سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أفراد كتيبة الوديعة ينتفضون ضد قائدهم والأخير يقمعهم بالسلاح ويرحلّهم إلى مأرب بعد رفضهم المشاركة في عمليات التهريب والفساد الممنهج الذي يتم في المنفذ..
كشفت معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم" عن فساد متفشي في منفذ الوديعة الحدودي. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الضباط المكلفين بحماية المنفذ يمارسون جملة من الاختلالات، الأمر الذي دفع أفراد وضباط من الكتيبة المكلفة بالحماية إلى الانتفاضة على قائدها /مجاهد الغليسي. ولفتت المصادر إلى أن هؤلاء الضباط يقومون بتمرير نحو 20 إلى 40 شاحنة يومياَ بالمخالفة وذلك مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 7 إلى 8 آلف ريال سعودي على كل شاحنة تجاوزت الطابور الممتد بنحو ألف شاحنة.ا المعلومات ذاتها أكدت أن الأمر لم يتوقف عند هذه التجاوزات بل يتعداه الى عملية تهريب مواد محظورة من بينها سلاح ومخدرات، بالإضافة إلى أشياء أخرى كبيرة. وقالت المصادر إن الغليسي قام بجمع عناصر من قبيلته لفض انتفاضة الأفراد بعد أن ادعى أن عناصر قبلية من الصيعر تحاصر القيادة. وكان الأفراد قد انتفضوا رافضين للفساد المستشري في المنفذ وتمكنوا من ضبط "راجح الحربي" وإيداعه الزنزانة قبل أن يتم قمعهم وتهديد أركان حرب الكتيبة بالقتل ما لم يخرج من المنفذ . وأشارت المصادر إلى مغادرة الأفراد وعددهم 130 فرداً قبل أن يفاجئوا بقرار من هيئة الأركان بضبطهم بدلا عن إقالة ومحاسبة الفاسدين. تجدر الإشارة إلى أن الأفراد والضباط الذين انتفضوا ضد الفساد الحاصل في المنفذ تم ترحيلهم إلى مأرب رغم أنهم يؤدون عملهم منذ 6 أشهر بدون مرتبات ولا أي مخصصات مالية، ووصل الحال بهم إلى أنهم يغسلون بزاتهم العسكرية بالتراب لانعدام الصابون لديهم في حين أنهم قادرين يمارسون الابتزاز والفساد مثل بقية الضباط الذين يقومون بذلك. وذكرت المعلومات أن عمليات تهريب كبيرة تتم في المنفذ فيما يخص المواد الغذائية والاغاثية والمشتقات النفطية التي يتم إرسالها من السعودية للجيش الوطني، مؤكدة أن هذا يتم باسم الشرعية التي تدير المنفذ بمجموعة من الفاسدين. ووفقا للمصادر فان أي فرد يرفض أوامر الضباط القائمين على المنفذ في تمرير مخالفاتهم يتم الاعتداء عليه بالضرب، مشيرة الى كسر يد احد الأفراد في ذات الصدد. وتستمر معاناة آلاف اليمنيين العالقين في منفذ الوديعة الحدودي، بين المملكة العربية السعودية واليمن، بعد إغلاق جميع المنافذ الأخرى بين الدولتين منذ بداية الحرب. ويبقى اليمنيون الراغبون في دخول الأراضي السعودية لأيام طويلة، يعانون حر الشمس نهارا والبرد ليلا، حيث هناك أعداد كبيرة من اليمنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون عالقون في محيط المنفذ الذي يفتقد للمرافق الخدمية الضرورية، فقد كان يعتبر منفذاً صغيراً للبضائع وليس لكل البضائع والبشر كما هو اليوم.