عادت مشكلة انقطاع الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن للواجهة من جديد بعد أن كانت شهدت تحسنا ملحوظا خلال الفترة الماضية منذ قبل العيد بأيام إلا أنها عادت بشكل أكثر سوءا منذ أمس الأول لترهق كاهل المواطنين في عدن. وتضاعفت ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن مديريات عدن الثمان، منذ مساء الجمعة، وأرجع المعنيون ذلك الانقطاع إلى نفاد مادة الديزل. وقالت مصادر محلية "إن خدمة الكهرباء تشهد انهياراً تسبب بانخفاض ساعات التشغيل إلى ساعة مقابل 4 أو 5 ساعات من الانقطاع، بالتزامن مع ارتفاع شديد للرطوبة". وفي السياق تناقلت وسائل إعلامية أن قوة من الحزام الأمني تمنع وصول عدد من القواطر الخاصة بمؤسسة الكهرباء والمحملة بالوقود من الوصول إلى محطات الكهرباء في المدينة منذ يومين. ونقلت تلك الوسائل الإعلامية عن مصدر في ميناء الزيت الخاص بالمشتقات النفطية "إن أكثر من 37 قاطرة وقود خاصة بمحطات الوقود بعدن محتجزة من قبل قوة تابعة للحزام الأمني وتم منعها من الخروج صوب محطات الكهرباء، إلا أن قيادة الحزام الأمني نفت ذلك في بيان لها أمس السبت. وأكدت مصادر أخرى أن قوات الحزام الأمني أطلقت مساء أمس سراح قواطر الديزل وسمحت بخروجها من ميناء الزيت والتوجه إلى محطات الكهرباء بعد حجزها يومين في الميناء دون أسباب. وفي سياق متصل تناقلت الوسائل الإعلامية بيانا توضيحيا صادرا عن قيادة الحزام الأمني نفت فيه احتجاز قاطرات ديزل في ميناء الزيت بالبريقة وقالت "إن إشاعة مثل هذه الأكاذيب الهدف منها الإساءة للحزام الأمني الذي يقوم بتنظيم عملية توزيع المشتقات النفطية وعدم السماح بتهريبها للسوق السوداء". وأضافت "إن ما يمليه علينا الواجب تجاه المواطن وحرصا منا على تنظيم عمليات توزيع المشتقات النفطية ونظرا للازمة الراهنة، فإن قيادة الحزام الأمني وجهت الوحدات الأمنية بتنفيذ عدد من الإجراءات الرقابية والمتمثلة بتوقيف أي قاطرة تحمل مشتقات نفطية وفحص أوراق الشحنات والسؤال عن وجهة الشحنة ومرافقتها إلى مكان التفريغ للتأكد من عدم تهريبها للسوق السوداء". وأوضح البيان "أن هذا الإجراء يأتي بعد التحقق من صحة شكاوى تهريب مشتقات نفطية بتواطؤ رسمي بما فيها مخصصات لكهرباء عدن وبيعها في السوق السوداء"، مشيرا إلى أن الشحنات التي لا توجد لديها أوراق رسمية أو ترفض مرافقة جنود الحزام الأمني لها يتم احتجازها فيما يتم السماح لبقية الشحنات التي لا تعترض على الإجراءات. وقال البيان "إن الجميع يعلم أن أزمة المشتقات النفطية والكهرباء في العاصمة عدن خصوصا والجنوب عموما مستمرة منذ حوالي عامين فلماذا تأتي بعض الأقلام والوسائل الإعلامية المأجورة ومن باب الابتزاز لتقحم قوات الحزام الأمني كمتسبب في معاناة الناس من أزمات بات الكل يدرك من يتسبب بها؟. ودعت قيادة الحزام الأمني الأقلام والوسائل الإعلامية إلى تحري المصداقية فيما تنشره، وقالت إنه كان الأحرى بتلك الأقلام والوسائل الإعلامية أن توضح الأسباب الحقيقية لأزمات المشتقات النفطية والكهرباء وملف الخدمات عموما بدلا من إتباع نهج المناكفات والابتزاز وذلك بالهروب والتبرير ورمي الحمل والأسباب على قوات الحزام الأمني". وأكدت قيادة الحزام أنها في الوقت الذي تحترم فيه حرية التعبير وحرية الصحافة، فإنها تحذر من التمادي في استهداف الحزام الأمني من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب التي تهدف لتشويه أدواره في تعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب ووقوفه إلى جانب المواطن البسيط الذي يعيش في دوامة الأزمات المفتعلة من قبل قوى النفوذ والفساد المرتبطة بالشرعية والانقلابيين.