شنت قوات الجيش أمس حملة عسكرية عنيفة ضد ما يعتقد أنها معاقل لتنظيم القاعدة في مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت.. وقالت مصادر محلية مساء أمس إن اشتباكات عنيفة تجري منذ صباح الأربعاء الباكر بين مسلحين مفترضين من تنظيم القاعدة والقوات الحكومية. وأشارت معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم" إلى أن الحملة العسكرية نفذت إثر هجوم مسلح شنته عناصر يعتقد أنها من القاعدة على نقطة عسكرية استحدثها اللواء 27 ميكا بين منطقتي شحير والغيل، منوهة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل "5" جنود بينهم ضابط في اللواء المقدم/ خالد المريسي، إلا أن مصادر رسمي أفادت بأن اسم المقدم الذي استشهد هو غالب المنصوب، وأضافت مصادر الصحيفة بأن مواطن مدني قتل أثناء الاشتباكات الدائرة بين القوات العسكرية والمسلحين. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل سبعة من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة بحضرموت أثناء تنظيم الجيش حملة عسكرية وأمنية مشتركة على مديريتي غيل باوزير والشحر بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". وأشار المصدر إلى أن العملية قد أدت إلى استشهاد المقدم/ غالب المنصوب من منتسبي المنطقة العسكرية الثانية اللواء 27 ميكا وجرح خمسة من المقاتلين الأبطال المشاركين في الحملة.. وترحم المصدر على روح الشهيد متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وقال بلاغ نشرته وسائل إعلام حكومية يمنية إن وحدات الجيش والأمن نفذت حملة عسكرية مشتركة وصفتها بالناجحة وداهمت «أوكار الإرهابيين» في مديريتي غيل باوزير والشحر. وأضاف إن الحملة العسكرية تمكنت من تدمير مخازن الأسلحة والاستيلاء على عدد من الأطقم والمتفجرات, والدراجات النارية التي تستخدم في عمليات الاغتيالات. وأشارت مصادر إلى أنها شاهدت طائرة هيلوكبتر تحلق في المدينة، بينما سمع دوي انفجارات مختلفة في مكان الاشتباكات الواقعة بين منطقتي «الصداع والقارة» شرقي غيل باوزير، بينما استخدم مختلف الأسلحة في المواجهات. وقالت مصادر إن وحدات الجيش والأمن تواصل ملاحقة من تبقى من تنظيم القاعدة وتمشيط المزارع والمناطق التي فروا إليها بعد إشعار السكان بعدم الاقتراب أو التواجد في الأماكن التي لجأ إليها مسلحو التنظيم. من جانبه أوضح مصدر عسكري في الحملة العسكرية التي خاضت المواجهات أن قيادة اللواء 27 وجهت بخروج حملة عسكرية قوامها سبعة أطقم لملاحقة عناصر القاعدة في منطقة غيل باوزير, وأضاف إنه أثناء توغل القوة العسكرية في المنطقة تعرضوا لكمين من أعضاء القاعدة حيث جرى بين الطرفين مواجهات مسلحة فيها قائد الحملة المقدم غالب المنصور, وجرح عشرة جنود آخرين, إضافة إلى حرق طقم عسكري وإعطاب طقمين. وأضاف المصدر العسكري ل"مأرب برس" أن الحملة تعرضت لحصار دام لقرابة نصف ساعة أعقبه تدخل فوري من قوات أخرى قدمت من اللواء لمساندة المحاصرين, إضافة إلى قيام الطيران الحربي في شن عدة غارات على مواقع القاعدة وتمشيط المنطقة, حيث قصف الطيران عدة أهداف في مزارع غيل باوزير. كما نجحت القوة القادمة من اللواء 27 التي شملت مصفحات