ما إن توقع جماعة الحوثي إبرام صلح مع طرف إلا وتفتح جبهة قتال جديدة مع طرف أخر والدليل هو ما شهدته محافظات حجة وصعدة والجوف وعمران خلال الثلاث السنوات الأخيرة وامتدت جبهات القتال إلى الرضمة بمحافظة إب العام الماضي وباتت تلك المحافظات الحدودية بمثابة مسرح لمواجهات الحوثي مع من يعتبرهم خصومه فكريا وسياسيا. بمجرد وصول اللجنة الرئاسية برئاسة عبدالقادر هلال الأسبوع الماضي إلى صعدة وتمكنت بعد ذلك من إيقاف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والسلفيين إلا وبدأت المواجهات في منطقة اليتمة بالجوف مع قبائل دهم وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عدة حول أسباب توجه جماعة الحوثي صوب محافظة الجوف الذي تشير المعلومات ان فيها مخزونا نفطيا ربما يفوق التصورات إضافة إلى كونها محافظة حدودية مع المملكة العربية السعودية؟ وخاضت قبائل دهم مواجهات مع جماعة الحوثي الاسبوع الماضي في المناطق القريبة من منفذ البقع -الأجاشر- حبش- بعد تفكك جبهة كتاف وما صاحبها من نزوح وتهجير وتمدد الحوثيون إلى أطراف حدود قبائل دهم محافظة الجوف وأسفرت تلك المواجهات عن ضحايا وإصابات وعلى إثرها حشدت قبائل دهم مقاتليها لمواجهة مسلحي الحوثي ولحقت بها قبائل مجاورة من محافظات مأرب وشبوة لمساندة قبائل دهم . الشيخ فيصل عبود نائب القائد العام لقبائل دهم قال في حوار صحفي نشرته صفحة دهم برس على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك: قبائل دهم اجتمعت لمواجهة عدو أتى لاحتلال الأرض وهتك العرض فنسوا ما بينهم من صراعات وأصبحت القبائل المتناحرة فيما بينها البين في خندق واحد وفي مترس واحد ضد الحوثي وقد تم عمل صلح عام بين جميع القبائل في بداية تجمع القبائل ووثيقة على ذلك وأيضا كل من دخل مع دهم من القبائل الأخرى يشملها الصلح تلقائيا إذا كان بينها وبين قبيلة أخرى ثارات. وأشار إلى أن أول معركة دارت بينه وبين قبائل دهم قتل فيها 7 من مسلحي الحوثي في منطقة (عفي) ودفنوا في منطقة عفي أما دهم فكان منهم 2 شهداء و2 جرحى في جبهة عفي هذا ما ظهر في أول معركة لقتلى الحوثيين. وأكد وصول وساطة جديدة بصحبة الأخ محافظ محافظة الجوف ومدير أمن الجوف وقائد اللواء إلى مجمع اليتمة وكان على رأس الوساطة عوض بن فريد مساعد وزير الدفاع والشيخ محمد درعان والشيخ خالد محمد هضبان وكيل محافظة الجوف والشيخ الحسين الضمين وعدد كبير من الوجاهات الاجتماعية والسياسية والحزبية والكثير من الخيرين الذين يريدون الصلح والصلاح وقد بدأت في ممارسة عملها وحل النزاع وذلك بإيقاف إطلاق النار. وأشار إلى أن قبائل دهم اشترطت على لجنة الوساطة أن يعود الحوثي من حيث أتى ورفع جميع النقاط أين ما وجدت في بلاد دهم وعدم استحداث أي نقاط تفتيش للمارة مع الخط الدولي من البقع حتى مفرق مأرب بحيث يستولي على هذا الخط الجانب الحكومي لبسط الأمن والسكينة للمواطنين وضمانات ملزمة تمنع الحوثي من أي اختراق أو تعدي على حدود دهم وقبائلها أو أفرادها أو من يسكن فيها من خارج دهم وحول مساعدة القبائل الأخرى لقبيلة دهم قال: بعد المواجهات التي بدأت وما حدث فيها من انتصارات تواصل معنا قبائل عبيدة والعوالق وقبائل كل اليمن وقالوا نحن رهن الإشارة وبالفعل وصلت قبائل من مأرب وشبوة وما زالت الوفود تصل كل يوم لمساندة قبائل دهم لدحر هذا المتغطرس الباغي وكل القبائل اليمنية مجربة وقفات قبائل دهم إذا وقفت فهي تقف وقفة رجل واحد وخلفها إن شاء الله النجاحات وإذا تعاهدوا قبائل دهم على موقف فإنهم بفضل الله سبحانه وتعالى يوفون بعهدهم يجب أن يعرف القاصي والداني أننا لسنا معتدين نحن ندافع عن الدين والعرض والوطن الحوثي هو الذي هجم علينا نحن في موقف المدافع عن الأرض والعرض والدين.