجاري فيها طريقة "سلق البيض" أي من تاريخ 10 / 2 حتى 17 / 2 على أن يتم تسليم قوام الجمعية العمومية الخاصة بالنادي الى مدير المكتب (فرع زنجبار) مع الإعلان عن هذه الانتخابات، الأدهى من ذلك أن المذكرة لم تسلم إلى رئيس النادي إلا بتاريخ 13 - 2 أي ستنحصر مدة التحضير للانتخابات المزعومة خلال أربعة أيام فقط محققة رقم قياسي جديد كأسرع تحضير لانتخابات رياضية، الفعل الذي أجبر الهيئة الإدارية المؤقتة بان تعمل اجتماع "سفري" في محاولة منها لتدارك الموقف، وإصدار عدد من القرارات نصت على تشكيل قوام لجنة تحضيرية مكونة من خمسة أشخاص (رئيس النادي وأمينه العام والمسئول الإعلامي ومدرب الفريق السابق مع شخص آخر)، وإعادة تشكيل قوام الجمعية العمومية التي "لا وجود لها حالياً" أو فتح باب الترشيح لها مع تأجيل موعد المؤتمر الانتخابي حتى تاريخ 15 - 3 – 2013 م، بخطوات تبدو جيدة "نظرياً" كان يجب أن يكون المكتب أكثر حرصاً عليها من الهيئة الإدارية المؤقتة التي تمسكت بمبدأ لن نسلم النادي إلا لأيادي "خديجة"عفواً أقصد "أمينة". وأقحمت نفسها في واجهة المدفع عوضاً على أن تأتي بلجنة تحضيرية محايدة تسير عملية التحضير. هنا نحن أمام "هرطقة جديدة" لابد من الوقوف أمامها فسقطة المكتب هذه المرة لا تحتاج إيضاحات كثيرة كون "الحقائق تمشي عارية" ولكم أن تتساءلوا معي الآن لماذا الإصرار على إقامة "مسرحية" هذه الانتخابات بهذه الطريقة وبتلك الكيفية في هذا التوقيت بالذات!! وأين كان هذه الحرص على إقامة الانتخابات في الوقت الذي كان فيه النادي يحتضر منذ لحظة تقديم أربعة أعضاء من الإدارة لاستقالاتهم تلى ذلك إقالة رئيس النادي الكابتن علي محسن بتاريخ 23 / 5 من العام القبل الماضي ؟! لحظة مرور النادي ككل بأسوأ مرحلة في تاريخه، توقف خلالها جل أنشطته بما فيها نشاط فريق كرة القدم واجهة المحافظة بعد أن هُبّط عنوة إلى الدرجة الثانية، بالإضافة إلى الألعاب الأخرى كالطائرة واليد والشطرنج والدراجات ومطالبة الجميع بصرف مستحقاتها المالية، ليبقى النادي ككل بدون إدارة "يهوج ويموج" ما أجبر بعض مدربي الفرق بان يتقمص دور الإدارة ويتسلم المخصصات بطريقة "غير شرعية" بل ويصبح "ناطق رسمي" باسم النادي، وهنا لن أسهب في حديثي عن من يتباكى باسم هذا النادي الفقير ويأكل باسم حسانيته، لأن الحديث سيطول ويحتاج إلى وقفات كثيرة ولكن دعوني أعود وأتساءل عن (أين هي تدخلات المكتب لحظة أقرار إقامة الانتخابات الرياضية لكل أندية الجمهورية منذ أبريل العام الماضي تقريبا)، ولماذا لم تقام الانتخابات في وقتها، قد يقول القائل (من الصعب إجراء الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية وأحداث الحرب التي رافقت المحافظة). وهنا نقول لماذا تم استلام مخصصات الانتخابات كاملة طالما ويتعذر قيام عملية الانتخابات (على لسان الوزير)، أضف إلى ذلك أن أندية المحافظة شاركت بكامل ألعابها، وبما أن حديثنا مختزل في نادي حسان، ففريق حسان الكروي قد شارك في تصفيات الدرجة الثانية بمباركته (رغم إلحاحنا المستمر بعدم