أكد وزير المغتربين مجاهد القهالي ضرورة تعاون أبناء الوطن لمواجهة التحديات، واقتلاع كل من نهب ثروات الشعب وعاث في الأرض فساداً ودأب على إثارة المشاكل والفتن في المجتمع. وأشار الوزير القهالي في فعاليات الملتقى الثقافي الأول لأدباء وكتاب ومبدعي محافظة ريمة بحضور المحافظ علي سالم الخضمي الذي نظمه مكتب الثقافة بالمحافظة، ضرورة العودة للإستفادة من التجربة التي كانت سائدة أيام الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي " رحمه الله" من هيئات التعاون الأهلي للتطوير والتي استطاعت في ثلاث سنوات أن تحقق ما لم ينجز خلال 33 عام. وأشار إلى أن اليمن يمتلك ثروة عظيمة إلا أن الإدارة السيئة سابقاً أحالت دون استغلال هذه الثروات الإستغلال الأمثل. وقال :" دأب أولئك السيئون أن يتفننوا في صناعة الموت وإثارة الفتن والمشاكل لكي يقتاتون بها ويجنون بها ثروات كبيرة فنقول لهم اليوم ولى هذا العهد، وأتى عهد جديد عهد البناء والتعمير والحضارة". وأضاف :" نأسف لما أضعناه خلال ثلاثين عام، والذي حدثت فيها تحريف لقيم الناس وحضارتهم وطبائعهم، وجاءوا لنا بأناس في قيادة الدولة زرعوا الفوضى وزرعوا الفتنة وزرعوا العادات السيئة وعلينا اليوم أن نعمل جاهدين لإعادة هيئات التعاون الأهلي للتطوير". وأكد أن من يظل يزرع الموت فإنه سيجد نفسه خارج هذا الشعب وخارج عاداته وتقاليده الأصيلة. وأكد أن اليمن بلد واعد بالخير ويمتلك ثروات هائلة وأن تظافر كافة الجهود ستعمل على تنميته واستغنائه بثرواته وخيراته لإحداث تنمية شاملة في مختلف المجالات. وقال :" علينا أن نقف وقفة رجل واحد ضد كل فاسد، وضد كل مخرب، وضد كل مسيئ لهذا الوطن بحيث نبني بلادنا ونواجه التحديات". كما أكد على ضرورة تظافر كافة الجهود والعمل لإنجاح تطلعات الشعب في بناء اليمن الجديد الموحد المستقر والآمن.. وأشاد بالأدوار البطولية لأبناء محافظة ريمة في كافة مراحل النضال الوطني.. وقال:" تاريخ ريمة عريق ومعروف بمآثره الجليلة والحضارية والخالدة، وأبناؤها سباقون للبناء والتعمير والمدنية وحب الخير والعمل والروح الحضارية ومكارم الأخلاق واحترام القانون، ويشتهرون بصفات إيجابية حميدة يعرفها كل أبناء الوطن". وأضاف:" لقد ربطتني بأبناء ريمة علاقات كبيرة فحينما كلفت من الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي للتحرك إلى صعدة حيث كانت تدور معارك ضارية فيها وكنت قائدا لكتيبة، سألني الحمدي رحمه الله كم تضم الكتيبة من أبناء ريمة فأجبته بأنها تضم عددا لابأس به فقال إهتم بهم فإنهم أصدق وأحرص الرجال على الإطلاق، فوجدتهم أكثر من ذلك تفانياً وإخلاصاً ووفاءاً وأخلاقاً واستبسالاً". وأشار إلى أنه التقى بعدد من رجال المال والأعمال من أبناء ريمة المغتربين أثناء زيارته الأخيرة لكل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات .. مشيدا بتفاعلهم في دعم القضايا الوطنية ومواقفهم الثابتة والرائعة تجاه وطنهم ومجتمعهم. كما أشار إلى ما تزخر به ريمة من مكنوز ثقافي وسياحي رائع ومعالم تاريخية وأثرية تستوجب من الجهات المعنية وأبناء المحافظة الإهتمام بها وإبرازها ومعالجة كافة الإختلالات التي أعاقت إستغلال هذا المكنوز الرائع. وكشف الوزير القهالي عن اعتزام وزارة المغتربين تنظيم الملتقى التشاوري الأول لرجال المال والأعمال ورؤوساء الجاليات والكفاءات العلمية الوطنية المهاجرة والقاطنة في اليمن خلال الشهر القادم، والذي ستنبثق عنه مجالس إقتصادية لكل محافظة ومنها ريمة لمعالجة مشاكلها الإقتصادية وجذب روؤس الأموال للإستثمار فيها. وقال:" نحن اليوم في عهد الوفاق والسلام والبناء والتنمية يجمعنا جميعاً شعار بناء اليمن الجديد أولاً والذي يجب أن نضعه ً فوق كل الإعتبارات والولاءات المناطقية والقبلية والحزبية والمذهبية، وعلينا أن نعمل معاً يداً واحدة لتحقيق هذا الهدف". وأشار إلى أن القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية تعمل جاهدة على تطبيق مشروع وطني يهدف إلى تعزيز الأمن والإستقرار والحفاظ على سلامة اليمن ووحدتها