أكدت مصادر قبلية ل "أخبار اليوم" أن خاطفي الشاب/ محمد منير أحمد هائل أطلقوا سراحه ظهر أمس الاثنين بعد نحو شهر من اختطافه. وكانت مجموعة قبلية تنتمي إلى منطقة القحيطة بمحافظة مأرب اختطفت قبل نحو شهر نجل شقيق محافظ تعز من وسط المدينة وأخذه إلى مأرب, مطالبين بتسليمهم سيارة شاص مع كميات من الآثار والزئبق ضبطت في تعز قبيل عيد الأضحى المبارك بأيام, أو تسليمهم 40 مليون سعودي في حالة كانت السيارة لم تعد موجودة لدى السلطات المحلية بتعز. وأشارت المصادر إلى أن قبائل مراد تسلمت الشاب/ محمد منير أحمد هائل من الخاطف بناء على وساطة قبلية قام بها الشيخ/ علي التام وذلك مقابل ضمانة بعدم ملاحقة الأجهزة الأمنية للخاطفين والإفراج عن خمسة معتقلين على ذمة قضية الاختطاف. وتفرض قبيلة مراد حصاراً خانقاً على المنطقة التي يتواجد فيها الخاطفون للضغط عليهم للإفراج عن المختطف نجل رجل الأعمال/ منير أحمد هائل. وفي السياق أوضح علي القحاطي أن خاطفي الشاب محمد منير هائل أنهم سلموا المختطف للشيخ/ علي التام وأحد مشائخ مراد مقابل تحريره سنداً بمبلغ مالي قدره مليوني ريال سعودي وضمان عدم ملاحقتهم من الأجهزة الأمنية وسحب البلاغات الأمنية والإفراج عن 5 معتقلين لدى الأمن القومي على ذمة القضية. وإعادة الخاطفين إلى قوات الشرطة كونهم كانوا من منتسبيها, وفي حديثه ل "أخبار اليوم" أكد الخاطف القحاطي أن الشيخ التام سلمهم ولده كرهينة حتى تنفيذ كافة مطالبهم التي التزم الوسيط التام بتلبيتها. وأشار القحاطي إلى أنهم عادوا إلى قريتهم بعد أن كانوا قد فروا مع المختطف إلى جبل. وكان الشيخ/ أحمد الطيارة أحد مشائخ قبيلة مراد بمأرب قد أوضح للصحيفة بأنهم سلموا المختطف إلى أسرته بتعز إثر وساطة قام بها الشيخ/ علي التام, وقال إنهم لم يدفعوا أية مبالغ حالية للخاطفين عدا أنهم ضمنوا لهم عدم الملاحقة والإفراج عن مساجين على ذمة القضية. وقال إن عملية الإفراج تمت بعد أن حشدت قبائل مراد رجالها واستعرضت القوة, فيما أقنع الشيخ التام الخاطفين بأنه لا يوجد أمامهم سبيل سوى الإفراج عن المختطف أو مواجهة قبائل مراد. وعزا الشيخ/ عبدالله صالح طليان أحد مشائخ مراد وهو ضابط في الجيش عزا ذلك إلى أن أسرة هائل سعيد لم تسيئ لأحد وتمثل قوة اقتصادية في البلاد, والإضرار بها إضرار بالوطن والاقتصاد الوطني, مشيراً إلى أن أعمال الاختطافات تستنكرها قبائل مراد كون الإتجار بالبشر أمر مخالف لقواعد الدين والعرف. وتأتي عملية الأفراج بعد اختطاف دام قرابة الشهر.. حيث وصل مساء أمس الاثنين رجل الأعمال/ محمد منير هائل سعيد أنعم إلى العاصمة صنعاء، بعد الإفراج عنه من قبل مسلحين قبليين بمحافظة مأرب. وقد وصل المختطف محمد منير إلى منزل نبيل هائل بشارع مجاهد بالعاصمة صنعاء برفقة كافة مشائخ ووجهاء قبيلة مراد على رأسهم الشيخ/ غالب بن ناصر الأجدع، حيث تم تسليمه لأسرة بيت هائل. وكان في مقدمة المستقبلين والده منير هائل والحاج/ عبد الواسع هائل، ونبيل هائل، ومحمد عبده سعيد أنعم، وكذا محافظ مأرب/ سلطان العرادة وعدد من القيادات والشخصيات الاجتماعية ورجال المال والأعمال. وفور وصولهم ألقى الشيخ/ غالب الأجدع, كلمةً مقتضبة أعرب خلالها عن اعتذار قبيلة "مراد" عن حادثة الاختطاف، معتبراً أن مثل تلك التصرفات لا تمت لقبيلة مراد وأخلاقها وقيمها بصلة، وإنما هي صادرة من أشخاص وصفهم بضعاف النفوس. من جهته أكد الشيخ/ علي عبد ربه القاضي على أن قبيلة مراد مستنكرةً حادثة الاختطاف، مؤكداً أن الإفراج تم دون أي مقابل أو مطالب أو شروط، وإنما عقب تحرك قبيلة مراد لتخليص المختطف من الخاطفين. وقدّم الشيخ العواضي مفتاح سيارة يعقبها 10 سيارات كتحكيم لبيت هائل الذين يعتبرون رأس المال الوطني، كرد اعتبار عن حادثة الاختطاف. من جهته رحب الحاج/ عبد الواسع هائل سعيد بمشائخ مراد, مشيداً بجهودهم في الإفراج عن محمد منير، وقال: إن موقفهم موقف مشرف ليس لقبيلة مراد وحسب بل للقبائل اليمنية كلها وللوطن أجمع وأعلن الحاج/ عبد الواسع عن لقاء صباح اليوم الثلاثاء مع مشائخ مراد والرد على تحكيمهم. هذا وقد ظهر على الشاب المختطف أنه بصحة جيدة.