قال الرئيس/ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- "إن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير، فقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيراً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد". وأضاف الرئيس هادي- خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال القمة العربية ال28 المنعقدة بمنطقة البحر الميت الأردنية الأربعاء- "لو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور لكان اليمن اليوم يمناً جديداً مستقراً وآمنا مثل بلدان أخرى كان اليمن قد سبقها إلى مؤتمر حوار شامل مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة وبإشراف إقليمي ورعاية دولية من الأممالمتحدة ، لكن ذلك لم يحدث، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح". "أخبار اليوم" تعيد نشر نص الكلمة: أخي الكريم جلالة الملك/ عبدالله الثاني بن الحسين- رئيسُ الدورةِ الثامنة والعشرينَ للقمةِ العربية. الإخوةُ أصحابُ الجلالةِ والفخامةِ والسمو.. مَعاليّ الأخ الأستاذ/ أحمد أبوالغيط - أمينُ عامِ جامعةِ الدولِ العربية- معالي السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة،، أصحابُ المعاليّ والسَعادة،، الحاضرونَ جميعاً،، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ،، اِسمَحوا لي بدايةً أن أتقدمَ بجزيلِ الشكرِ وعميقِ الامتنان للأشقاءِ فيَّ المملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وحكومة وشعباً على استضافةِ هذه القمة وعلى ما وَجدناهُ من كرمِ الضيافةِ وحسن الاستقبال ودقةِ التنظيم والإعدادِ المتميزّ وذلك ليسَ بغريبٍ على أشقائنا في المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة على قلوبنا جميعاً، واثقاً من أن رئاسة أخي جلالة الملك عبدالله الثاني والمملكة الأردنية الهاشمية للدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، سوف يسهم في تطوير العمل العربي المشترك بِما يؤدي إلى المزيد من التوافق ووحدة الصف لمجابهة التحديات الجسيمة الراهنة والمستقبلية. والشكرُ موصولٌ ومقرونٌ بخالصِ التقديرِ والعرفان لأخي فخامة رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية الشَقيقة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على ما بَذلتهُ موريتانيا من جهودٍ مشكورة وعملٍ دءوب خِلال تَرؤسها للقمةِ العربية السابقة. السيدات والسادة،، نجتمع اليوم في هذه القمة العربية الثامنة والعشرين وأوطاننا تنزف حروباً وأوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، لم تشهد منطقتنا العربية مثيلا لها منذ أزمنة طويلة.. وهذا بالضرورة يحتم علينا إعادة صياغة وبلورة رؤانا المشتركة واستراتيجياتنا المستقبلية لتتواكب مع المصالح العربية العليا ومع طموحات الشعوب العربية، التي تعلق علينا الكثير من الآمال والتوقعات. الأشقاء قادة الدول العربية،، لقد كنا في الجمهورية اليمنية نأمل في استضافة هذه القمة في العاصمة صنعاء لنجمع العرب في عاصمتهم التاريخية صنعاء، لولا سيطرة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح عليها واستمرارهم في تأزيم الأوضاع والإصرار على سد كل آفاق العودة للعملية السياسية وإيقاف حالة العنف ودائرة الحروب.. وفي هذا الإطار اسمحوا لي أن أضع أمامكم جملة من الحقائق حول القضية اليمنية في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة : الحقيقة الأولى.. إن اليمن ليس فقط بلداً عربياً ينسجم في ثقافته وهويته ومصالحه مع جيرانه ومحيطه الإقليمي ويؤثر ويتأثر به سلباً أو إيجاباً بل هو أصل العروبة ومن ثم فإن أمنه جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة ولن يقبل اليمنيون فصل بلادهم عن محيطها الطبيعي ومجالها الحيوي ومصالح شعبها وعن هويتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها الطويل، وأي مغامرة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل لأنها لن تتعارض مع الواقع فقط بل ستصطدم بالسياق التاريخي والحضاري مع الثقافة والدين والهوية اليمنية. • الحقيقة الثانية.. إن الشعب اليمني عاش في حالة من التسامح