وتنميتها واستغلال ثرواتها الإستغلال الأمثل والإهتمام بالتنمية البشرية".. لافتاً إلى أن المجتمع الدولي بأسره يؤيد الأمن والإستقرار والوحدة اليمنية. وبين وزير المغتربين أنه سيتم خلال الفترة القادمة العمل على نقل أنابيب النفط من مضيق هرمز إلى اليمن عبر حضرموت من كل دول الخليج، كما سيتم العمل على توفير نحو خمسة ملايين فرصة عمل لليمنيين، فضلا عن الإكتشافات في مجال النفط والغاز والمعادن والتي سيتم الإعلان عنها قريباً. فيما أشار وزير الثقافة السابق خالد الرويشان إلى أنه آن الأوان لمكنوز محافظة ريمة الثقافي المغمور أن يظهر وأن يشرق في نفس كل يمني.. مشيداً بتنظيم مثل هذه الملتقيات التي تضم العلماء والكتاب والأدباء والمبدعين والمؤرخين وعشاق الفن والإنشاد والتراث وكل فنون الإبداع. ولفت إلى ما تمتاز به محافظة ريمة من لون إبداعي رائع يتمثل في النشيد الريمي الذي يعد الأكثر انتشاراً ومداولة على مستوى الوطن.. لافتا إلى أن مدينة زبيد على مر التاريخ كانت تضم نصف علمائها ومبدعيها وسياسيها من أبناء محافظة ريمة. من جانبه تحدث مدير عام مكتب الثقافة مهدي الحيدري عن أهداف الملتقى الذي ينعقد في إطار التحضير لمهرجان البن بمديرية الجعفرية بمحافظة ريمة المزمع تنفيذه خلال الأشهر القادمة. واستعرض الحيدري ما تمتلكه محافظة ريمة من معالم تاريخية وثقافية وإبداعية وسياحية وإقتصادية هائلة والتي قل أن توجد في محافظة أخرى رغم صعوبات التضاريس ومشاريع البنى التحتية المنعدمة. وقال :" إن محافظة ريمة باعتبارها مكتنز الثقافة ومنتجع السياحة ومشتل الزراعة، تستطيع أن تنتج ما بين كل شاعر وشاعر شاعر ثالث، وتضع على رأس كل قمة قلعة، وفي بطن كل وادٍ قبة، وقلب كل موسم فلكور شعبي بهيج". ولفت إلى أن مشروع البن يهدف إلى الجمع بين ثلاث مقومات رئيسية للتنمية تشمل الزراعة والسياحة والثقافة. من جانبه استعرض الكاتب والأديب محمد إسماعيل الأبارة الموروث الثقافي الإنشادي في محافظة ريمة، وما تزخر به المحافظة من نشيد رائع مرتبط بالجانب الروحي والوجداني من ناحية ومرافق لكافة المواسم الزراعية ابتداء بوضع البذور وانتهاءاً بالحصاد. كما قدم مدير عام الشئون الثقافية والتعليمية بوزارة المغتربين حيدر علي ناجي، شرحاً مفصلاً لبداية ظهور البن وارتباطها بالعصور القديمة، والجدل الصوفي الذي انتقل من اليمن إلى الوطن العربي حول هذه الشجرة، وتاريخ انتشار البن وأهمية ريمة في زراعته وتجارته. فيما قدم الكاتب والروائي منير طلال نبذة مختصرة عن الصحابة والتابعين والعلماء والمفكرين الذين أنجبتهم محافظة ريمة، واشتهر علمهم في أصقاع الأرض. وفي الملتقى قدم الإعلامي إبراهيم العامري شرحاً للأفلام الوثائقية التي تناولت ما تكتنزه المحافظة من تنوع بيئي ومعالم تاريخية ونقوش أثرية ومشاهد عمرانية لمنازل مسقوفة بالأحجار وكذا المدرجات الزراعية البهية ومنها قمريات البن. كما ألقيت في الملتقى قصيدتان شعريتان للشاعر أحمد المعرسي، وياسين البكالي من مقامات الذهول ومدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيما ألقى الشعراء زياد المحسن، وزين العابدين الضبيبي، ومحمد مصلح، ونضال الشبري قصائد شعرية تغنت بجمال الطبيعة والأرض في محافظة ريمة وأهمية البناء والتعمير والعمل على حماية المكتسبات الوطنية من كل أبناء الوطن وعلى رأسها الوحدة المباركة. وتخلل الملتقى الذي استضافه رجل الأعمال الشيخ يوسف السامدي فقرات فنية وإنشادية تناولت ألون رائعة من النشيد الريمي للمنشدان العزي المسوري ومهدي المزلم، والذي يحكي جمال الطبيعة وأصالة السكان من كلمات الشاعر المبدع محمد إسماعيل الأبارة، إلى جانب عدد من الأناشيد المستقاة من الألحان الريمية والتي تدعوا إلى الوحدة والتآلف ولم الشمل ونبذ العنف والعصبية. حضر الملتقى وكيل وزارة المغتربين عبد القادر عائض، ووكيل وزارة الإدارة المحلية أبو الفضل الصعدي، والقاضي محمد مهدي طاهر الريمي، والناقد والفنان جابر علي أحمد، وعدد من الكتاب والصحفيين والشعراء والأدباء والشخصيات الإجتماعية بالمحافظة.