مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نزيف الحرب في اليمن
نشر في أخبار اليوم يوم 21 - 03 - 2017

في ظل استمرار المعارك الدائرة منذ ما يقارب السنتين تتصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن، مخلفة الكثير من النازحين والجوعى وغيرها من الأوضاع الإنسانية التي يعانيها المواطن اليمني وهو يفتقد لأدنى مقومات الحياة من صحة وتعليم وغذاء وغيرها من الحقوق والخدمات الأساسية.
ومع تزايد الأوضاع سوءاً تتعالى حدة التحذيرات من أوضاع كارثية تلحق بخمسة وعشرين مليون مواطن يمني باتوا يرزحون تحت أوضاع سيئة للغاية خلفتها الحرب والمواجهات والمعارك الدائرة رحاها في أكثر من جبهة.
مؤخراً أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن عدد اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي زاد بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الماضية.
وقالت ماريتكسيل رينالو ممثلة اليونيسف في اليمن إن نسبة سوء التغذية الشديد وصلت إلى أعلى معدلاتها في التاريخ الحديث لليمن.
ريم ندا المسؤولة الإعلامية بالبرنامج قالت إن 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة: "ما تعكسه البيانات الجديدة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو حالة التدهور السريع التي يمر بها اليمن، مقارنة بالتصنيف الأخير الذي تم إجراؤه في شهر يونيو العام الماضي هناك زيارة بمقدار 20% في عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بما يعني أنهم بحاجة إلى المساعدات الغذائية."
وفي بيان صحفي مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الفاو، تعاني عشرون محافظة من أصل 22 في اليمن من مرحلة الطوارئ أو "الأزمة" من مراحل انعدام الأمن الغذائي.
وقال البيان إن محافظتي تعز والحديدة، حيث يقطن ربع سكان اليمن تقريبا تواجهان خطر الانزلاق إلى المجاعة إذا لم يتم تقديم دعم إنساني إضافي ودعم سبل العيش.
وناشدت إرثارين كازين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي توفير الدعم اللازم لمنع خطر حدوث المجاعة في اليمن، وتلبية الاحتياجات الغذائية هناك.
وفي ختام زيارتها لليمن ناشدت كازين الأطراف المتحاربة والسلطات في عدن وصنعاء السماح بالوصول الإنساني إلى الجوعى الذين سيلقون حتفهم إذا لم يحصلوا على المساعدات الغذائية والدعم اللازم.
وزارت كازين، أثناء جولتها التي استمرت ثلاثة أيام، مراكز التغذية ومنشآت صحية ومراكز لتوزيع المواد الغذائية والتقت أسرا تكافح لإطعام أطفالها.
وقالت المسؤولة الدولية إن الوضع في اليمن مفجع، مشيرة إلى أن أكثر من 17 مليون شخص غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل كاف.
وقالت "إنه سباق مع الزمن، وإن لم نستطع إيصال المساعدات إلى أولئك الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، سوف نرى ظروفا شبيهة بالمجاعة في بعض المناطق الأكثر تضرراً والتي يصعب الوصول إليها مما يعني أن الناس سوف يموتون".
وعلى الرغم من وجود تحديات كبيرة في الوصول للمحتاجين، تمكن برنامج الأغذية العالمي من تحقيق رقم قياسي بالوصول إلى 4.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن في فبراير/شباط وفق ما أفاد به بيان صحفي صادر عن البرنامج.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه قام بتخفيض الحصص الغذائية بسبب نقص التمويل كي يتمكن من توفير المساعدة لعدد أكبر من الأشخاص.
وقالت واحدة من النساء اللاتي يتلقين القسائم الغذائية من البرنامج لكازين، خلال الزيارة التي قامت بها إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية: "نحن نعيش الآن بفضل قسائم البرنامج وإذا لم نحصل عليها بعد ذلك، لن يكون لدينا شيء نضعه على الطاولة وسوف نموت جوعاً."
وناشد برنامج الأغذية العالمي توفير دعمٍ قدره 950 مليون دولار لمساعدة أكثر من سبعة ملايين شخص في اليمن هذا العام.
ويحتاج البرنامج إلى ما يقرب من 460 مليون دولار خلال المدة من مارس/ آذار وحتى أغسطس/ آب لكي يتمكن من تغطية كامل الاحتياجات الغذائية لمن يأمل في الوصول إليهم.
