رغم ايماني بأن الله المنتقم، وبأنه لو لجأ أي مواطن لأخذ حقه بيده لتحول الوطن إلى خرابة؛ لكنني لست جاهزا للغفران كيف اغفر لمن أخذوا مني خيرة شباب الوطن . كيف أغفر عن جرائم هي بحسب المبادرة الخليجية لم تحدث، و يسقط عن مرتكبيها حق الملاحقة مهما كانت فضاعتها. كل وجعي من هنا لأن أمن الوطن لا يتحقق الا على حساب العدل، حتى ولو عم السلام المدني فان السلام الذاتي قد انعدم، فالضحايا ليست لهم صفة الضحية ما دام المجرم لا يحمل صفة مجرم. كل ما حدث على مدى عشرات السنين لم يحدث.. ليس عليك أن تسأل لماذا وكيف وعلى يد من قتل الشباب!؟، وعلى أهالي المعتقلين أن يكفوا عن ازعاج الناس بالتظاهر و ليغفروا لوطن فقد هو أيضا صوابه. أكثر من جنون الإجرام يطالبك الوطن بجنون الغفران. بعد واجب التذكر أصبح المطلوب منا أن ننسى، لأن القتلة هذه المرة عادوا من نوبات جنونهم في مؤتمر الحوار اتقى وأكثر وطنية منا. ولأن الذين ساهموا بنضالهم معنا في إسقاط نظام عائلي فاسد هم الان يتنافسون على اثبات ولائهم للنظام. بعد ان أيقظت في نفسي كثيرا من المواجع لم أثبت على رأي بعد هل الأهم انقاذ الوطن أم تطبيق العدالة وهل علي أن افكر كمواطن أم كإنسان.