بقدر استطاعتنا تصويب أهدافنا والعمل على انجازها رغم وعورة المراحل بين الواقع البائس والحلم المنشود، يمكننا تفادي الدخول في معارك هامشية يهدف مشعليها إشغالنا بها، وتشتيت تفكيرنا عن قضايا وطنية كبرى يفترض تركيز جهودنا عليها دون غيرها من القضايا الجانبية التي يرتبط حلها بوضع حلول جذرية لقضايا وطنية كبرى عاصفة بأمن واستقرار الوطن ومستقبل مشرق لأبنائها الحالمين بدولة يمنية ديمقراطية حديثة تجب ما قبلها من عقود القهر والقمع والحرمان. الآن ليس من مصلحة إي قوى وطنية وأد إي حلم وطني يفضي إلى إعادة استقرار البلد واستعادة الوحدة الوطنية على أسس عميقة مداميك صلبه تمنع إي خلل في بنيتها لتفي بحلم ومطالب أبناء اليمن وحاجتهم لوطن امن ومستقر وبناء دولة القانون والموطنة المتساوية بين جميع أبناءه دون تمايزات جغرافية أو جهوية مقيتة وما سواها من المشاريع اللاوطنية لجماعات الوهم التي تسعى لفرض مشاريعها على البلد كأمر واقع بقوة السلاح رغم يقينهم بفشلهم أمام معطيات التحول التاريخي الماثل في البلد رغم كل المنغصات. لا أعيب على كل وطني رفضه للواقع مهما تطرف، كما لا أخشى على وحدة الأرض والشعب من مطالب العدالة والمواطنة المتساوية، وصولا إلى إعادة النظر في مشروع الوحدة التي ولدت في مرحلة مغايرة لواقعنا، وانقلب عليها المخلوع علي صالح ونظامه العائلي البغيض وتحويلها إلى ساطور لقهر وقمع ونهب الأرض والشعب والثروة بكل بربرية نعيش ويلات حكمه وجوره جنوبا وشمالا حد اللحظة. ما تمر به البلد مرحلة تستدعي حرصنا على انجاز عقد اجتماعي جديد دون تسويف بما يحفظ للشعب حقوقه وحرياته ولليمن عمقه الاستراتيجي بالمنطقة العربية دون خدش لوعي شعب بهويته اليمنية الضاربة في أعماق تأريخنا ونقوشه الخالدة. الآن بات علينا تجميع الجهود السياسية واستيعاب تشعبات المرحلة بناء على فهم عميق للتباينات الحادة للواقع السياسي وتضاريس وطن أوغل المخلوع وأجهزته على تفتيته ويعملون منذ عقود على ضرب كل روافع النهوض فيه بما حتى اللحظة في محاولة هوجاء للبقاء وديمومة استمرار وعي نظامه الساقط في التسلط البلد على حساب قيم الوحدة وتطلعات الناس بوطن يمني موحد وحر في ظل دولة ديمقراطية عادلة. يجب أن نسعى لتحقيقها بعد إزاحته من السلطة بفعل ثورة شبابية شعبية سلمية اشتعلت بداياتها الملهمة بخروج أبناء الجنوب بحراك سلمي عظيم لم يتوقف حد الآن ولو ركبت قوى جنوبية موجاته رافعة مطلب تحرير الجنوب بقوة السلاح في إساءة مقيتة وبالغة الأثر المخزي على تأريخ الكفاح الوطني الوحدوي لأبناء الجنوب منذ أكثر من نصف قرن وصولا إلى الحراك السلمي المطلبي الذي تجلى في أبهى وأزهى نضالاته ضد المخلوع ونظامه العائلي البغيض وما كوى به أبناء الجنوب والشمال بنار بطشه وبربرية حكمه بذات التوحش المصادر للحقوق والقامع للحريات بمنطق استبدادي متعجرف لم يشهد تأريخ اليمن مثله استبداد.