موت صامت
يقول الدكتور ريك برينان مدير قسم عمليات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن النظام الصحي في اليمن يعاني بشدة ويعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي.
وأوضح برينان أن أكثر من 14.8 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
وقال إن أقل من 45٪ من المرافق الصحية تعمل في حين تضرر أو دمر 274 على الأقل من تلك المرافق جراء الصراع الجاري.
وأشار إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يتقاضوا رواتبهم بانتظام منذ ستة أشهر، وهناك نقص حاد في الإمدادات الطبية على الرغم من الدعم المكثف من منظمة الصحة العالمية وأعضاء مجموعة الصحة، مما فاقم من أزمة توفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة.
وأضاف، بعيدا عن الإصابات المباشرة للصراع المسلح، يلقى عدد كبير من الشعب اليمني حتفه في صمت وإلى حد كبير لا يلتفت إليه، ولا يتم تسجيل الوفاة.. الفتيات والفتيان والنساء والرجال يموتون من سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض الكلى يموتون ببطء حيث لا يستطيعون الحصول على العلاج اللازم للبقاء على قيد الحياة."
وطلب من الشركاء في المجال الإنساني على نحو متزايد ملء الفجوات الناجمة عن انهيار المؤسسات الصحية، بما في ذلك المساعدة في دفع رواتب العاملين في مجال الصحة وشراء الأدوية والمستلزمات الطبية.
وشدد برينان على ضرورة أن تقوم جميع الجهات الفاعلة بالمساعدة على وقف هذا الانهيار، بما في ذلك من خلال إعادة المشاركة بشكل انتقائي وتحديد أولويات التدخلات والمناطق.
وناشد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعزيز الدعم لهذا العام من أجل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة، مشيرا إلى أن مجموعة الصحة في اليمن وجهت نداء بتوفير 322 مليون دولار ، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى 126 مليون دولار منها.
قلق المعارك
وأعرب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن القلق الشديد إزاء القتال في الميناء الجنوبي الغربي من (المخا) بمحافظة تعز وتأثير ذلك على المدنيين.
وفي هذا الشأن، قال روبرت كولفيل: أفادت تقارير موثوق بها بأن قناصة تابعة للحوثيين قاموا بإطلاق النار على العائلات التي تحاول الفرار من منازلها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما يشير إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية."
ونقلا عن المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، فإن الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في البلاد يمكن أن يزداد سوءا إذا تم تدمير ميناء الحديدة، وهو نقطة رئيسية للواردات في اليمن.
وناشدت المفوضية الحصول على دعم دولي لتلبية الاحتياجات العاجلة وذات الأولوية لعملياتها في اليمن والتي تواجه نقصا حادا في التمويل، مشيرة إلى أنها ومنذ بداية العام الحالي، لم تحصل إلا على أقل من واحد في المائة من الموارد التي تحتاجها في اليمن.
ودعا جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، كافة أطراف النزاع في اليمن إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني".
كما دعا "جميع الأطراف إلى ضمان وصول سريع وآمن ودون عوائق للمنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى المحتاجين في مدنية المخا والمناطق المتضررة المجاورة".
وعبر ماكغولدريك إن العمليات العسكرية في هذه المنطقة الساحلية أجبرت غالبية سكان ذوباب على مغادرة بيوتهم، بينما يجد ما يقدر ب 20 إلى 30 ألفا من أهالي المخا - أي ثلث عدد سكان المدينة -أنفسهم عالقين داخلها وفي حاجة إلى حماية وإغاثة فورية.
قلق
وقد تسببت الضربات الجوية المتكررة والقصف وهجمات القناصة في مدينة المخا وحولها في قتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، كما تسببت في شّل معظم الخدمات الأساسية ومن ضمنها الأسواق وشبكة المياه.
هذا وأعرب منسق الشؤون الإنسانية أيضا عن القلق إزاء التقارير بشأن الأضرار والدمار الذي لحق بالطرق والجسور التي تربط ميناء ومدينة الحديدة بالمحافظات الأخرى جراء غارات جوية في الأيام السابقة.