وعربات مسلحة في فك الحصار على بقية أفراد الحملة العسكرية. وكانت منطقة غيل باوزير قد شهدت شللاً تاماً للأجهزة الحكومية, لاسيما قوات الأمن، بعد سلسلة اغتيالات نفذها التنظيم واستهدف نحو 10 ضباط من منتسبي المخابرات والشرطة، الأمر الذي أدى إلى عزوف ما تبقى من الأجهزة الأمنية وانتقال منتسبيها إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة. ويتحرك مسلحو أنصار الشريعة في المنطقة بكل حرية على متن دراجات ومركبات، بالإضافة إلى قيامهم بوضع ملصقات و"بوسترات جهادية" وأخرى تدعو لإعلان غيل باوزير إمارة إسلامية. وأفادت مصادر عسكرية بأن نحو تسعة من عناصر التنظيم اعتقلوا فيما تم تفجير مخزن سلاح تابع لهم. وأشارت المصادر إلى أن وحدات من الدفاع والأمن الخاص ( الأمن المركزي سابقاً) والشرطة العسكرية ما تزال متمركزة في المناطق التي شهدت مواجهات بين الجيش وعناصر القاعدة.. مؤكدة بأن العمليات التي خاضتها قوات الجيش والأمن أمس في غيل باوزير تدار بقيادة اللواء 27 ميكا. إلى ذلك أكد الرئيس/ عبد ربه منصور هادي" أن المعركة مع الإرهاب مصيرية وحاسمة ويجب "أن نخوضها بجدارة مهما كلفتنا من تضحيات، مؤكدا أن الشعب يقف مع المؤسستين العسكرية والأمنية في هذه المعركة الوطنية والقيمية والدينية، لم ولن يفقد ثقته بهم ولو للحظة واحدة". وأضاف الرئيس في برقية تهنئة إلى رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية، وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وجنود وصف ضباط وضباط الوحدات العسكرية والأمنية بمحافظة حضرموت للنجاحات المتواصلة في حفظ أمن واستقرار الوطن أضاف " إن الشعب ينتظر منكم المزيد من هذه الأعمال البطولية الشجاعة، ولقد كان وسيظل يقف معكم في خندق واحد" وتابع " وما وقوف الشرفاء من أبناء غيل باوزير والشحر معكم في هذه المواجهة الأخيرة إلاّ تأكيد على تلاحم أبناء الشعب مع ميامين قواته المسلحة والأمن الباسلة". وأكد هادي بأن ما صنعوه من انتصار كبير يضاف إلى رصيدهم، وهو محل امتنان وإكبار وعرفان الشعب والقيادة ومبعث فخر واعتزاز رفاق سلاحهم في مؤسستي الدفاع والأمن الباسلتين ويعزز فيه الثقة بقدراتهم وإمكاناتهم وبطولاتهم في أداء رسالتهم النبيلة وملاحقة بقايا العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وصولاً إلى اجتثاثها وتطهير البلد من شرورها وجرائمها التي كلفت الوطن الكثير من الخسائر البشرية. وقال "ما أنجزتموه اليوم من أعمال بطولية وتوجيهكم الضربة العسكرية الموفقة والقاصمة للمجاميع الإرهابية من تنظيم القاعدة في مديريتي غيل باوزير والشحر دليل ساطع على يقظتكم الأمنية واقتداركم المهني وأهليتكم في أداء واحد من أهم وأعظم الواجبات الوطنية والدينية المقدسة، التي أوكلها الشعب إليكم مؤتمناً لكم فيها على حياته وحماية مقدراته وأمنه وسلمه الاجتماعي". واختتم هادي تهنئته بالقول " إذ نهنئكم ونهنئ أبناء شعبنا اليمني العظيم بهذا الانتصار لا يفوتنا أن نتقدم بأحر التعازي والمواساة القلبية الصادقة لأسرة الشهيد البطل المقدم غالب المنصور وتمنياتنا بالشفاء العاجل لرفاق سلاحه من الجرحى الأبطال، الذين سيظلون محل اهتمام ورعاية الدولة".