والإخاء والمحبة والسلام مع نفسه ومع جيرانه، وبالرغم من وجود الصراعات والخلافات وحتى الحروب بقيت الهوية اليمنية العربية وترسخت وظلت عنوان مجده وتطوره، وإن هذه الثقافة عبر التاريخ اليمني لم تتعرض للمخاطر إلا على يد الفئات التي تحاول اليوم فصل البلد عن محيطه ومصالح شعبه، إذ يسعى التحالف الآثم للحوثي وصالح ومن خلفهم إيران على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإحياء كل صراعات الماضي البغيض. • أما الحقيقة الثالثة.. فمن المعروف أن الجميع قد تابع الجهود التي بذلها مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي في سبيل استقرار البلاد منذ عملية التغيير التي حدثت في العام 2011م وما حدث بعد ذلك من صراع وانقسام واقتتال داخلي طال كل بقاع اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي قسمتها المتارس في حينه، فاتت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي قادتها المملكة العربية السعودية كمخرج سلمي وعادل لانتقال السلطة ولمصالحة وطنية جديدة تمحو آثار الاستبداد والهيمنة الفردية لنظام صالح الذي أنعش كل أمراض التخلف ورعا الإرهاب في صورتيه القاعدية والحوثية ودمّر الاقتصاد وأنعش كل أمراض العصبية المناطقية بنهجه الاحتكاري للسلطة والثروة.. ومضت مسيرة الحوار الوطني برعاية الأشقاء والأصدقاء ووضعت مشاكل اليمن طيلة الستين عاماً الماضية على طاولة الحوار، وأنتجت كافة الحلول لمختلف القضايا، حتى توافق اليمنيون من جديد على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد، وتعلمون ويعلم الجميع كيف انقلب المسكونون بوهم القوة واحتكار السلطة على الدولة وعلى السياسة وعلى الإجماع الوطني وعرضوا البلاد كلها للمخاطر وأدخلوها في أتون حرب داخلية طاحنة ونهبوا أموالها ودمّروا اقتصادها، بإيعاز من إيران التي دأبت على تغذية تلك المليشيات العابثة لصالح مشروعها التوسعي المدمّر للهوية العربية، فهذه الدولة هي الراعي الحقيقي للإرهاب بشقيه المتمثل بالقاعدة وداعش من جهة والحوثيين وحزب الله ومن على شاكلتهم من جهة أخرى، فمن كان يصدق أن أسر قادة من هذه التنظيمات الإرهابية تعيش في إيران، ويعلم الجميع أيضا أننا- ومن موقع المسؤولية- قدمنا لهم كل التنازلات لاستيعابهم في إطار الحوار الوطني الشامل ابتداء بالاعتذار عن الحروب الستة في صعدة رغم فداحة الجرم الذي اقترفته جماعة الحوثي وإقرار التعويض واعتبار القتلى شهداء واعتماد صندوق إعادة إعمار صعدة وغير ذلك من المعالجات وانتهاءً بدخولهم الحوار دون تسليم السلاح والتحول لحزب سياسي، ولقد كان الجميع يعلم عن تحالف الخيانة والغدر بين صالح والحوثيين طيلة الحروب السابقة التي سلم لهم صالح من خلالها ألوية عسكرية بعتادها كاملة وبقيت ألوية أخرى بكامل عتادها العسكري محاصرة في صعدة تأتمر بأمر الحوثي ورغم كل هذه التنازلات ومشاركتهم بالإعداد للحوار والمشاركة فيه والموافقة على مخرجاته و مشاركتهم بصياغة مسودة الدستور وموافقتهم عليها إلا أن ضغط إيران عليهم كان أقوى من مصلحة وطنهم ومستقبل شعبهم . أصحاب الفخامة والجلالة والسمو،، هناك أمر يجب أن أشير إليه بدقة كبيرة وهو أن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير، فلقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيراً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد. ولو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور لكان اليمن اليوم يمناً جديداً مستقراً وآمنا مثل بلدان أخرى كان اليمن قد سبقها إلى مؤتمر حوار شامل مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة وبإشراف إقليمي ورعاية دولية من الأممالمتحدة، لكن ذلك لم يحدث، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح، فما حدث في هذا الباب فقط نسميه انقلاباً، لكن ما حدث قبل ذلك وبعده كان أكثر من انقلاب، فلقد تم استهداف كل ما يرمز للدولة من مؤسسات وهيئات وبنى تحتية، كما تعرضت المؤسسات الاقتصادية للسطو على كل مدخرات اليمن واحتياطاته النقدية وأفرغ البنك المركزي ونقلت الأموال بالشاحنات أمام الناس إلى مدن السيطرة، ووجد اليمنيون أنفسهم جميعاً تحت التهديد