وشدد في هذا السياق على أن أطراف النزاع ملزمة في ظل القانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين وتسهيل مرورهم الأمن واجتناب تدمير البنى التحتية، بما يشمل المدارس والمستشفيات ومحطات المياه الضرورية للحفاظ على الأرواح.
كما جدد ماكغولدريك دعوته كافة الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، قائلا "وحده السلام الدائم كفيل بإنهاء المعاناة في اليمن".
نداء إنساني
وكانت قد عمدت جماعة الحوثي إلى اصدار توجيه يقضي بإيقاف نشاط منظمة اليونيسف باليمن، خلال يناير الماضي.
وترافق ذلك مع نداء أطلقته ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة لجمع 25. 1 مليار دولار بشكل عاجل لإنقاذ حياة أكثر من سبعة ملايين يمني وتفادي كارثة إنسانية كبيرة.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك إن أوضاع الأمن الغذائي والتغذية وفق تقييم أممي طارئ في اليمن في تدهور سريع جراء استمرار النزاع.
وأوضحت أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بمقدار ثلاثة ملايين شخص في غضون سبعة أشهر بحيث أصبح حوالي 1. 17 مليون شخص في ذلك البلد يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء .
وأشار التقييم إلى أنه من بين ال 1. 17 مليون شخص الذي يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوجد هناك 3 .7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة.
ويعاني في الوقت الراهن أكثر من ثلثي عدد سكان اليمن البالغ عددهم 4 .27 مليون نسمة من عدم القدرة على الحصول على الغذاء ويتناولون وجبات غذائية غير كافية.
وأظهر التقييم أن معدلات سوء التغذية الحاد قد تجاوزت المستوى "الحرج" في أربع محافظات في حين يستمر الإنتاج الزراعي بالانخفاض في جميع أنحاء البلاد.
وقال ممثل منظمة فاو في اليمن صلاح حاج حسن في البيان إن "السرعة التي يتدهور فيها الوضع والارتفاع الضخم في عدد الأشخاص الذي يعانون من انعدام الأمن الغذائي باتت أمور مقلقة للغاية ".
تفاقم الجوع
من جانبها قالت ممثلة يونيسف في اليمن ميريتشل ريلانو "نشهد بعض أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن في الآونة الأخيرة حيث أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد والحاد هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 11 مرة مقارنة بأقرانهم الذي يتمتعون بصحة جيدة ما لم يتم علاجهم في الوقت المناسب".
بدوره قال مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن اندرسون إن مستويات الجوع الحالية في اليمن غير مسبوقة بحيث باتت تشكل صعوبات شديدة وتبعات إنسانية سلبية تؤثر على ملايين من اليمنيين خصوصا مجموعات الأشخاص الضعفاء.
وأشار البيان إلى أن حالة انعدام الأمن الغذائي الشديد تفاقمت بشكل حاد في البلاد خلال الأشهر الأخيرة حيث بات ما نسبته 65 بالمائة من الأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي الآن.
وناشدت فاو بشكل عاجل للحصول على مبلغ 4 .48 مليون دولار لتوسع من استجابتها ومساعدة ثلاثة ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا في اليمن خلال عام 2017.
وناشدت يونيسف الحصول على مبلغ 237 مليون دولار بشكل عاجل لتتمكن من الاستمرار بعملها في اليمن.
وفي إطار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2017 أطلق برنامج الأغذية العالمي نداء لتأمين أكثر من 950 مليون دولار لدعم أكثر من سبعة ملايين شخص في اليمن هذا العام.
الموت البطيء
وكان المجلس النرويجي للاجئين حذر في بداية مؤتمر للمانحين لليمن بأن مرور عامين على تصاعد النزاع قد ترك أكثر من 17 مليون يمني لا يدركون إذا كان بمقدرتهم توفير ما يكفي من الطعام لعائلاتهم.
وفي هذا الصدد يقول الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان ايغلاند: "في اليمن، اذا كانت القنابل لا تقتلك، فإن خطر الموت البطيء والمؤلم بسبب الجوع في تزايد".
ويضيف ايغلاند قائلاً: " إن استمرار دوامة اليمن يعني أننا سوف نرى المزيد من المشاهد المروعة من اليأس مع انتشار المجاعة في جميع أنحاء البلاد، ما لم يتم إنهاء النزاع وعكس الأزمة الاقتصادية العميقة ونقص المساعدات"، وهنالك ما مجموعه 462،000 طفل معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد.
