لم يكن اللواء عبد الفتاح السيسي وجها مألوفا لدى الكثير من المصريين، لكن تعيينه وزيرا للدفاع من طرف الرئيس محمد مرسي سيسلط عليه الأضواء، بالنظر لأهمية المنصب الذي أوكل إليه وكذلك لأن توقيت اختياره يتزامن مع تحديات يشهدها الجيش في شبه جزيرة سيناء. عين اللواء عبد الفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي، في الثاني عشر من أغسطس/آب بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول، وهو المنصب الذي خلف فيه المشير محمد حسين طنطاوي الذي أحيل إلى التقاعد ليصبح مستشارا لرئيس الجمهورية بعد منحه قلادة النيل. وجاء تعيين وزير الدفاع الجديد في إطار سلسلة من التعيينات شملت مسؤولين عسكريين، قال عنها المتحدث باسم الرئاسة المصرية "إنها قرار سيادي اتخذه الرئيس لضخ دماء جديدة في المؤسسة العسكرية من أجل بناء دولة جديدة معاصرة". ولد اللواء عبد الفتاح السيسي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، تخرج في الكلية الحربية عام 1969 ليتدرج فى المناصب، حيث بدأ قائدا لسلاح المظلات بالجيش، ثم رئيسا لأركان إدارة المخابرات الحربية، ثم نائبا لمدير المخابرات الحربية، فمديرا للمخابرات الحربية. عمل السيسي في المؤسسة العسكرية تحت قيادة الرئيس السابق حسني مبارك، وكان ضمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة في مصر بعد تنحي مبارك، لكنه لم يكن يحب الأضواء والظهور الإعلامي، مثلما يقول عارفوه. غير أن هذا الرجل خرج عن صمته خلال ثورة 25 يناير 2011 وجلب إليه وسائل الإعلام عندما هاجم التعامل العنيف الذي استخدمه الأمن المصري ضد المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيل نظام حسني مبارك، وهو الذي دعا وقتها إلى ضرورة تغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة أو التعذيب. ولقيت تلك التصريحات ترحيبا من الشارع المصري الذي طالما رفع هذه المطالب أمام المسؤولين. واتهم السيسي بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وقال أحد الإعلاميين المصريين في وقت سابق إن وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي يخضع لضغوط المخابرات الحربية، ومديره اللواء عبد الفتاح السيسي الذي قال إنه ينتمي للإخوان. لكن مسؤولين أميركيين قللوا من أهمية هذا الأمر، وأكدوا -وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"- أن السيسي معروف جيدا للجيش الأميركي، حيث قضى عاما من التدريب الاحترافي في الولاياتالمتحدة، وكان يعد مديرا كفؤا للمخابرات الحربية. كما أن اللواء عبد الفتاح السيسي كان أول من اعترف بأن أفراد القوات المسلحة تجري ما يسمى بكشف العذرية القسري على المحتجزات لدى الشرطة العسكرية، وهي القضية التي فجرت جدلا بمصر. وعاد عبد الفتاح السيسي للظهور مرة أخرى بعد الهجوم الذي شنه مسلحون على مركز لقوات حرس الحدود المصرية في شمالي سيناء وأسفر عن مقتل 16 جنديا وضابطا، حيث حضر لقاء لرؤساء الأحزاب السياسية لمناقشة الهجوم، وقام بتفسير الوضع الأمني في شبه الجزيرة. ويأتي تعيينه في هذا المنصب بينما يواصل الجيش المصري حملته العسكرية ضد من يسميهم المتشددين في شبه جزيرة سيناء بعد الهجوم الذي أدى لإحالة رئيس المخابرات العامة اللواء مراد موافي ومحافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك، إلى التقاعد.