من المؤسف أن نتحول نحن شباب الثورة إلى كرة تتقاذف بنا الأحداث وتلعب بنا المكونات .. لا تنتظروا توكل كرمان فقد غادرت البسطاء منذ جائزة نوبل.. وانسوا نصر طه فقد تركنا أيتام منشغلا بترتيبات الرئاسة.. لا تتذكروا ياسر الرعيني فالحوار الوطني شغله حتى عن منسقيه الثورة وترك وراءه جسدا متهالك يتساقط.. لا تأملوا في الإصلاح فقد نسي جرحى أعضائه يتعفنون واسر شهدائه يتضورون وكل ذلك في خاطر شركاء مشغولون بأغنية الماضي. أنسوا حميد الاحمر المشغول بتعويض خسائره والتأسيس لتحالفات شخصية.. لا تركنوا في ود علي محسن ولا في قرب الرئيس هادي فقد أربكتهم قوى الثورة المضادة واصبح قتلة جمعة الكرامة وميليشيات الطائفية تبتزهم كل يوم. لا أتحدث عن مكونات الناصري المشغولة بمرسي وحمدين صباحي ولا مكونات الاشتراكي التي تنكرت للثورة وتطالب بدولة الجنوب ولا تشكيلات الحوثي المهمومة بالجهاد في سوريا وتسليم اليمن لإيران. هل تعرفون أن صمتنا نحن شباب الثورة شجع الجميع ليأكل باسمنا؟ من يتذكر تنسيقية تنوع ذو ال15 شخصا في ساحة التغيير والتي وصفها الثائر محمد المقبلي في تقرير ابعاد الأول المعروف بتوازن النار في 2011 بأنهم فصيل مدعوم من الامن.... لقد اختارهم احمد بن مبارك كلهم في لجنة الحوار الوطني ، وهناك ائتلافات اعضائها بعشرات الآلاف في الساحة لم يتم اختيار ممثل واحد لهم.. الى هنا لم تكتمل قصة السيناتور الجديد، بل صادر غالبية مشاريع الحوار مع المانحين من منظمات كان لها دور فعال في الثورة لصالح منظمات جديدة لا يميزها إلا ان رئيسها في منسقية تنوع أو زبون كافي كورنر ذلك المقهى اللعين المجاور لمنزل نجل صالح والذي تتم فيه صناعة قرارات البلاد. على شباب الثورة أن يتداركوا أمرهم ويعيدوا ترتيب أنفسهم ويقومون بتشكيل كتلة سياسية تقوم في مراحلها الأولى بمراقبة أداء مكونات العمل السياسي داخل الحوار الوطني وحكومة الوفاق، وفي المراحل المتقدمة بمنافسة تلك التيارات المتناسية لأهداف الثورة. مالم يحصل ذلك فالمؤسسات الثورية والتي خدمت الثورة تتساقط كل يوم والثوار بين شهيد ومعاق ومجنون وشريد.. الواقع يقول لنا إن هذا البلد في طريقه للتسليم لأعداء الثورة وقيادات حزب (كافي كورنر) البديل لحزب صالح.