وشدد على أن ما نسبته 75 في المائة من بين 2.2 مليون يمني نازح على أن الغذاء أولوية قصوى بالنسبة لهم، كما يواجه النازحون عدة الصعوبات، بما في ذلك عدم الحصول على المياه والرعاية الصحية والمأوى والتعليم والدخل الأساسي.
ومع ذلك، قام 75 في المئة بتحديد الغذاء كأولوية قصوى من بين كل هذه الأشكال من المساعدات؛ مما يدل على حاجة ملحة وماسة وصراع يومي من أجل البقاء على قيد الحياة.
وصرّح ايغلاند: " منذ بدء الصراع، أعاقت جميع الأطراف المتحاربة قدرتنا على الوصول إلى الناس الذين كانوا في أمس الحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
تأثير الحصار
وقد كان للحصار الفعلي على الواردات، والذي تفرضه قوات التحالف التي تقودها السعودية، تأثير مدمر على الاقتصاد اليمني، فلا يحصل العاملون في مجال الصحة في القطاع العام أو المعلمون على رواتبهم.
كما يتعرّض القطاع الخاص للانهيار في بلد يعتمد على الواردات بنسبة 90 في المائة من احتياجاته الغذائية، فإن الحصار والعنف والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية على الأرض.
فضلاً عن التدمير المستمر للبنية التحتية المدنية تمثل انتهاكات للقانون الإنساني ومن شأنها أن تعمل على تحويل اليمن إلى دولة سيعتمد فيها السكان قريباً على المساعدات بشكل كامل.
وقال ايغلاند: "أظهرنا على مدى السنوات الماضية بأننا نتمكن من الاستجابة السريعة للاحتياجات على أرض الواقع، ولكن ما لم تتوافق الالتزامات المالية مع الاستجابة، فلن نتمكن من الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً.
وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن بمقدار ثلاثة ملايين شخص في غضون سبعة أشهر حيث أصبح نحو سبعة عشر مليون شخص يواجهون الآن صعوبات في الحصول على الغذاء، وفقا لتقييم مشترك أجرته ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة.
تدهور غذائي
وأظهر تقييم مشترك بعنوان (التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية) صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، بالتعاون مع السلطات المحلية في اليمن، أن أوضاع الأمن الغذائي والتغذية في اليمن آخذة في التدهور بشكل سريع جراء النزاع المستمر في البلاد.
ويعاني في الوقت الراهن أكثر من ثلثي عدد سكان اليمن من عدم القدرة على الحصول على الغذاء ويتناولون وجبات غذائية غير كافية.
وفي هذا الشأن، قال صلاح الحاج حسن ممثل منظمة الفاو في اليمن: " يقدر بأن 65% من الأسر اليمنية تعاني من حالة انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من ثمانين في المائة من اليمنيين يعيشون تحت وطأة الديون، وأكثر من نصفهم يقومون بشراء المواد الغذائية من خلال الاستدانة.
في مجال الزراعة وسبل العيش، حوالي أربعين في المائة من الأسر التي تعمل في الزراعة تواجه انخفاضا في إنتاج الحبوب في عام 2016 مقارنة مع ما قبل الأزمة اليمنية، ونحو مليون ونصف مليون أسرة تعمل في الزراعة، تحتاج إلى دعم زراعي طارئ."
وهذا التقييم هو التقييم الوطني الأول الذي يجرى على مستوى الأسر منذ تصاعد حدة النزاع في منتصف مارس/آذار 2015، ويشير إلى أن أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وتجاوزت معدلات سوء التغذية عتبة الطوارئ في أربع محافظات هي (أبين والحديدة وحضرموت وتعز)، كما تخطت معدلات سوء التغذية المستوى الخطير في سبع محافظات هي( عدن والضالع والجوف والمحويت وحجة ولحج وشبوة).
وناشدت منظمة الفاو المجتمع الدولي الحصول على تمويل عاجل لكي تقوم بتوفير مزيد من الدعم لسبل عيش المزارعين ورعاة الماشية ومجتمعات الصيد بهدف تحسين فرص الحصول على الغذاء في عام 2017، وتفادي مزيد من التدهور في الوضع الغذائي وحالة سبل العيش المتردية أصلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.