"عدوى الجريمة كعدوى الطاعون".. نابليون سيدي الرئيس، ستكون بحق رئيسا فاشلا وغير جدير بتحمل المسؤولية، إذا لم توقف هذه الجريمة في حق اليمن من قبل عصابات في منتهى الانحطاط والقسوة. دون إبطاء، يجب أن تتحرك، فنحن أمام فضيحة من العيار الثقيل، وتحتاج إلى قرارات صارمة، فقد نشر موقع "بي بي سي" تفاصيل مروعة عن جريمة تعذيب واغتصاب المهاجرين الإثيوبيين في معسكر بمدينة حرض، نعم، مدينة حرض اليمنية، سيدي الرئيس. إفتا، فتاة أثيوبية تبلغ من العمر 17 عاما، اقتيدت بمجرد وصولها إلى اليمن تحت تهديد السلاح إلى منزل مبني من الطين، تقول إفتا: "كانوا يعذبون البنات الأخريات أمام عيني، وكانوا يضربوننا ويغتصبوننا تحت تهديد السلاح، لقد كنت مذعورة". ثلاثة أشهر داخل معسكر التعذيب أو قل الحجيم، إفتا، تتذكر كيف أنها دفعت ثمن شعورها بالحرج الشديد من والديها، فلم تكن تقدر على أن تطلب منهما دفع المال لإطلاق سراحها، لذا فإنها كانت تتعرض للاغتصاب كل يوم. تقول إفتا: "يتم اغتصاب النساء وإحراق الرجال، إنهم يكسرون العظام، ويقتلعون العيون، ويقومون بكل ما يخطر على بالك، لقد رأيت ذلك بأم عيني". لا يستطيع صالح صبري، وهو متعهد دفن الموتى في تلك المنطقة، أن يتذكر عدد من ماتوا من أولئك المتسللين الذين أشرف هو على دفنهم، لكنه متأكد جداً من أن جميعهم ماتوا نتيجة أسباب غير طبيعية، يذكر التقرير. سيدي الرئيس، ذكر التقرير وهذا أخطر ما في الموضوع أن أفراداً من الجيش اليمني متواطئون مع تلك العصابات، إفتا تقول: إن الرجال الذين اختطفوها كانوا يرتدون زياً عسكرياً، وأنهم كانوا هم أنفسهم من قاموا باغتصابها. شهادة ثانية، تظهر كيف يمكن أن يتخلى الجيش عن مهمته ليعمل نخاساً، فهذه أسماء وهي فتاة في السادسة عشرة من عمرها تُباع بعد إلقاء القبض عليها أثناء محاولتها العبور إلى الأراضي السعودية، وقد تعرضت أسماء للاغتصاب ثلاث مرات يومياً على مدار شهرين، ولم تخرج إلا بعد أن شعر واحد ممن كانوا قد ألقوا القبض عليها بالشفقة تجاهها، يقول التقرير. سيدي الرئيس، ما يحدث جريمة اغتصاب في حق اليمن وليس في حق إفتا أو أسماء أو غيرهما، فإن تعمل هذه العصابات الإجرامية بحرية تامة، وتحت رعاية جزء من أفراد الجيش والأمن، فهذا يعني أن اليمن بلد تتحول أو تحولت لبلاد غير جديرة بالانتماء للعالم. عفوا إفتا، نحن مشغولون في مادة الشريعة، لا تسألني لماذا؟ شخصياً أنا لا أعرف لكني أريد أن أسأل الذين يتصارعون، هل الشريعة الإسلامية مصدر وحيد أو رئيسي، أريد أن أسألكم: هل الحكم على ما تعرضت له إفتا وغيرها من المهاجرين الأفارقة يتوقف على ما إذا كان الإسلام مصدرا رئيسيا أو وحيدا؟!