الأمني وحرياتهم مصادر، فالمعتقلون والمخفيون في سجونهم بالآلاف بل وصارت المدن التي تخضع لسيطرتهم معسكرات كبيرة للاعتقال، وتم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي طالما تميزت به اليمن، وتم ارتكاب جرائم حرب لن ينساها الشعب اليمني لأجيال وأجيال قادمة، فالمباني المدمرة قد تبنى من جديد لكن القلوب المكلومة على الآلاف من الأبرياء صعب أن تتعافى دون عدالة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،، إن من الأهمية بمكان أن أوضح لكم ولأبناء شعبنا الكريم وللعالم كله أمرين اثنين : أولهما: أننا نعي تماماً حجم هذه الكارثة التي حلت باليمن وبالمنطقة عموماً، وأننا لسنا في غفلة عنها ولا نتعامى عن الواقع، فليس هناك بيت يمني أو مواطن لم تصبه هذه الكارثة بسوء، ونعمل بكل صدق للتخفيف من هذه الكارثة على كافة الأصعدة الإنسانية والاقتصادية والأمنية. وثانيهما: توضيح نقطة مهمة تغفل عنها التقارير الدولية والمنظمات العاملة في المجالات الإنسانية والكثير من الدول التي تظل تردد دعوة جميع الأطراف للسلام دون أن تحدد على وجه الدقة من كان سبباً في هذا الخراب والدمار وتساوي بين الضحية والجلاد وكأن جرمنا الأكبر هو تعاملنا بمسؤولية وحرص على كل أبناء شعبنا اليمني . إنني أقول إن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة ما لم نتعامل مع الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الوضع المركب والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية في معاقبة المتسببين والضرب على أيديهم بصورة جادة وفاعلة. لقد بذلنا كل الوسع والطاقة في مشاورات طويلة، جلسنا فيها على طاولة واحدة مع من قتل أبنائنا واختطف شبابنا وشردنا من ديارنا وتنازلنا كثيراً، ليس عن ضعف بل عن حرص على ما تبقى من بلد يتآكل كل يوم. إننا لم نرفض السلام يوماً، وقد بذلنا فيه ما بذلناه ويعرف أشقاؤنا وأصدقاؤنا ذلك تماماً، ولم نطلب من الانقلابيين شيئاً كبيراً سوى أن يسلموا سلاحهم وينسحبوا من المدن والمؤسسات وأن يتحولوا لحزب سياسي يمارس حقه مثل غيره وفقاً للقانون والدستور، لكن السلام مع جماعات متطرفة وإرهابية وعصابات فوضوية لم يكن ولن يكون أمراً يسيراً، بل خداعاً للحاضر ومخاطرة بحق المستقبل، خصوصاً وقد وجدت نفسها محاطة بالسلطة والسلاح والنفوذ والمال والشركات الخاصة والعمالة لإيران التي ترى ثورتها الشيطانية أكسجيناً للشعوب المستضعفة وهي بالحقيقة لا تريد إلا تدمير كل ما هو عربي . لماذا لا يتوقف العالم عن حرب داعش والقاعدة مثلاً؟ لماذا لا يتفق العالم مع العنصرية مثلاً؟ ببساطة، لأن أسس الحوار معدومة، والقواعد العامة للحوار المنطقي والعادل ليست متوفرة. إن الأمر عندنا في اليمن لا يختلف كثيراً، سوى أن عصابات الحوثي وصالح قصرت إرهابها على أبناء شعبها وعلى أمن جيرانها حتى وصل الأمر بها لاستهداف البقاع المقدسة بمكة المكرمة بصواريخ إيرانية. وبدون رضوخ حقيقي للشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن وتحديداً القرار 2216 وللجهود الإقليمية التي توافقنا عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وللمشروعية الوطنية المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني وبدون تسليم للسلاح لن يتحقق أي سلام . إن هؤلاء هم سبب المأساة الإنسانية في اليمن وهم سبب سقوط الدولة وهم سبب انهيار الاقتصاد وتدمير المؤسسات، ويمكن القول إن اليمن لم تمر بهذه العبثية، بهذا المستوى من الفوضى والانهيار بتاريخها الحديث كله. ولذلك- ومن هذا المنطلق وحده- منطلق الحفاظ على الدولة اليمنية وعلى المشروع الوطني وعلى الهوية الوطنية وخشية من الوصول إلى أن تتحول كل اليمن إلى معتقل كبير يمتهن الإنسان بالجوع والقهر والإذلال، وخوفاً من أن تتحول البلاد إلى مغارة كبريت تنفجر في وجه الإقليم والعالم وتهدد أمننا القومي والإقليمي والدولي ولكبح التدخل الإيراني الفج. من أجل ذلك قررت استدعاء الأشقاء العرب والتحالف العربي بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز وأرسلت رسالة للأمم المتحدة وفق المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة و