سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البيض يهدد باستخدام القوة وقيادات في الدفاع تشجع على إخراج الجيش من حضرموت المودع يعتبر إخراج الجيش من المحافظة انهياراً للدولة والجائفي يحذّر من التساهل مع الانفصاليين..
قالت مصادر محلية إن قيادات في السلطة المحلية بسيئون حمّلت وزارة الدفاع مسؤولية تداعيات مقتل الشيخ/ سعد بن حبريش. وأشارت خلال حديثها ل"أخبار اليوم" إلى أن نشر التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع خبر مقتل الشيخ/ بن حبريش ومرافقيه على أنه مقتل إرهابي، هو ما أثار قبائل حضرموت وخلق أجواء متوترة ومشحونة في نفوس أبناء المحافظة. المصادر ذاتها كشفت أن قيادات في وزارة الدفاع تشجع على إخراج الجيش من حضرموت وتعمل على تشجيع حالة الفوضى. من جهة أخرى لوَّح علي سالم البيض أمس بإمكانية استخدام ما سماه «الكفاح المسلح» من أجل استعادة دولة الجنوب، مبرراً ذلك بزيادة حدة الاغتيالات والقتل التي طالت الجنوبيين. ويأتي كلام البيض فيما تبرز القضية الجنوبية كإحدى أكبر العقبات في طريق استكمال الحوار الوطني الذي يعتبر مرحلة مفصلية في عملية الانتقال السياسي السلمي التي تؤطرها المبادرة الخليجية, وكان ممثلون للجنوب بقيادة محمد علي أحمد انسحبوا مؤخرا من المؤتمر، في خطوة اعتبرت تهيئة لتصعيد ما. وقال البيض في كلمة ألقيت خلال مؤتمر لحلف قبائل حضرموت بمحافظة حضرموتمسقط رأس البيض «لقد وصل السيل الزبى ووصلت القلوب الحناجر وإن المحتل لا يمكن أن يكف عن سفك دم الجنوبيين إلا برادع قوي ولا يمكن أن يخرج من الجنوب إلا بالقوة وبالطريقة التي دخل بها». وأضاف «إننا في لحظة نكون أو لا نكون وهذه أرضنا وثرواتنا المنهوبة ودمنا المراق ولقد تطاول المحتل واستمرأ دماء أبناء الجنوب وتمادى في عنجهيته والدوس على الكرامة في سفك دماء أهلنا وناسنا من المهرة إلى باب المندب». ويطالب (الحراك الجنوبي) منذ يوليو/ تموز 2007 باستعادة دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة إلى ما قبل قيام الوحدة اليمنية في مايو/ أيار1990. وعقد زعماء قبائل اجتماعاً قبلياً الثلاثاء في وادي نحب بمنطقة غيل بن يمين ناقشوا فيه حادثة مقتل الشيخ/ سعد بن حمد بن حبريش واثنين من مرافقيه خلال اشتباكات مع قوات الأمن قتل فيها أيضاً ثلاثة جنود على مدخل مدينة سيئون في الثاني من ديسمبر الجاري. وأمهل زعماء قبائل في حضرموت السلطات الحكومية 10 أيام لسحب معسكراتها ونقاطها الأمنية وتسليم مقاليد الأمن لأبناء المحافظة، مطالبين بتسليم قتلة «بن حبريش» ومحاكمتهم. ودعت قبائل محافظة حضرموت إثر اختتام مؤتمرها في بيان مساء أمس الأول «إلى هبّة شعبية في ال20 من الشهر الجاري لا تتوقف إلا بالسيطرة على كافة شؤون المحافظة وإخلاء المدن من المعسكرات الشمالية». وضم المؤتمر العشرات من شيوخ ووجهاء القبائل بمحافظة حضرموت، على خلفية مقتل سعد بن حبريش شيخ قبائل الحموم قبل أكثر من أسبوع برصاص جنود عند حاجز عسكري، ورغم اعتذار وزارة الدفاع اليمنية عن الحادث بعد اتهامها الوجيه القبلي بأنه أحد قيادات تنظيم القاعدة. وتضمن البيان القبلي «إلزام الحكومة والجيش برفع كافة النقاط الأمنية والعسكرية المتواجدة في حضرموت وتسليم كافة مهام الأمن العام والشرطة إلى أبناء حضرموت وتمكينهم من القيام بمهام حماية الشركات النفطية في حضرموت». وشكل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمس لجنة برئاسة نائب وزير