بالأمس فتحت قناة المسيرة الحوثية، وشاهدت برنامج المنبر، كان يتحدث عن «الولاية »الاتصالات تحن وترعد ( وليناك يا علي) كانت تعرض فيديوهات فيها شوية ناس تهتف لعيد "الغدير" نشتي ولاية (وليناك يا علي) وينطو كمان يرددوا أنو الشعب ولأاك يا علي، عن جد ارتعبت وأهتز بدني، بس لما سمعت الهتافات أنو الشعب هكذا يريد واليساريين أصحاب العدالة الاجتماعية ومجتمع ما بعد الحداثة ولاية علي يباركوا لعودة الولاية ، قلت وأنا أيش دخل أمي إذا هو الشعب هكذا يريد واليساريين يؤكدوا أن الولاية نُبوؤة ستتحقق على الأرض ؟! خلاص يا أبن أمي أنا، كبرها وحتكبر وصغرها وحتصغر، لا تكون يا "هشام أنا" من الذي لا يعجبهم العجب ولا الولاية بعصر النووي وصواريخ الفضاء، ومفيش لأُمك علاقة بالديمقراطية والمساواة والحرية والآدمية، منتش وكيل هذه القيم، كيف أنت قلت حرية؟ .. أهو الولاية الإلهية لسلالة علي قمة الحرية، وممكن تسأل شُلة ما بعد الحداثة!. بعدين قعدت على مكاني وبقيت أشم أصابع رجلي وأتخيل اليمن بعد مؤتمر الحوار الوطني، وقد هي على نظام الولاية الإلهية الإسلامية ! تخيلت يا جماعة الشعب وهو ماشي وراء ( الولي الألهي ) وهو راكب على حصانه، وصديقتي الحداثية جداً بكاميراتها تصور الولي والناس ورآه، وتصرخ للولي، أنا هنأتك بعيد الغدير، بعدين يلتفت إليها الولي ويشوفها بدون حجاب بلباسها المعتاد، ويندع لها كم لعنة من حق زمان اللي نشوفها في فلم الرسالة والزير سالم (اللعنتو اللعنتو عليكِ أيتها الحداثية التي لا تؤمن بالنقاب، لماذا أنتِ هنا بين الرِجال، أُهربِ عن وجهي، لماذا جئت بها يا عبدالكريم الخيواني إلى هنا) ثم يأمر "الولي الخليفة" معاونيه بإيداعها السجن، مع أنها هنئت السيد بالولاية وعيد الغدير! .. يواصل "الولي خليفة ألمؤمنين السير نحو الكعبة راكباً حصانه، والسيارات جميعهن في جانبي الطريق ينتظرن حصان أمير المؤمنين يمشي، والطائرات الأمريكية تٌظلله، وجحافلنا موصلة لأستوكهولوم هذه المرة مش إلى الأندلس بس، وكان في قوس قُزح والكل فرحانين ويصلوا الكعبة، ويطوفوا مبسوطين، يشربوا زمزم، ورؤؤسهم مرفوعة، يشكروا ربهم ممنونين، وأنا الفضولي، شعرت أني كٌنت عايش في خيال كل حياتي التي مرت، من القرية إلى الجامعة، ثم ساحة التغيير، بعدها انتابني حماس شديد والولي خليفة المؤمنين على حصانه يطوف بالكعبة وقمت خلست البنطلون الجينز وكبيته ع الزبالة وأخذت الستائر من ع الكعبة وخيط منها ثلاث جلابيات واحدة منها خليتها عرايسية على أساس أكون حاضر الإحتفال اللي حيقيمه فرع سلالة آل البيت في اليمن ومعهم شُلة ما بعد الحداثة. سرحت تحممت، واستعملت السواك الطبيعي بدل المعجون الدنمركي، على أساس أكون ماشي مع موضة ( الولاية ) والمبايعين العاديين والحداثيين للولي كرم الله وجهه ، وطلبت بدل السندوتش ثلاث حبات تمر، وقعدت بالوكندة أتفرج مسلسل يوسف عليه السلام على قناة الكوثر.. الشغلة فيها مستقبل بلد مش لعبة ولا يمكن أتأخر عن اللحاق بركب( الولاية)، معقول أكون جاهل بمستقبل اليمن والأمة ؟ خلصت من سكرتي بعدين، وأحيت ع الفكرة صنفها، كيف يشتوا الولاية الإسلامية الإلهية، ايش هذه الولاية الإلهية ؟ يعني ولي خليفة وبيعة وفتوحات إسلامية ومش عارف ايش ؟ ليش الثورة وإسقاط النظام وهتافات الكرامة والدولة الحديثة، دولة المساواة والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وعدم إحتكار الحُكم ، ومطالبة بالحرية والبطيخ ؟ ما هو علي عبدالله صالح كان خليفة لفترة 33 سنة وكان بده أحمد ولي من بعده وحيبايعوه البركاني والصوفي وصلى ربنا وبارك ع الخليفة الإسلامي حمودي ؟ كيف بدك ثورة وحرية وعدالة ومساواة وبعدين بدك ولاية إلهية؟ ما هي الولاية أصلا، هي أبعد ما يكون من المساواة والديمقراطية ومبادئ الدولة الحديثة المنشودة ؟! المجتمعات البشرية في حالة تطور مستمر، وتنتقل من مرحلة قديمة إلى مرحلة جديدة من مرحلة الخلفاء والأمراء، الى مرحلة الديمقراطية وسيادة الشعوب ..! بالله عليك أتخليل حالك يا محمد مقالح وأنت حائي بسيارتك الأخر موديل ورابطها بحصان أو بحمار يجرها لك، من نظرية إنشتاين إلى معارك معاوية وعلي تصل تفرع بينهم ؟ نحن نمشي عكس التطور، يعني لو عندك مشكلة في التنقل بالسيارة، حاول تخترع حاجة جديدة، مش ترجع ألف وثلاث مائة عام ريوس، وتتجهال نمط التطورات البشرية! هيا أتركونا نحلم بيمن جديد، يمن المساواة والحرية والعدالة والحب والتسامح والحداثة، يمن يكون فيه الجميع مثل بعض، لي منعكم مش مستعدين نشاركم في إعادة الولاية والسيارة مربوطة ع الحمار يجرها، بس أتركونا نتشارك جميعاً في بناء دولة القانون، ما نشتيش ولاية مدري خلافة ولا أمير مؤمنين ولا ذو القفار ولا خالد ولا معاوية، بدنا جميعاً انتخابات حرة ونزيه في إطار تنافس ديمقراطي حديث..!