\ تشهد العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية حالة من الانفلات الأمني زادت معها أعمال القتل والنهب والاختطاف في ظل فوضى السلاح وفشل المليشيا الإنقلابية. ومن أبرز الجرائم التي باتت تؤرق السكان في صنعاء انتشار جرائم القتل وأعمال النهب، وسرقة حقائب النساء في الشوارع، وسط شكاوى من تسيب من يسمونها بوزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، واتهامات لها بتحويل أقسام الشرطة إلى مقرات لنهب المواطنين وسلبهم تحت مسميات مختلفة. وعلى وقع هذا الإنفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة شهدت العاصمة صنعاء قبل أيام جريمة غريبة، تمثلت في إقدام شخص على إطلاق النار على زوجته وأمها ما أدى إلى مقتلهن، وسط ذهول وصدمة أصابت المواطنين الذين كانوا متواجدين في تلك اللحظة، حدثت هذه الجريمة في النهار وفي شارع عام مكتض بالمارة. جرائم بشعة هذه الجريمة الجديدة التي لم يحدث مثلها من قبل وفق سكان صنعاء سبقها جرائم عدة كان أبرزها جريمة اغتصاب طفلة في عمر ثلاث سنوات وقتلها. الطفلة تدعى رنا المطري والتي تعرضت للاغتصاب والقتل من قبل شخص في الأربعينيات من عمره في حادثة هزت العاصمة صنعاء. ووثقت الكاميرات جرائم عديدة في شوارع صنعاء من، أبرزها إقدام سائق سيارة أجرة على سحب امرأة وسط الشارع لمسافة خمسة أمتار بهدف سرقة حقيبتها، إضافة إلى أعمال نهب يرتكبها سائقو دراجات نارية بحق نساء ورجال في الشوارع العامة. انفلات أمني وتعليقاً على هذه الجرائم يقول رمزي الإبراهيمي- متخصص في الشؤون العسكرية وصحفي- إن ما تشهده المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيا الانقلابية من انفلات أمني يؤكد أن هذه المليشيا عاثت في الأرض فسادأ وأصبحت غير قادرة على تثبيت الأمن ومواجهة الجريمة، ولعل هذا واضح من خلال ما يحدث من قتل تعسفي من قبل مشرفي المليشيا واستهتارهم بأرواح المواطنين. ويضيف: "ما حدث مؤخراً في صنعاء من إقدام أحد الأشخاص على قتل زوجته وأمها وبدم بارد في عز النهار لهو أكبر دليل على الوضع الأمني المتردي الذي وصلت إليه صنعاء". فشل ذريع ويؤكد أن الانفلات الحاصل في المناطق الخاضعة للمليشيا الانقلابية يقابله تحسن كبير في الوضع الأمني في المناطق المحررة فهي تنعم بالأمن والاستقرار وحياة طبيعية مع تراجع ملحوظ في مستوى الجريمة، ولعل مارب وعدن وحضرموت خير شاهد على ذلك. ويتابع: "لقد فشلت المليشيا الانقلابية غير المؤهلة في حفظ الأمن في المناطق التي تسيطر عليها، وهذا الفشل انسحب على بقية نواحي الحياة كخدمات الكهرباء والصحة والتعليم وغيرها". يذكر أن شكاوى عديدة نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت عن أعمال اختطاف ونهب تزايدت بشكل غير مسبوق ومن أبرز هذه المظاهر انتشال حقائب النساء بالقوة، وهو الأمر الذي أثار مخاوف وهلع سكان العاصمة. ارتفاع معدل الجريمة وكانت تقارير أكدت على ازدياد معدل الجريمة في صنعاء وكل المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية بنحو 60 في المئة في غضون السنتين الأخيرتين، وسط اتهام للحوثيين بارتكابها أو على الأقل بتسهيلها. وقالت مصادر أمنية يمنية ومسؤولون محليون لقناة «العربية» الفضائية، إن في مقدمة الجرائم التي ارتفع معدلها، القتل العمد والسرقة وقطع الطريق والخطف وتجارة المخدرات. وأشارت إلى أن هذه الجرائم تتركز في صنعاء، وإب والحديدة وعمران والبيضاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، إذ زاد فيها عدد جرائم القتل، والسرقة، والنهب، وقطع الطريق خلال العام الماضي على 32 ألف جريمة. في حين سجلت محافظتا حجة وصعدة الحدوديتان مع السعودية أعلى جرائم تجارة وتهريب المخدرات. وارتكبت مئات الحالات المشابهة أيضاً بغرض السرقة والنهب بقوة السلاح في المدن وعلى الطرقات الرئيسية. وإلى جانب كل هذا، تفرض الميليشيات إتاوات على المسافرين ووسائل النقل على الطرقات بين المدن، ولا تتوانى عن قتل من يرفض دفعها.