الداخلية للتحقيق في قضية مقتل الشيخ الحمومي في سيئون. وفي السياق علق المناضل/ محمد عبدالله الجائفي- عضو مجلس الشورى- أن القوى الانفصالية تستغل حالة الإرباك القائمة لتحقيق أهدافها الانفصالية. وأشار- في تصريح ل "أخبار اليوم"- إلى أن البيض سبق له أن حاول فرض الانفصال بالقوة في عام 94 لكنه فشل في ذلك، وأنه يحاول في الوقت الحالي تكرار المحاولة، معولاً في ذلك على الأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد، مستبعداً نجاح القوى الانفصالية في تحقيق الانفصال بالقوة. واعتبر الجائفي تساهل القوى السياسية مع المؤامرات التي تستهدف وحدة البلاد واستقرارها، شجع بعض أصحاب المشاريع الخاصة وخاصة الانفصالية على استغلال هذا الظرف، كونها ترى فيه مؤاتياً لتحقيق أهدافها. ولفت إلى أن مؤتمر الحوار لم ينته من أعماله بسبب القوى الانفصالية التي حاولت أن تعيق الوصول إلى نتائج في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن وبدأت تطرح منذ البداية مطلب "فك الارتباط"، مشيراً إلى أن هذه القوى دخلت الحوار من أجل إفشاله وتعطيله من خلال طرحها الغير مقبول. وقال إن محاولة التمرد على الوحدة والسيطرة على بعض المحافظات تندرج في إطار المخطط الانفصالي بعد أن فشلت هذه القوى في تنفيذ أجندتها عبر الحوار الوطني. ودعا الجائفي القوى السياسية إلى هبة واحدة للوقوف أمام هذه القوى الانفصالية، وأن تتناسى خلافاتها وعدم السماح للقوى المتربصة بالوحدة. من جانبه علق المحلل السياسي/ عبدالناصر المودع على مطالبة قبائل حضرموت بإخراج المعسكرات من حضرموت وتسليم النقاط الأمنية والعسكرية لأبناء المحافظة، بأن ذلك يعد مطالبة بالفراغ الأمني ومطالب غير مشروعة. وأشار المودع- خلال تصريحه ل "أخبار اليوم"- إلى أن الدعوة لاستبدال الجيش "القوة النظامية" بمليشيا شعبية جريمة، كون الدستور ينص على أن تتولى القوة النظامية مهام الدفاع والأمن في أي منطقة كانت. وحذر المودع من أن انسحاب الجيش من أية منطقة يعد أحد العوامل التي تؤدي إلى انهيار الدولة، مستغرباً من تصرف الدولة تجاه العصابات التي تثير الفوضى ودعوات العصيان رغم أن ذلك من الوسائل الغير مشروعة، لافتاً إلى أن النفط هو عصب الدولة، واستهداف هذا القطاع هو عمل يصب في خانة تدمير الدولة، حتى وإن لم تكن عدالة في التوزيع، حيث هناك وسائل مشروعة للمطالبة بالحقوق، حسب الناشط والمحلل السياسي عبدالناصر المودع. إلى ذلك التقى اللواء/ علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية التقى في منزل محافظ محافظة حضرموت عصر أمس الأربعاء بعدد من قيادات المؤتمر الشعبي العام من أعضاء في الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بحضرموت وقيادات عسكرية وسياسية محسوبة على النظام السابق.. وافادت مصادر خاصة أن طبيعة زيارة نائب وزير الداخلية تأتي على خلفية بيان مؤتمر وادي نحب بمديرية غيل بن يمين يوم الثلاثاء الفائت بعد أن وضع صنعاء أمام خيار الإجماع الشعبي والقبلي في حضرموت جراء مقتل المقدم/ سعد بن حبريش العليي شيخ قبيلة الحموم. وبحسب مصدر في اللجنة الأمنية بحضرموت قال إن اللواء لخشع سيلتقي بعدد من المشائخ المؤثرة في حضرموت وسيرفع مطالبهم للرئاسة متوقعاً موافقتها على بعض النقاط. ومن المقرر أن يصل فريق متخصص في التحقيق مكون من ضباط في وزارة الداخلية وجهاز الأمن القومي ليباشروا التحقيق مع من أطلقوا عليه طرفي جريمة قتل الشيخ/ سعد بن حبريش.