وهذا صمتي الأولُ: كنت أصغي لقاتلي المعصوم يتدلى من شاشةِ "المسيرة" فماً واحداً من أصل صحراء، كانت الكلمات تتعثر على شفتيه فيخرج لسانه كي يبللهما كي يدفع الكلماتِ العاثرةَ خارجاً فيفشل، هذه المرة لن يعود قادراً على إيواء لسانه، لسانه يمتط مثل آكل النمل، لسانه يكبر حتى يتدلى من الشاشة، بينما وجهه ينحسر إلى الداخل. *** أنا صالح البشري وهذا صمتي الأولُ: مرةً خطرت لي فكرةٌ عن الشجرة فخرجت الى الشارع وتبعني الأطفال، لكن ثعباناً خطر في بال أحد المارةِ أردت أن أهشه فاختنقت بيدي أردت أن أضمه إليّ فطفق يصرخ.. انظروا إليه من ثقبٍ في قلبي: إن فمه يسيل إن لكلماته رغوة بعير إن صوت قاتلي يلدغ الهواء.
وأنا صالح البشري وهذا صوتي الأخير: ثمة خلل في اللغة من يصلحُ ابتسامة أمي؟