أين تذهب مليونا دولار يومياً من مخصصات الكهرباء بعدن؟ مصادر سياسية حذرت من تفاقم الانهيار الخدمي والمعيشي تفاقمت أزمة الكهرباء في مدينة عدن، بصورة غير مسبوقة، وبلغت ساعات الإطفاء 22 ساعة في اليوم، بالتوازي مع تراجع سعر العُملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار.
وبالمثل، تعيش محافظات الجنوب الأخرى ذات الأزمات المعيشية والخدمية من انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار وتأخر صرف المرتبات وتردي خدمتي الكهرباء والمياه وانقطاعهما عن الأهالي معظم ساعات اليوم.
وازدادت الأزمة حدة بسبب نفاد الوقود جراء عدم قيام الحكومة بسداد مديونيتها للجهات التي تزود منظومة الكهرباء بالوقود سواء في حضرموت أو مأرب.
وساهم إلغاء الحكومة عقود شراء الطاقة من القطاع الخاص -الذي كان يكلف الحكومة مليوني دولار يومياً- في تراجع القدرة التوليدية إلى مستويات متدنية جداً، حيث تعود الخدمة ساعتين فقط في اليوم الواحد.
وكنتيجة لغياب المعالجات الحقيقية من قبل الحكومة للأزمات المعيشية والخدمية المتفاقمة واقتصارها على إطلاق الوعود الواهية التي لم يتحقق منها شيء، تشهد محافظاتعدن ولحج وأبين منذ يومين خروج مظاهرات احتجاجية إلى الشوارع، حيث قام المحتجون بقطع بعض الشوارع وأحرقوا الإطارات المستعملة.
وردد المحتجون الهتافات المنددة بالأداء الحكومي وتردي الخدمات، وطالبوا بحل عاجل لأزمة الكهرباء، بينما تولت قوات الأمن تفريق الاحتجاجات.
وحذَّرت مصادر سياسية من تنامي هذه الاحتجاجات وخروجها عن السيطرة، وحدث في مرات سابقة، حين اقتحم المحتجون قصر معاشيق؛ حيث يقيم مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة.
وسط هذه التطورات واتساع الأزمة الإنسانية في البلاد التي طالت أكثر من 17 مليون شخص، بينهم 5 ملايين طفل، سجَّل الريال اليمني أدنى سعر له في تاريخ البلاد أمام الدولار حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 2500 ريال.