تعود الأزمة الحالية في اليمن بين الحوثيين والحكومة إلى أكثر من عشر سنوات, وتشير بعض المصادر إلى أن حركة الحوثيين كانت في البداية مجرد دعوات فقط، قبل أن تتحول إلى حركة مطلبية ثم احتجاجية, جمعت بين الجانبين الاجتماعي والسياسي. جماعة الحوثيون تسمى أيضا جماعة الحوثي أو الشباب المؤمن ومؤخرا أنصار الله، جماعة دينية شيعية ظهرت في ثمانيات القرن الماضي تقوم على ولاية الإمام وتتبع الطريقة الزيدية. ويتمركز المنتسبون إلى هذا المذهب في صعدة شمال اليمن. في العام 1992 تأسس منتدى الشباب المؤمن كإتحاد للأنشطة التربوية لشباب الطائفة الزيدية ليتحول في العام 1997 إلى حركة سياسية بزعامة حسين بدر الدين الحوثي. ويرجع البعض توتر العلاقة بين الحركة والحكومة إلى إقدام الدولة في العام 2002 بمنع ترديد شعار للحركة في المساجد معاد لإسرائيل وأمريكا واليهود. المواجهة الأولى مع القوات اليمنية تعود للعام 2004 وقد انتهت بمقتل زعيم التمرد حسين بدر الدين الحوثي أما المواجهة الثانية فقد انطلقت في العام 2005 بقيادة بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي. وفي نهاية العام 2005 اندلعت المواجهات مجددا بين الجماعة والحكومة، ثم توالت الحروب خلال السنوات الماضية ،ودخل الحوثيون أيضا كمؤيدين للثورة اليمنية عام 2011. وترى الجماعة أن الوضع الذي تعيشه يتسم بخنق الحريات وتهديد العقيدة الدينية وتهميش مثقفي الطائفة الزيدية، وهي تطالب بموافقة رسمية على صدور حزب سياسي مدني، وإنشاء جامعة متعددة في شتى المجالات المعرفية، وهناك أيضا مطالب دينية تتمثل في اعتماد المذهب الزيدي مذهبا رسميا بالبلاد إلى جانب المذهب الشافعي. وتتهم صنعاء الحوثيين بتلقي الدعم من إيران ومشاركة "حزب الله" اللبناني في مشروع إقامة "الهلال الشيعي" في المنطقة، الأمر الذي ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون بقاءهم على المذهب الزيدي رغم اتفاقهم مع الاثني عشرية في بعض الأمور. وفي ظل هذه الإتهامات هناك طرح آخر يشير أن الحوثيين يحصلون على السلاح بسهولة في اليمن في إطار انقسامات داخل المؤسسة العسكرية اليمنية ويتم استخدامهم من قبل أطراف سياسية مختلفة. Tweet