المشاركة حتى يرفع الظلم عنه) فخاض مرحلة الذهاب وتوقف في الإياب نظراً للضائقة المالية "فقط" إضافة إلى أن فريق الطائرة قد لعب، وشارك في بطولة أندية الدرجة الأولى وكذلك فريق كرة اليد وهكذا الألعاب الأخرى بما يدل أن النشاط كان قائماً في النادي على أكمل وجه وأن الأمور ماشية – هذا جانب - والجانب الآخر وهو الأهم بالنسبة للمتابع الرياضي " الحصيف " - أن وجدت هذه الانتخابات فأين هي قوائم الجمعية العمومية من الأساس!؟ وهل حقاً هنالك جمعية عمومية للنادي !؟ وإن كانت هنالك جمعية عمومية أليس من المفترض أن يكون المكتب مطلع تماماً عليها ، وهل سبق ذلك وأن قدم المكتب هذه القوائم للإدارة الحالية " المؤقتة " حتى يطالب بها الآن !؟ وهل كان يقدمها للإدارات السابقة أو يتم التعامل بها !؟ .. بالطبع لا ... فالنادي لم تجرى له أي انتخابات منذ زمن ليس بالقليل وأعتمد دوماً على نهج التعيينات ، فكل ما في الأمر هو إن يتم إحضار شخصية تجارية أو قيادية ذات منصب "مهم" ويزج بها في الواجهة يتبعها تعيينات إدارية "نسخ لصق" أو تفعيل لعبة الكراسي الموسيقية (مسئول النشاط يصير مالي والمالي يصير إعلامي وعلى هذه الشاكلة) طبعاً هذه حقيقة يعلمها كل أبناء أبين ولا يمكن إنكارها بما في ذلك الحسانيين أنفسهم، وقد مثلت النادي "شخصياً" في أحد إداراته المعينة، (فلماذا يتم المطالبة بإحضار هذه القوائم والعوارض مع التشديد على التنفيذ ما لم سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية). ثمة (حقيقة) ساطعة هنا لا يمكن لأي أحد "تجاهلها" أو "حجبها" تؤكد أن "الهوشلية" غدت سمه رئيسيه متبعه في إدارة أندية أبين، ما أرغمها إلى إن تصبح في "المدة الأخيرة" نموذجا للانحطاط وداراً للخراب والعشوائية، تحلق خارج خارطة الرياضة اليمنية "بفعل فاعل" أكان بسبب قيادتها الرياضية "منتهية الصلاحية" أو من بعض أبنائها المتسولون هواه المادة، وهو كذلك بالنسبة لكبيرها حسان الذي لم يعد من الحكمة السكوت عن ما يحصل فيه، فلابد من تدخل عاجل يعالج شؤون هذا النادي بتغيير ملامح وجهه البائسة وإفشال أي سيناريوهات من شأنها تأزم الوضع الذي هو عليه الآن، فيكفي ما نال رياضيو أبين وأبناء حسان من مرارة الظلم والفشل في السنوات الماضية، ويكفي ما عانى منه أهل أبين جراء حرب مؤلمة استمرت طيلة عام ونيف، فحان لهم أن ينعموا الآن بتحسين أحوالهم وتعديل أوضاعهم بالتغيير الإيجابي الذي من مصلحته يزيح الأصنام القابعة على هرم رياضة أبين وفارسها حسان. وعليه فأننا نناشد الأخ جمال العاقل محافظ المحافظة ورجل المحافظة الأول بأن يضع حداً لما يحصل لرياضة أبين ولفارسها الكبير " حسان " بالوقوف على مفاصل وأوضاع هذا النادي المسكين والتقرب منه أكثر بإيجاد حلول مجدية من شانها تعيد هيبة النادي المفقودة وترسم البسمة من جديد ، ومن وجهه أخرى نناشد العقلاء والمخلصين في البيت الحساني بما فيهم الشرائح الشابة الطامحة بان ينتفضوا من سباتهم العميق فالمرحلة الحالية ليست مرحلة ترقيع أو تلميع بل مرحلة زراعة طلع جديد ... وبس خلاص !!.