لم ندر أن الوطن سوف يصل إلى هذه المرحلة, بعد أن كثر دعاة الوطنية ومتزلفي حب الوطن والهدف السير بالوطن نحو مستقبل آمن يحقق العزة والكرامة لكل اليمنيين, الجميع هكذا يقولون ويطرحون أن همهم هو الوطن وخدمة المواطن ,لكن ما يرى في الواقع يجسد العكس, فوطن يشهد صراعات غير بسيطة والكثير أن لم أقل البعض شركاء فيها ,فصوت الانفصال في المحافظات الجنوبية يرتفع وقضية صعدة لم تنته بعد ومشائخ قبائل وجنرالات تريد أن تتسيد وجيش يراد له أن يهيكل على الطريقة الأمريكية كل هذا يحدث إضافة إلى اقتصاد متدهور, وتعليم متدنٍ وصحة وخدمات غائبة وانفلات أمني غير مسبوق وشكوك تدك المؤسسات وهناك من يترقب المشهد ويقتنص الفرص, ويطرح أنه كان الحل والأمل فيما أنه جزء من هذا التراكم الخبيث المواطن يعيش حياة كلها مواجع والحديث عن إصلاحات ووطنية ليس إلا نوع من التهريج الإعلامي ,فالانتهاكات تتزايد يوماً بعد آخر في حقوق الإنسان, وعن الإبحار في الوطن نحو الأفضل, وهم يجرون الوطن نحو المجهول، وحقيقتهم المقاسمة والمحاصصة والبحث عن موضع قدم سياسي يحقق لهم مكاسب سياسية للمراحل القادمة, ونخر المؤسسات وتدمير ما أمكن تدميره, فمن يتحاورون لم تتضح رؤية حوارهم ولم تعرف الملامح الرئيسية للخروج من الكم الهائل من التجاذبات والمكايدات التي لا ابرىء أحداً منها فهم شركاء في ما يجري, إعلام لازال يوجه سمومه لإثارة الفوضى وتبادل الاتهامات, لم يستطع أحد إيقافه وانفلات أمني وصل إلى أمام قاعات الحوار واستهدف بعض من أعضائه, أما الشباب فهم ليس إلا مطية للوصول إلى الهدف الذي رسمه من يتوزعون الغنائم والفيد الثوري والوطني, تناسوا شباب الثورة بنصيب يتيم وجرحى تنكروا لهم, وإن اطلقوا المصطلحات فهي ليست إلا تخدير موضعي مؤقت, ها هم اليوم جميعا يحكمون وبعد تقسيم الكعكة الحكومية 'ذهبوا ليتحاورون لا يدري المواطن العادي المهموم والموجع دوما ما يجري, ومع هذا يروجون ويضخمون مؤتمر الحوار وكأنه سلعة ,لسنا ضد مشروع الحوار ولكننا ضد من يسعون لنخر وتدمير الحوار وتوجيهه حسبما يريدون لأغراض تخدم مصالحهم فقط, فالحوار بالأصل مهمة وطنية إن كان من يقف وراءها وطنيون لا يسعون لمنفعة شخصية بل وطنية لقد مل المواطن من الخطابات والبهرجات التي تسعى للود ولكسب العواطف, فالوضع خطير والمواطن يتذوق العلقم والوطن تتقاذفه ثقافة الفوضى وعلى الجميع أن يتداركوا الأمر، فالجميع إخوه والوطن يجب أن يكون بناؤه مسئولية الجميع ولنقف ضد المتجذرين فسادا في الوطن الساعين إلى نخره وتحطيمه وعلى المخلصين أن ينتبهوا فأقاليم (الطائفية والكراهية والمحاصصة والقبلية) خطرة قد تؤدي به إلى الانهيار وقد عانينا منها سابقا، واحذروا الغفلة والتغافل فقد تتمدد ونذهب جميعا إلى الهاوية وما ذلك سوى إطلالة بسيطة من معاناة الوطن والمواطن تجاه ثقافة الكراهية والطائفية المدمر للشعوب والتي تنتشر يوما بعد آخر دونما انتباه. رابط المقال على الفيس بوك