لم تعد الألعاب التقليدية تمنح أطفال اليمن مشاعر السعادة كما كان في السابق، فالصغار باتوا يحاكون الكبار في حروبهم وحملهم للسلاح. منذ سيطرة مسلحو أنصار الله "الحوثيين" على العاصمة صنعاء في 12 سبتمبر أصبح هؤلاء الأطفال يصنعون اسلحة من نوع اخر، فهم يتفننون في صناعة الأسلحة التقليدية التي تشبه الأسلحة الحقيقية ويقوموا بطليها بألوان الأسلحة ويصنعوا منها احجام مختلفة فمثلاً (بازوك . قناصة، بندقية قديمة). عدسة "الأهالي نت"' التقطت مجموعة من الأطفال وهم يحملون أسلحة تقليدية اشبه بحقيقية في مشهد مروع في حي مذبح بأمانة العاصمة. عندما كنت ماشياً في الشارع استوقفني مجموعة من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم (10- 13), عندما كنت داخلاً الى الحي وهم يحملون في أيديهم وعلى اكتافهم اشبه بأسلحة حقيقية وكنت احمل شنطة فقال: لي احدهم لو سمحت ممكن نفتش الشنطة فقاموا بتفتيشها وهم يضحكون وكان بداخلها قطع حلو فقالوا: لي هذه الحلو تبع الأطفال المرابطين في ساحات المعارك فقلت: نعم فأعطيتهم من قطعة وهم مسرورين.. فجلست قريباً منهم اشاهد ماذا يصنعوا وكانوا قد نصبوا نقطة تفتيش في الطريق الفرعي وشكلوا مجموعتين تولت الأولى تفتيش السيارات والمجموعة الثانية حماية النقطة من حلف كومة تراب. ولم تمر سوى دقيقة حتى أتت سيارة فاستوقفوها وهم يوجهون أسلحتهم التقليدية صوب رأس السائق فقال: لهم سائق السيارة مبتسماً ماذا تريدون قالوا: نحن "أنصار الله" فرقة الأطفال لو سمحت خرج هويتك وهم يلفون حول السيارة بنظرات عسكري مدرب، وبالفعل اخرج لهم البطاقة.. فقالوا له: تحرك. اما السيارة الثانية التي أتت فكانت مسرعة ولم يستطيعوا توقيفها فردوا عليه بالتهديد وانهم سوف يعاقبونه فضحكت وانا انظر الى تصرفاتهم التي تنقلك الى عالم من الاثارة والمغامرات.. وبعد مضى ربع ساعة وتحديداً بعد صلاة الظهر تنادوا فيما بينهم وأطلق أحدهم صيحات يا "أنصار الله حان وقت الغداء", فتجمعوا بشكل يجعلك تستغرب من التكتيك الذي وصولوا اليه هؤلاء الأطفال فهم تجمعوا بطريقة الجيش المدرب. واثناء تجمعهم تقدمة إليهم فطلبت ان التقط لهم بعض الصور فواقفوا على الفور ووجهوا أسلحتهم نحوي بابتسامة طفولية رائعة وقلوب مفعمة بالحب والسعادة لا يحملون في قلوبهم أي نوايا سيئة للوطن لاكنهم يقلدون ما شاهدوه في شوارع العاصمة صنعاء.