كل عام وأنتم بخير.. حتى وإن حاول البعض إفساد فرحتنا منذ 23 عاماً وبعدها.. حتى وإن قضينا ليالي حزينة بسبب قوم لنا في مأرب أظلموا حياتنا بضرب الكهرباء وتعنتوا في إبقائها مطفأة، معترضين كل محاولة لإصلاح ما خرَّبوه، حتى وإن استمر ضرب أنابيب النفط التي منها قوْتنا. عشت ليلة العيد بألم على وضعنا الصعب، وسمعت قصصاً مختلفة في الإساءات التي يوجهها أهل من مأرب ونهم وغيرهم للشعب.. حين ينوي قبيلي هناك ضرب الكهرباء يكون على قوة شر أن تحصد مزيداً من الأرواح والخسائر البشرية والمادية بدون ذنب. كم من دعوات تصيب المخربين ومن سكت عن أفعالهم أو دافع عنهم! مات «نور» وعمره ساعات في حضَّانة المستشفى بسبب انقطاع الكهرباء وكم من المرضى أيضاً فقدوا حياتهم بسبب توقف أجهزة المستشفيات. توفي زوجان بعد ثلاثة أيام من احتراقهما بالبنزين بعد أن اصطدما ببعضهما وفي يد أحدهم شمعة والآخر بنزين وكان ينوي تشغيل الموتور في المنزل.. ويروي ذلك الدكتور في المستشفى الجمهوري، وغيرها قصص مشابهة للموت حرقاً بسبب بنزين الموتورات. في هذا الأمر، وفيما يخص سلامة الناس لابد وأن هناك جهة حكومية مسؤولة عن تحذير الناس من الحريق وإلزام كل صاحب عقار بتضمين عقاره أدوات لمكافحة الحريق، فلا يمكن أن تذهب حياتنا دون تدخل. لماذا إذاً الحكومة، وما مهمتها غير حماية حياة الناس وأموالهم؟! هناك إثم نرتكبه وهو الحلول الآنية للمشكلات.. يسيء لنا أهل مأرب ولكنهم في كل مرة يستنكرون الإساءة لهم. إنهم جميعاً مسؤولون أولاً عن صورتهم أمام كل اليمنيين، فلا يطلبوا منا أن نقول عنهم أصحاب حضارة وثمة من أهلها من يسيء لها، وثانياً مسؤولون عن جرائم ضرب الكهرباء التي تودي بحياة الناس وتصعب حياتهم. القوانين السماوية والوضعية تُلزم الجار وأهل الحي وأهل القرية بمسؤولية حماية النفس والوقوف ضد الفاعل، لا يعقل أن تمنع قبائل مأرب جيشاً من دخول مأرب لحماية الفرق الهندسية، لكنها تعجز عن التحكم بمجموعة من المخربين وقطاع الطرق. إنها المسؤولية الخاصة. تجرم القوانين في العالم كله الجار الذي لا يبلغ الشرطة؛ لأن جاره ارتكب جريمة ما، أقلها أنه حاول ضرب ابنه الصغير ولم يتدخل الجار. أربأ بالمثقفين من مأرب أن يسوقوا لنا أعذراً على شاكلة “الكهرباء تمر من عندنا وليس لدينا كهرباء”، مبررين السوء الذي يقوم به أهلهم. أربأ بهم من الكذب وعيش دور الضحية، فيما عليهم أولاً أن يراجعوا قابليتهم وقبائلهم للتمدن والتحضر، ويساعدوها في ذلك.. قبل أن يلوموا الحكومة على عدم تمدينهم وأن يعدلوا طريقتهم في التعبير عن شعورهم بالظلم دون تحولهم إلى ظلَمة. أما الجديد في مأرب فنطالبهم بإطلاق الزملاء الصحفيين المختطفين لدى قبائلهم. لك الله يا شعب!! [email protected]