إذا كان قانون الحصانة يشمل صالح وكل من عمل معه فالأولى أن يكون العزل السياسي لصالح ولكل من عمل معه، لكن مقترح الرئيس هادي يقول إن العزل السياسي لمن نقل السلطة، يعني إبعاد صالح من رئاسة المؤتمر ليستولي عليه هادي، أما القتلة والبلاطجة والفسدة الذين عملوا مع صالح فسيستعين بهم هادي في إعادة إنتاج النظام القديم. كما قلت مرارا إن الصراع بين هادي وصالح هو حول رئاسة المؤتمر الشعبي العام فقط.. هادي يبحث عن حزب ليحكم به، وستكون اليمن إن حصل ذلك أمام إعادة إنتاج النظام القديم بحزب المؤتمر الشعبي. منذ أن وصف هادي أعمال صالح التخريبية بأنها حركات تيس مذبوح اشتعلت البلاد وسالت الدماء وانطفأت الأنوار، كأن هادي لم يمتلك في مقاومة صالح سوى الشتيمة والنتائج يتحملها المجتمع. لا يوجد أخطر على المجتمعات من رجال ساسة تكون ألسنتهم أطول من أيديهم وهم يمتلكون أدوات التغيير واتخاذ القرار. الحوثيون يتحفظون على مشروع العزل السياسي لمن شملتهم الحصانة، كل من رفع الحوثيون شعارا ضدهم ثبت أنهم يخطبون ودهم؛ روحاني يقبل أيادي الأمريكان وفي صنعاء تجمعهم اللقاءات الدورية بكل السفراء الغربيين، يلعنون السعودية ويذهبون لتقبيل أيادي نايف والسفير بصنعاء، ويقولون عن صالح بأنه سفك دماءهم وهم الآن أدواته العسكرية والسياسية والإعلامية.. يبقى حزب الإصلاح سيأتي يوم يتوددون إليه.. عقيدة الحوثي القائمة على تقديس الأشخاص تسمح له بركن الشعارات والمبادئ في أقرب برميل نفاية.