انسحبت لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بحل النزاع بين رجال القبائل وجماعة الحوثي المسلحة وقالت مصادر محلية: إن اللجنة غادرت صباح أمس الخميس محافظة الجوف شرق البلاد. وقال مصدر محلي: إن اللجنة انسحبت بسبب تعنُّت جماعة الحوثي المسلحة وخرقها للهدنة الموقَّعة بينها وبين القبائل. وفي السياق تصدى رجال القبائل لزحف مسلح قامت به جماعة الحوثي باتجاه مديرية الغيل. وقال مصدر قبلي: إن القتلى والجرحى في صفوف جماعة الحوثي بالعشرات جراء كمين مسلح وضربات رجال القبائل أثناء التصدي لعدوان الحوثيين. وأشارت المصادر إلى خسائر فادحة في معدات وآليات جماعة الحوثي جعلت بعضهم يفرون باتجاه حرف سفيان. وأصيب أربعة من رجال القبائل بإصابات مختلفة في الاشتباكات العنيفة التي دارت بين القبائل ومسلحي جماعة الحوثي . وقُتل نحو 200 شخص منذ بداية يوليو الماضي حتى الآن في مواجهات عسكرية مع الحوثيين بالجوف. وقالت وكالة أنباء (شينخوا): إن نحو 200 شخص لقوا مصرعهم في المواجهات المستمرة بين الوحدات العسكرية المدعومة برجال القبائل وبين جماعة الحوثي في محافظة الجوف على بُعد 143 كم شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة الجوف أمس الخميس: إن المواجهات المستمرة بين الوحدات العسكرية واللجان الشعبية من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى خلفت منذ بدايتها مطلع يوليو الماضي وحتى اليوم نحو 200 قتيل ومئات الجرحى من الجانبين ومن المدنيين. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن نحو 60 من منتسبي الجيش واللجان قُتلوا, وأن نحو 140 من صفوف الحوثيين قُتلوا في المواجهات المستمرة بين الجانبين حتى اللحظة. وأضاف: إن "المواجهات تتركز حالياً في منطقة الغيل وهي منطقة تبعد نحو 25 كم من مركز المحافظة, ويستخدم فيها الجانبان مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة". وحسب المصدر فإن المواجهات اندلعت بشكل كبير مطلع يوليو الماضي على خلفية قيام الحوثيين بالسيطرة على طرق رئيسية ومناطق استراتيجية تقطع إمدادات وتحركات قوات الجيش في المحافظة ومحاولة عزل منطقة "البقع" الحدودية مع السعودية, مشيراً إلى قيام عناصر من الجماعة باختطاف جنود ورجال قبائل من الجوف ونقلهم إلى محافظة صعدة "معقل الجماعة". وأشار المصدر إلى أن المواجهات تصاعدت من حينها وهي مستمرة وأن عملية نزوح داخلية كبيرة تشهدها المحافظة بسبب شدة القتال . إلى ذلك أشار بيان صادر عن مكتب حقوق الإنسان بالجوف صادر إلى أكثر من "1500"نازح و"150"أسرة ينامون في العراء وتحت حرارة الشمس الحارقة يطالبون بإغاثتهم و بتوفير مقومات الحياة الأساسية. وطالب مدير عام المكتب حسن هادي الغانمي وزير الصحة ورئيس الوحدة التنفيذية للمخيمات وإيواء النازحين بسرعة إرسال الفرق الطبية والإغاثية لرعاية النازحين وتوفير المخيمات والسكن والغذاء والصحة للأطفال والنساء والمسنين من النازحين من مديرية الغيل محافظة الجوف. كما طالب منظمات الإغاثة الدولية بتقديم الدعم اللازم لمساعدة لنازحين من أهالي منطقة الغيل الهاربين من الحرب التي تدور بين الأطراف المسلحة في منطقة الغيل والتي راح ضحيتها العشرات وإصابة وجرح عدد من النساء والأطفال وهدم أكثر من 20منزلاً من منازل المدنيين حد قوله. وأشار إلى وصول عدد النازحين إلي أكثر من (1500)نازح بين شيوخ وأطفال ونساء وعدد(150)أسرة نزحوا إلى مناطق المجاورة خوفاً على حياتهم من الهلاك وبسبب الدمار الذي تعرضت له منازلهم وقراهم السكنية. وناشد الجهات المختصة والإنسانية سرعة توفير الدعم اللازم لأسر النازحين من أهالي مديرية الغيل, محذراً من كارثه صحية وغذائية بين أوساط النازحين إذا لم يتم دعمهم ومساعدتهم بتوفير الإيواء والمواد الغذائية والفرق الصحية.
