اغتيل ظهر يوم أمس الشيخ علي العجي بن شطيف- الأمين العام المساعد لتحالف قبائل مأربوالجوف وأحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بمحافظة الجوف- في كمين مسلح بالعاصمة صنعاء في شارع الستين الغربي. وتزامن اغتيال الشيخ العجي مع انفجار عبوة ناسفة استهدفت باصاً للقوات الجوية خلف عشرات الجرحى في تصاعد مستمر للانفلات الأمني. وقتل أحد مرافقي الشيخ العجي وسائق السيارة التي كانت تقله وأصيب أربعة مرافقين آخرين بينهم نجله بجروح خطيرة. ويعتبر الشيخ العجي أحد المناهضين لتوجهات التمرد الحوثي وكان من المناهضين لتواجدهم في الجوف، إلى جانب مناهضته لنظام الرئيس السابق علي صالح. وحضر العجي اللقاء التضامني مع الصحف المصادرة والممنوعة بقرار من سلطات صالح في مايو 2009م الذي انعقد في نقابة الصحفيين تحت عنوان "لا للحرب ضد الصحافة". وبعد مجزرة 18 مارس 2011م كان الشيخ العجي ضمن قائمة المنظمات السياسية والمجتمع المدني التي أعلنت تضامنها مع شباب الثورة والتخلي عن النظام السابق. والشيخ العجي كان له رؤى متقدمة.. حيث طالب هادي وحكومة الوفاق اعتبار ضحايا الاحتجاجات لمواجهة الجرعات السعرية في الحكومات السابقة شهداء وكذلك من قتلوا في غارات جوية بالجوف في منطقة الفقمان عام 98 والجدعان بمأرب. وللشيخ العجي إسهامات فاعلة.. حيث ساهم في إطلاق سراح رئيس محكمة الجوف ورئيس القلم الجنائي عام 2008م. وحذر العجي من إقصاء مناطق شرق اليمن من صناعة القرار، وكان ناطقاً شعبياً ومدافعاً عن حقوق المناطق الشرقية، والحقوق والحريات ككل. وكان تقلد منصب رئيس اتحاد كرة القدم بالجوف ورئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي وهي أول منظمة حقوقية في تلك المناطق مع انخراطه في أنشطة العمل المدني منذ فترة طويلة. وشغل منصب الأمين العام المساعد لتحالف قبائل مأربوالجوف منذ تأسيسه وحتى اغتياله يوم أمس. وكان الشيخ العجي قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل نحو اسبوع، من قبل اشخاص تقول مصادر محلية بالجوف إن اغتياله أمس ومحاولة الاغتيال تأتي على خلفية قضية ثأر قبلي تعود إلى ما قبل عشرين عاماً. حادثة اغتيال الشيخ علي العجي وسط العاصمة في وضح النهار، تضع كغيرها من الحوادث المماثلة الكثير من التساؤلات عن جدوى انتشار النقاط الأمنية على مداخل ومخارج ووسط العاصمة. طالما أنها لم تضبط أي من مرتكبي هذه الجرائم ولم تمنع التجول بالسلاح وانتشار المظاهر المسلحة داخل العاصمة. وفي هذا السياق طالبت شخصيات اجتماعية وسياسية وزير الداخلية وأمين العاصمة والقيادات الأمنية بالعاصمة بالإجابة عن هذه التساؤلات ومعاقبة جميع المتسببين عن الانفلات الأمني داخل الأجهزة الأمنية في العاصمة أو الاستقالة من مناصبهم طالما وأن حياة المواطن اليمني باتت مهددة في أي وقت، في حين أن التشديدات الأمنية باتت تأمن فقط السفارات والشركات الأجنبية، في حين المواطن اليمني معرض للخطر في أي لحظة. وحملت تلك الشخصيات وزير الداخلية وأمين العاصمة والقيادات الأمنية بالأمانة مسؤولية اغتيال الشيخ العجي ومرافقه وإصابة مرافقيه, كما حملتهم مسئولية كل الحوادث الأمنية التي شهدتها أمانة العاصمة.