"انتظرت أربعة أعوام لهذه اللحظة، أن أقف لانتظر قدمي، وها قد جاء دوري لأستريح بعد عناء حمل جثتي بيدي منذ 2014 إلى اليوم،كرهت حقا هذه العصي المتعبة". بعد شهيق وزفير عميق تمتم يوسف ناصر (26 عاما) واليأس يظهر على وجهه حين يتذكر الماضي ويغيب عند وصف مستقبله بهذه القدم الاصطناعية التي لم يمشي عليها بعد. وأضاف ل"أخبار اليوم": "أود أن أسير هكذا وأشار بإصبعه على شاب يسير على قدم وساق صناعي". يوسف ومعه 900 شخص في مأرب كلهم ينتظرون عودة حياتهم الطبيعية في المجتمع عبر تركيب أطراف اصطناعية بديلة لأطرافهم التي فقدت معظمها بانفجارات ألغام ومقذوفات وصواريخ حسب مدير مركز صناعة الأطراف البديلة بمأرب. يقول د/هيثم أحمد علي- مدير مركز صناعة الأطراف البديلة سوداني الجنسية بمأرب شرق اليمن ل"أخبار اليوم" إن كشوفات طائلة مليئة بألف اسم ينتظرون تركيب أطراف بديلة بين أقدام وركب وكف وسواعد يوجد 600 منهم حاليا في سكن الجرحى والبقية سجلت أسمائهم وهم في أماكن مختلفة. وأضاف أن المركز تحمل احتياجات مفقودي الأطراف منذ 2014 حتى اليوم، مؤكدا انه لازالت تأتي حالات بترت أطرافهم في 2015. نتاج حرب خبيثة وحسب تأكيد د/هيثم فإن زيادة عدد أسماء طالبي الأطراف البديلة دعا منضمة أطباء عبر القارات إلى تمديد بقاء عملها وتوقيع اتفاقية جديدة مع الحكومة اليمنية ومستشفى مأرب العام لاستكمال احتياجات الحالات كافة. وقال: "إننا نتحمل نتائج حرب 4 أعوام لا تأتي إلا بالخبيث ولا تنتج إلا الجراح والإعاقات والموت". وأوضح هيثم أن منظمة أطباء عبر القارات بتركيا وافقت على طلب صناعة وتركيب 1000 طرف إضافي كمرحلة ثانية بعد. وحسب الدكتور هيثم فإن المرحلة الأولى كانت صناعة وتركيب 300 طرف خلال 4 أشهر وهو مالم يستطيع المركز تنفيذه حتى الآن لأسباب انشغال المركز بعملية تدريب كادر يمني لصناعة وتركيب الأطراف الصناعية محليا. مشيراً إلى أن ما تم تركيبه حتى الآن هو 73 طرف صناعي وتعديل 37 طرف صناعي حسب مدير المركز. وقال إن التعديل هو لمن ركبت له طرف صناعي خارج هذا المركز أما في دول الخارج أو في مركز آخر بصنعاء أو غيره. بصمة أطباء عبر القارات جاء هذا المركز لهدفين تدريب كادر يمني وصناعة وتركيب أطراف صناعية لمن فقدوا أطرافهم من أبناء الشعب اليمني. وحسب مدير المركز هيثم أحمد فإن الهدف الأساسي من وجودنا هنا هو تدريب كادر يمني متخصص في صناعة وتركيب الأطراف البديلة وهو ما نعتبره "بصمة"منظمة أطباء عبر القارات في اليمن. وأكد هيثم أن هذا الهدف قد نجح وتم تدريب 6 يمنيين أحدهم أنثى وهم الآن يعملون بنجاح تحت إشراف 6 خبراء من تركيا وسوريا والسودان. وأضاف أن المتدرب اليمني(فني) الواحد يسلم أو يركب 3 أطراف في الأسبوع بينما ينتج أو يركب احد أعضاء المنظمة (خبير) 15 طرف في الأسبوع. وهذا ما اعتبره مدير المركز نجاح كبير في استيعاب وفهم العمل من قبل المتدربين ويعد نجاح لليمن. مراحل تركيب طرف بديل بعد أربعة أشهر تماما من تاريخ البتر كقانون مهم وعمره لا يتجاوز 40 عاما تمر الحالة بأربع مراحل لتركيب طرف صناعي حسب مدير مركز الأطراف البديلة ابتداءً من المعاينة وفحص الحالة وإلتآم الجرح المبتور وقبوله لتركيب طرف أو إعادة بتره ليكن مناسبا لتركيب طرف صناعي. تليها مرحلة قياس الطرف المتبقي وطول الشخص لاستخراج وصناعة طرف مناسب لطول الشخص وحجم الشخص وحجم طرفه ليكن كل شي بمقاسه المناسب حسب مدير المركز هيثم أحمد. ثم تأتي مرحلة التركيب وبعدها تدريب الحالة نفسيا بأنه أصبح شخص طبيعي وتدريب على هذا الطرف الصناعي لممارسة حركات طبيعية على طرف صناعي في مكان خصص لهذا الشأن تحت اشرف خبير سوري حسب مدير المركز. دعم ذاتي قال مدير مركز الأطراف البديلة أن دعم المركز هو من تمويل المنضمة المدعومة من عدد من الدول الأوروبية والعربية ودولة تركيا التي قدمت منها منظمة "أطباء عبر القارات - تركيا". مؤكدا أن الدعم المالي لايأتي من مركز الملك سلمان أنما شراكة بين الطرفين لتسهيل عبور احتياجات المركز وطاقم المنضمة فقط حسب تصريح مدير المركز مدير المنظمة في اليمن هيثم أحمد. عوائق قال مدير مركز الأطراف الصناعية هيثم أحمد أن أهم عائق يواجهه المركز عملية التأخير الكبير جدا حيال استقدام المواد الخام من خارج اليمن أو استقدام أو استبدال أعضاء المنضمة. وأوضح أن العملية الأمنية ليست منسقة (ما يعنيه هيثم في المناطق المحررة وتحت حكم الجيش الشرعي). كما ثمن التعاون من قبل اليمنيين شاكرا كل الشعب اليمني حكومة وشعب لما بقوله "تسهيلهم عملنا" حسب وصفه. إناث مبتورة الأطراف فاطمة إحدى ثلاث إناث في كشوفات من تم تركيب أطراف صناعية لهم في ذات المركز. ووهبية مع 3 إناث أخريات في كشف الانتظار لتركيب أطراف صناعية لهن. وكلاهن أطرافهن بترت أثر انفجار ألغام زرعتها مليشيات الحوثي على الطريق.