عندما تخرج في فضاء رحب للتفكير وأخذ نزهة للروح الذي تتلاطم وسط أمواج من المشاكل والكلمات التي لا مرفأ لها ولا شاطئ ,تجد في تلك اللحظات الذي تشرد بالتفكير عن ما يدور حولك لا تجد سوى الاحزان التي تتراكم لتقضي على ما تبقى من سعادة في ابتسامة زائفة تجد ان حياة الناس حُبلى بالمواجع مؤبدة بالقهر ,تجد ان الناس يبحثون فقط عن لقمة العيش وبكد ونكد يسعون للبحث عن ما يسد رمقهم ,يُسجن المبدعون ويجن ويتبهذل الشرفاء في وقت يسطو على حقوقهم المتزلفون الذين يسرقون احلامهم ويتحدثون عن العمل من اجلهم ,هم في فللهم يعيشون واموال الوطن يتقاسمون. استغربت وانا اغرق بالتفكير عن وطن جديد ملامحه سوف يصنعها الحوار لا اجد شيئاً يبعث على الامل وطن جديد لم يستطع الافراج عن الصحفي عبدالاله حيدر ولم يطلق العنان للحرية لصحيفة الأيام ,هذا الوضع السابق هو اليوم. تجد بشراً في الجولات يبحثون عن عمل وترى مظلومين كُثر ومشاكل جمة، سجناء لا ذنب لهم واطفال يعيلون اسراً هم الامل لها. كتبت لا أدري الى من اكتب ،فهناك من كتب ,لكن الفوضى والعبث مستمرين لمن هبّ ودبّ ,لم يعملوا من اجل المواطن فجميعاً احزاب سلطة ومعارضة يعملون لذاته يقولون ما لا يفعلون وتحول اعضائهم الى شقاة فقط وببلاش مع هؤلاء المتسلقين على ظهور البسطاء. الذي جرّني للكتابة عن مثل هكذا معاناة وجرّني الى التفكير بحرية ,هو الزهد في القيم الانسانية التي غادرت الكثير وكمواطن يسعى لاستعادة بعض من شرعيته في الوطن المشروخ ,مواطن يُراد له اليوم ان يجوع ويُعذب وتلاحقه التهم والقضايا إن خرج عن قيود المجاملة ومحاباة الاحزاب وقادتها الصنميين والانطلاق في فضاء رحب يفكر بحرية دونما خوف. لا يبدو لي كمواطن ان الوضع تحسن وان المستوى المعيشي يتجه نحو الاحسن بل المأساة والعذاب اليومي يسكن فئة كبيرة من ابناء الوطن ,جراحهم تتوسع ولا يوجد من يداوي ,وابناؤهم جائعون يتوسلون بلقمة العيش الاساسية التي فقدوها ,كثر الفقراء وتشردوا وعانوا وحوّلهم الجوع والاضطرار الى متسولين ,في وقت يتحدث المسئولون عن مكافحة فقر ونعمل كذا وكذا ,كل هذا ليس الا تحسين صورتهم وتشويه الحقيقة التي تكشفهم كل يوم ان الوطن غالبيته مقهورون يتذوقون العلقم. يومياً نعيش عذاب هؤلاء لإنناء في الشارع نلامس كل ذلك فكلٌّ له هموم يغرق فيها في التفكير وتدفعه الى الانحراف لأنه إما اولاده جائعون وآخر ظلم وسكن القهر قلبه فيفكر بالإنتقام ,في زمن لا رحمة فيه او شفقة. والقوي يأكل الضعيف وفساد يتغلغل في المؤسسات ,ومواجع يومية يعيشها من البحث عن لقمة العيش وابناء لا تجد مالاً لتعلمهم ولا وطناً يحتضنهم ,طوال السنين عشنا مواجع البعض لأنهم كانوا اكبر من القانون ,الحال نفسه يتكرر، الوجع والعذاب في شتى مناحي الحياة داخل الوطن ,فيما العالم يعيش التقدم والتنمية ،التسابق العلمي نحن في وطن يبحث ابناؤه عن ما يسد رمقهم ويتجه الى الاسوأ، تقييد حريات ومحاكمات وتهديدات وتسلط ونهب يقود ذلك مستبدين جدد يريدون العيش على حساب اوجاع ودماء الفقراء والمتعبين دونما رحمة. لن ندع اوجاعنا تتراكم فسوف نستمر بثورة القيم الانسانية لتبديد تلك الاوجاع اليومية التي تسكن ابناء الوطن ونقول لهم: الى هنايكفي مواجع . رابط المقال على الفيس بوك