أكدت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي التقى يوم أمس الاثنين بمحافظ تعز شوقي هائل, وذلك قبيل مغادرة الرئيس إلى الكويت.. حيث أوضح الرئيس هادي لمحافظ تعز بأن مسألة اعتراضه على قرارات الحكومة أمر مرفوض وأن عليه تنفيذ تلك القرارات.. وذكرت المصادر أن شوقي هائل أكد للرئيس هادي تراجعه عن رفض قرار تغيير مدير أمن تعز وقبوله بتغييره, لكنه قدم اشتراطات للرئيس وطلبات عدة منها: إصدار قرارات بتعيينات مسؤولين في تعز بجهات حكومية, ومن بينها القرار الصادر يوم أمس بتعين الدكتور محمد سعيد الشعيبي رئيساً لجامعة تعز.. وذكرت المصادر أن شوقي هائل اشترط أيضاً على الرئيس تعيين وكلاء للمحافظة بعيداً عن المحاصصة الحزبية ووفق ترشيحاته" أي ترشيحات شوقي", فأبلغه هادي بأن يرشح وسينظر في تلك الترشيحات ودعاه للتوافق مع الأحزاب.. كما أشعر الرئيس هادي محافظ تعز بأنه في حال شعر بأنه إذا وصل إلى طريق مسدود ولم يعد لديه القدرة على مواصلة منصبه؛ عليه أن ينسحب من منصبه.. وأكدت المصادر أن شوقي هائل طلب من الرئيس هادي أيضاً تغيير مدير مكتب تربية تعز, الذي تم تعيينه مؤخراً من قبل الرئيس, الأمر الذي رفضه رئيس الجمهورية.. حيث أبلغ شوقي هائل بأن عليه القبول بقرارات الحكومة دون أي اعتراض.. من جانب أخر اتهم القيادي البارز في ثورة الشباب السلمية ومنسق حملة" عائدون للتغيير" بساحة الحرية بتعز اتهم محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل بأنه يقود ثورة مضادة بالمحافظة. وقال ضياء الحق الأهدل- منسق حملة عائدون للتغيير ورئيس المجلس الثوري الأسبق بتعز في تصريح خاص ل"أخبار اليوم " "إن شوقي هائل يقود ثورة مضادة في المحافظة وإنه لا يزال يدير المحافظة بعقلية النظام السابق", مشيراً إلى أن تعز شهدت ثورة مضادة منذ انطلاق ثورة 11فبراير من قبل رأس النظام وأزلامه وحالياً من قبل السلطة المحلية". وأكد الأهدل أن أول مؤشر لهذه الثورة المضادة هو تغيير مدير الأمن السابق السعيدي الذي جاء من الوسط الثوري وكذلك رفض المحافظ للتغيير في مؤسسة الكهرباء والتربية وغيرها من المكاتب, مؤكداً أن رفض المحافظ لتعيينات من الوسط الثوري لا تعني سوى ثورة مضادة. وأضاف" السلطة المحلية ليست متهمة بالفشل بل هي الفشل الحقيقي وهذا ما يؤكده لسان الحال لا لسان المقال, فالأوضاع الأمنية والبيئية والصحية تؤكد أن تعز لم تشهد انتكاسة مماثلة كما تعيشها الآن". ونفى الأهدل أن يكون للثوار مشكلة مع المحافظ شوقي بقدر ما هي مع الفساد وبقاء الفاسدين وتردي الأوضاع, وقال" تردي الأوضاع هي في حقيقة الأمر منذ تولي شوقي المسؤولية ورفضه تحقيق مطالب الثوار على أرضية 17نقطة التي عرضت على رئيس الجمهورية من قبل جميع المكونات في تعز والذي أكد حينها أن تنفيذها منوط بمحافظ المحافظة", لافتاً إلى أن شوقي عقب تعيينه وعد بتنفيذ هذه النقاط وحدد لها جدولاً زمنياً خاصة ما يتعلق بمسألة التغيير إلا أن شيئاً من ذلك لم يحصل ولم يفِ بوعوده التي قطعها على نفسه وهو ما خلق أجواء من الامتعاض والاستياء فبدأت مسألة التحجج من قبل المحافظ بان هناك إعاقات وهذا أسلوب تبريري لا صحة له", مستطرداً بالقول" قد نتفهم أن يكون نقل تعز إلى مستوى دبي يحتاج إلى مدة طويلة, لكن إقالة الفاسدين ورفع القمامة واستتباب الأمن لا يحتاج إلا إلى إرادة صادقة". وأعتبر ما تتعرض له صحيفة" أخبار اليوم" من حملة تحريض من قبل السلطة المحلية ودعوة المحافظ أبناء تعز لمقاطعتها بأنه جزء من حملته على الثورة وهو يتنافى مع قيم الحرية والتعبير وهي مؤشر على روح استبدادية تضيق بالأخر, مفسراً دعوة المحافظ الأخيرة لرفع ساحة الحرية بأنها انتكاسة في علاقته بالثورة وإساءة غير مبررة. وأكد منسق حملة عائدون للتغيير أن تكرار اتهامات المحافظ للثورة والثوار خلقت لديهم نفساً ثورياً ورغبة للمطالبة برحيله سيما وهم يشاهدون المشاركين في الجرائم بحق تعز لا يزالون في مناصبهم بما يمثله المحافظ من دعم حقيقي وعامل رئيس لاستمرارهم. وتعجب الأهدل من ما اسماه اتهام الثوار في الإساءة لعرض المحافظ, معتبراً هذه الحملة تندرج ضمن سلسلة أكاذيب يرددها أعداء الثورة عند كل صوت يطالب بالتغيير. وأكد أنه لا صحة لمثل هذا الكلام وقال" ما قلناه واضح وموثق ونحن نعتبر المسيئين هم الذين يختلقون الأكاذيب ليبرروا بها فشلهم أو ليرتزقوا من ورائها ويستدروا عطايا ربما أصبحت جزءاً من إدارة المحافظة"- على حد تعبيره.