يواصل المسلحون الحوثيون زحفهم إلى العاصمة صنعاء التي أصبحت مطوقة بعناصر الحوثي المسلحة من كافة الاتجاهات. ويأتي ذلك بالتزامن مع حشود للمواطنين في مخيمات أقيمت عند مداخل العاصمة وداخلها رفضا لقرار الجرعة السعرية التي فرضتها الحكومة على الشعب اليمني وللمطالبة بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية. وتشهد مدينة صنعاء سلسلة تظاهرات تصاعدية مطالبة بإسقاط الحكومة قبل يوم الجمعة، ما يعزز المخاوف من اندلاع مواجهات في العاصمة. وقال شهود عيان- أمس الأربعاء- إن حشوداً من مقاتلي الحوثيين توافدت على المحيط الخارجي للعاصمة صنعاء بالتزامن مع اجتماع موسع عقده الرئيس اليمني بأعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى ومسؤولين حكوميين. وذكروا أن أعمال الحفر في الخنادق ونصب المتاريس على التباب ونصب الحواجز ونقاط التفتيش في منطقة المساجد في الغرب ومنطقة حزيز في الجنوب ومنطقة الرحبة جوار مطار صنعاء ومناطق أخرى ما تزال مستمرة. وازدادت خشية المواطنين من تحول العاصمة إلى ساحة مواجهات، وبدأت مئات العائلات اليمنية مغادرة صنعاء باتجاه مدن ومحافظات أخرى. وجاء هذا النزوح العكسي في وقت دعت فيه بلدان غربية رعاياها إلى مغادرة اليمن بصورة فورية. ووفقا لموقع العربية نت، توقعت مصادر أمنية وحزبية أن يرتفع منسوب المغادرين للعاصمة بداية من الأربعاء وحتى الجمعة مع استمرار التصعيد الذي تقوم به جماعة الحوثي عبر مسارين متوازيين، أحدهما يقوم على تضييق الخناق على العاصمة عبر زحف العناصر المسلحة من كافة الاتجاهات، والثاني يتمثل بتصعيد المسيرات والتظاهرات التي تتواصل منذ يوم الاثنين وتطالب بإسقاط الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وما ضاعف من حالة القلق لدى اليمنيين، خاصة سكان العاصمة، من وقوع مواجهات مسلحة وشيكة هو الخطاب الناري الذي وجهه زعيم جماعة الحوثي المسلحة، عبدالملك الحوثي، الذي هدد فيه القيادة اليمنية من اللجوء إلى وسائل أخرى إذا لم تستجب للتظاهرات، وإعطائه للسلطات مهلة زمنية تنتهي الجمعة لتنفيذ تلك المطالب التي يهتف بها أنصاره في مسيراتهم. وكانت الخارجية البريطاني أصدرت بياناً دعت فيه رعاياها إلى مغادرة اليمن فوراً بسبب ما اعتبرته ارتفاع مستوى التهديدات الأمنية، ورجحت مصادر مطلعة أن تحذو بلدان غربية أخرى حذو بريطانيا بإصدار تحذيرات لرعاياها خلال الساعات القليلة القادمة.