شاب من "عتمة" يقتل برصاص عشوائي لأفراد لجنة الحماية الأمنية بصنعاء , المدخل يبدُ كما لو ان شيئاً لم يحدث , وان وزيري الداخلية والدفاع واباطرة اللجنة العسكرية لم يسمعا بعد ان عبد الرحمن محمد علي صلاح قد قتل . قبل ثلاثة ايام كان عبد الرحمن ذو ال16 عاماً ماراً من امام بوابة قسم "الوحدة" , لم يكن يعرف بأن الموت كان ينتظره على متن احد اطقم لجنة الحماية الأمنية , اطلق الجندي الرصاص بشكل عشوائي لإيقاف سائق دراجة نارية قتل احد الجنود وسرق قطعة السلاح "الآلي" التي كانت بحوزته , لكنه اوقف قلب عبد الرحمن محمد صلاح , الذي تُرك ينزف حتى فارق الحياة . انهم على درجة عالية من التدريب , ضعوا معي التصور التالي : سائق دراجة نارية يتوقف عند نقطة تفتيش ويقتل احد جنود الأمن ويطرحه ارضاً ومن ثم يسلبه سلاحه ويفر ؟ وفيما يواصل القاتل الفرار على متن دراجته النارية , طقم اللجنة الأمنية قرر التدخل واعتراضه , انها قمة البسالة والتضحية , لقد خاطروا بأنفسهم من اجل زميلهم الذي قتل .. دقت ساعة الصفر ايها الشجعان, فسائق الدراجة النارية اقترب من بوابة قسم "الوحدة, هيا اطلقوا النار عليه , انه يمر من امامكم , مالذي يحدث .. سائق الدراجة النارية يلقي التحية .. سائق الدراجة يتجاوز الكمين .. سائق الدراجة يفر .. لا بأس ياحماة الديار .. اطلقوا النار على من شئتم , ذاك الشاب هناك يبدٌ وكأنه قاتل , اطلقوا النار عليه , لن يحاسبكم احد على قتله ؟ ارأيتم كم ان القتل يبدُ عملاً سهلاً مقارنة بملاحقة القتلة والقبض عليهم , عبد الرحمن محمد صلاح دفع ثمن غباء جنود طقم لجنة الحماية الأمنية وآخرين امثالهم , لكن المشهد الأنساني كان مؤلماً جداً , لقد تركوه ينزف حتى الموت , لم يكلفوا انفسهم عناء إسعافه , تركوه يلفظ انفاسه الأخيره دون اية رحمة وعيناه لم تغمض كي لا يفلت قاتله من العقاب . كم ابدوا حزيناً وموجوعاً على عبد الرحمن ودعوات المواطنة المتساوية في هذا البلد , نقتل برصاص عشوائي , نلاحق في مصادر رزقنا , نطارد لأننا رفضنا التحول إلى شحاذين وافترشنا الأرصفة, هذه هي العدالة التي افرزها النظام السابق واعتمدتها الثورة الشبابية . حتى اللحظة لم تحرك الجهات الأمنية ساكناً , الوزير الثوري للداخلية وجه بحياء لأخذ اقوال الجنود ورفعها اليه , احسنت يا دكتور عبد القادر قحطان , جثة الشاب في ثلاجة مشفى "الثورة" وابناء مديريته يعتصمون امام قسم "الوحدة" وانت توجه بأخذ اقوال الجنود . ماذا لو كان المقتول من "حاشد" سماخة الوزير , هل سيكون توجيهك بمثل هذا التهاون , ماذا لو ان احد ابناء الشيخ الأحمر قتل وهو ماراً بجوار قسم شرطة , كيف ستتعامل الأجهزة الأمنية مع الحدث بغض النظر عن تصرف آل الأحمر كدولة , التعامل بمزاجية ومناطقية امراً لا يحبذه احداً , ووزيري الداخلية والدفاع وايضاً اللواء علي سعيد عبيد الناطق باسم اللجنة العسكرية يتوجب عليهم القبض على القاتل وتسليمه إلى العدالة لينال جزائه . ابناء عتمة ووصابين نصبوا خيمتهم امام قسم "الوحدة" بسعوان , لم يقدموا على قطع الطرقات ولا بالإعتداء على المقرات الحكومية , لم يستهدفوا انابيب النفط وابراج الكهرباء , قاموا بنصب خيمتهم بكل هدوء وقدموا عريضة مطالبهم التي لم تلب حتى اللحظة .