قبل خمسة عشر عاما وقف المحطوري على منصة صغيرة في قرية نائية تبعد عن صنعاء حوالي4 ساعات مذكرا محافظ محافظة ذمار والحضور بأهل قرية يقطنها هاشميون (قرية المرون) ويوصيهم بهم خيرا ويعدد فضائلهم على غيرهم رغم أن هذه القرية حظيت بأكثر المشاريع والخدمات. المحطوري كان حينها كالراهب يجول القرى في محافظة ذمار ويجتمع بأعيانها وبوسطائها ويحثهم على ارسال ابنائهم الى صنعاء لتلقي العلوم الشرعية في مركزه الذي يديره(مركز بدر), كان المحطوري يفضل أبناء العامة الذين لازمهم العوز ولم تتح لهم فرصة أكمال دراستهم. لا زلت اتذكر حديثي مع احد تلامذتي الذين درستهم في مرحلة الخدمة الإلزامية بعد عام من عودته من مركز المحطوري فصدمت بكميه التعصب والكراهية التي تشربها أثناء دراسته للعلوم الشرعية.. مئات الأطفال التحقوا بمركز المحطوري من عدة قرى مجاورة لدراسة ومثلهم الالاف من عدة محافظات. كان السيد المحطوري يدير أكبر وأخطر مركز غسيل أدمغة في اليمن..كان يقف في خطبه ينفخ في الكير ويحرض علي الفتنة حين كانت نائمة...معظم الشباب المؤمن الذين تم الزج بهم في محرقة صعدة كانوا خريجي مركز المحطوري... زج بالمحطوري قبل سنوات في السجن في خطبته الشهيرة التي قال فيها:أن الثورة كفر وان الحق يجب ان يعود الى أصحابه, لم يمكث السيد سوى ساعات واطلق بعدها سراحه تحت ضغط إقليمي شديد على الحكومة اليمنية. الرجل ليس درويشا وإن بدا كذلك فهو أستاذ جامعي وخطيب مفوه يجيد سلب عقول البسطاء ويستطيع بفكاهته وبراعته اللعب على المتناقضات وان يمرر أفكاره التي تؤجج الفتنة وتهدد السلم الاجتماعي "قبل سنوات نشرت صحيفة الشورى التابعة لحزب القوي الشعبية فتوي لعبد الوهاب الديلمي في حرب صيف 94وأبدت الرجل بفتواه انه استباح دم اهل الجنوب بعد ان حرف كلامه وفسر في غير سياقه ورغم نفي "الديلمي" افتائه باستباحة دم اهل الجنوب , لكن ماكينات اعلاميه وصحف ومواقع التواصل الاجتماعي الي اليوم ظلت تعزف علي هذه الأسطوانة ..العجيب أن هناك بوقا مزدوج الهوية ظل يعزف علي هذه الأسطوانة سنوات وسنوات لأهداف عنصريه مناطقيه مقيته " هو نفسه اليوم الذي علق علي فتوي المحطوري علي انها " رأي سياسي "هذا الكائن الزئبقي يسمي "محمد المقالح" اليوم وقف المحطوري خطيبا امام تلامذته في تشييع جنائز ضحايا احداث الامن القومي في صنعاء في فتوي صريحه "الجهاد فرض عين علي كل قادر" لتتعالي بعدها الصرخات" الموت لأمريكا الموت لإسرائيل "بالطبع المحطوري لم يأتي علي ذكر أمريكا أو اسرائيل. حين يتم اطلاق هكذا فتوي في حشد مكتظ من الناس في ظرف مشحون بالحزن والغضب والانتقام هو كمن يشعل فتيل فتنة وحرب تأتي علي الاخضر واليابس. علي كل القوي السياسية ومنظمات المجتمع اليمني وكل عقلاء هذا الوطن قبل الدولة ومؤسساتها أن تضع حدا لهذ العبث والفوضى. المحطوري عند انصاره ليس خطيب جمعه أو استاذ جامعي الرجل يعد مرجعيه من الوزن الثقيل ومنظرا للفكر الذي يروج له لذلك اطلاق هذه الفتوي هي بمثابه اعلان حرب من طرف معين ضد من يقف امام مشروعهم سواء اكانت دوله أو أحزاب سياسيه, وستكون هناك تبعات لهذه الفتوي من تخريب وتفجير وايقاظ السكينة العامة في صنعاء وغيرها من مناطق الجمهورية.