رسالة للجامعة العربية بما تقتضيه اتفاقيات الدفاع العربي المشترك وما تقتضيه المبادرة الخليجية إلى التدخل السريع والعاجل لإنقاذ اليمن من السقوط في حضن الأعداء والحفاظ على الدولة اليمنية ومؤسساتها وعلى حريات الشعب اليمني . لقد لبى إخواننا في مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي نداء الواجب واستجابوا عسكرياً وأمنياً وإعلاميا وإنسانياً، وبينما يقف البعض من المزايدين يعدون الأخطاء فإننا نذكرهم بأن التحالف العربي بقيادة أشقائنا في المملكة العربية السعودية هم الذين قدموا أرواحهم رخيصة لأجل أن يبقى اليمن ضمن محيطه العربي و وقفوا معنا بكل ما تعنيه كلمة الوقوف من رجولة وشهامة وقوة، فبهم أصبح اليوم أكثر من 80% من الأرض اليمنية تحت سيطرة الشرعية فلقد حاربت طائراتهم في السماء معنا، وقاتلت أسلحتهم في الصحراء والجبال على أكتاف رجالنا ورجالهم وقاتلت سفنهم من البحر من يقاتلنا ومن يهرب السلاح لتدمير مدننا وإزهاق أرواحنا، نقلت قاطراتهم الدواء للمحاصرين وفتحت مستشفياتهم لمرضانا ولجرحانا وبعثت لجوعانا ملايين السلال الغذائية لإنقاذ الناس من الجوع، بل وقاموا بما هو أعظم من ذلك فاختلطت دماء خيرة رجالهم بدماء خيرة رجالنا، لقد قاموا بما يليق بالجار الكريم بل زيادة عن ذلك. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،، إنني من هذه المنصة ومتحدثاً باسم اليمنيين أمام إخوانهم العرب جميعاً أقول وبكل امتنان وصدق إنني وبعد عامين كاملين على هذا الموقف الكبير أتقدم بالشكر والتقدير الذي لا تسعه الحروف لإخواني في التحالف العربي على موقفهم الكبير مع شعب اليمن وحكومة اليمن وأخص بالذكر أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- ملك الحزم والعزم و كافة إخوانه في قيادة دول التحالف العربي، تلك العاصفة المباركة التي هبت لتحطم أحلام الإيرانيين واستراتيجياتهم ولتقوض عليهم خططهم الخبيثة، وإننا اليوم على مشارف النصر الكبير إن شاء الله، ولمن يقول إن الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح إن حجم التآمر والإعداد له كان طويلاً وعميقاً، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية. الأعزاء جميعاً،، إن الحكومة اليمنية تعمل من العاصمة المؤقتة عدن على تطبيع الأوضاع الأمنية و الخدمية في كل المناطق المحررة وتعمل على بذل الجهد لصرف المرتبات لكل موظفي الدول بما في ذلك العاصمة صنعاء رغم رفض الانقلابيين تحويل موارد الدولة للبنك المركزي عدن. إن الحكومة اليوم بحاجة إلى الدعم والمساندة الكبيرة لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها في ظروف ما بعد الحرب وجهود إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،، إن التحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا العربية تتطلب رص الصفوف وحشد الهمم والجهود من أجل بلوغ الغاياتِ التي تتوق إليها شعوبنا منذ زمن طويل وفي مقدمة هذه التحديات قضية الشعب الفلسطيني المظلوم والتي مثلت وستظل القضية المحورية والمركزية الأولى للأمة العربية". وامتداداً لجهود ومواقف الحكومة اليمنية الثابتة إزاء مخاطر الانتشار للإرهاب والتطرف، فإنني أجدد دعوتي للدول العربية وللمجتمع الدولي لدعم خططنا الرامية لهزيمة القوى الإرهابية الظلامية، والوقوف صفاُ واحداً لمواجهة الإرهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، فاليمن واحدة من الدول التي تتعرض لحملة شرسة من قبل الجماعات والمليشيات الإرهابية وتواجه هذا الخطر وتحتاج إلى المساندة العربية والدولية . الحضور الكريم في ختام كلمتي فإنني أعبّر مجدداً عن ثقتي من أن أمة العرب قادرة- بما لديها من الإمكانيات البشرية والعلمية والحضارية والمادية والجيوسياسية التي بين أيدينا- لتجاوز هذه الظروف الاستثنائية بحكمة واقتدار ومسؤولية. ومن جهتنا في الجمهورية اليمنية فإننا سوف نكرس كل الجهود الفاعلة لتحقيق المزيد من التضامن والتكاتف العربي، وتحقيق النتائج والقرارات التي سوف نقرها في اجتماعاتنا هذه. أتمنّى لهذه القمة النجاح الكامل ونتطلع لقرارات كبيرة تليق باللحظة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،