قال مدير أمن محافظة تعز العميد مطهر الشعيبي إنه لا يخشى جماعة الحوثي وأن أي مطلوب أمني سيتم القبض عليه أيا كان انتمائه السياسي. وأكد الشعيبي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الأحد، أن الوضع الأمني مستتب، وحث الأجهزة الأمنية على زيادة ضبط الأمن. ودعا الشعيبي أبناء تعز إلى مساعدة الأمن على تحقيق الاستقرار في المحافظة, لافتا إلى أن هناك مخطط لإسقاطه إعلاميا دون أن يحدد الجهة التي تقف وراء ذلك، وتعهد في حال عدم قيامه بمهامه بتقديم استقالته. وكان الشعيبي اتهم في وقت سابق، جماعة الحوثي؛ بزعزعة الأمن بالمحافظة والتستر على بعض المتهمين الرئيسين بالاغتيالات الأمنية الأخيرة, محذرا إياهم من مغبة التفكير بنشر مليشياتهم المسلحة بالمدينة. وأشار إلى أن المتهمين الرئيسيين في جرائم الاغتيالات التي شهدتها تعز هذا العام، هم 4، وأسماؤهم: أحمد الآنسي، والثاني يطلق عليه المشمشة، والثالث حارث العزي، والرابع طلال العقاب. مضيفاً: «هؤلاء هم الذين يعبثون بأمن واستقرار تعز، وقد تم ضبط المخططين معهم والمراقبين، وهم موجودين الآن في الأمن السياسي، وستتم إحالتهم للنيابة». وذكر مدير الأمن أن «هؤلاء ال4 في محافظة تعز، لكن للأسف يتم تهريبهم من منطقة إلى أخرى، و تتستر عليهم شخصيات اجتماعية في المحافظة»، منوهاً بأن أجهزة الأمن السياسي والقومي والاستخبارات تترصدهم. وأوضح العميد الشعبي أن مهمة ترصد المتهمين ال4 ليست مهمته، وأنها مهمة الأمن السياسي والأمن القومي وقال: «ترصدهم ليس مسؤوليتي حتى يتم تحديد أماكن تواجدهم، و سنقوم بدورنا، وهؤلاء ال4 منهم من هو في تعز، والآخرون يعملون الجريمة ويهربون إلى خارج المحافظة». وقال العميد مطهر الشعيبي، إنه ضبط الكثير من المتهمين في جرائم الاغتيالات، مشيراً إلى أنهم يخضعوا الآن للتحقيق في الأمن السياسي، وعند استكمال ملفاتهم ستتم إحالتهم إلى النيابة. ولفت إلى إن أجهزة الأمن ضبطت 15 متهماً بالتخطيط والتورط في جرائم الاغتيالات بتعز، مع تلفوناتهم المحمولة وأجهزة اللابتوب التي كانت معهم، موضحاً أن قائمة المتهمين بجرائم الاغتيالات في تعز تضم عناصر من «أنصار الله» و «حارث العزي» واحد منهم. من يتستر على المجرمين؟ وفي سياق رده على سؤال حول من يتستر على المتهمين، قال الشعيبي: «تتستر عليهم أسرهم، وكل سكان حي حوض الأشراف في مدينة تعز، وكل سكان حي الجمهوري، وبعض الشخصيات الاعتبارية تتستر عليهم». ورفض مدير الأمن ذكر أسماء تلك الشخصيات الاعتبارية وقال: «لا داعي لذكر الأسماء وهم مرصدون لدينا، وأنا أطلب من الأجهزة الاستخباراتية رصد أماكن تواجد المتهمين ال4 بدقة، وإبلاغنا فوراً، ونحن سنقوم بضبطهم مثلما ضبطنا المتهم بقتل الضحية الغرباني وزميله الذين تم اغتيالهما الأسبوع الفائت، والذي كان يزود الجناة بتحركات الضحايا، وهو الآن رهن التحقيق». واشتكى الشعيبي من تدخل نافذين في العمل الأمني، وتسترهم على جناة، مؤكداً أن هؤلاء النافذين محسوبون على كل الجهات والمكونات، منهم في المشترك، ومنهم في المؤتمر، ومنهم من «أنصار الله» ومنهم من هو غير محسوب على أي تيار سياسي أو مكون، ولكنه شخصية نافذة التجأ إليه قاتل أو مجرم وقام بحمايته، حد تعبيره. وهدد مدير الأمن باللجوء إلى نشر أسماء تلك الشخصيات الاجتماعية في وسائل الإعلام، على اعتبار أنهم مشاركون في جرائم القتل والنهب لتسترهم. واستنكر الشعيبي حديث «أنصار الله» عن المجني عليه الغرباني، وتجاهل رفيقه الذي قتل معه، حيث قال: «أنصار الله مع الأسف يتحدثون عن الغرباني، ويتجاهلون رفيقه. لماذا؟ هل لأن الغرباني سيد؟ اثنان من المتهمين في جرائم الاغتيالات، وهما الآنسي والحارث العزي سادة». وذكر أن قضية اغتيال القيادي الإصلاحي صادق منصور، لا يزال التحقيق فيها مستمراً، مؤكداً أنها أول جريمة اغتيال سياسي في تعز، مضيفاً: «نحن لم نقفل ملفها، ولكن هل تم إعلان نتائج التحقيقات في جرائم الاغتيالات السياسية التي حدثت في صنعاء هذا العام؟». وأكد الشعيبي أن ال4 الذين ذكر أسماؤهم «الانسي، المشمشة، العزي، والعقاب»، متورطون في اغتيال الامين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح بتعز صادق الحيدري، مؤكداً تورطهم أيضا في اغتيال الضابط فكري البروي، مشيراً إلى أن أحمد الانسي هو من أخذ مسدس فكري البروي، وذهب لبيعه في أحد الأسواق، عند تعقبه من قبل أجهزة الأمن تمكن من الفرار، وهو على رأس قائمة المطلوبين للعدالة. تعز ليس ملكا لأحد وأردف مدير أمن محافظة تعز، إن «تشكيل لجان مسلحة لتؤدي وظيفة أجهزة الأمن والجيش، أو إلى جانبها، أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلاً». وتعليقاً على تصريح مندوب الحوثي في تعز صادق أبو شوارب، الذي قال إن اللجان الشعبية ستنتشر في المحافظة، وإن تعز ليست ملكية خاصة لمدير الأمن، أكد الشعيبي أن تعز ليست ملكية له ولا لصادق أبو شوارب، مضيفاً: «أنا أؤدي وظيفتي مع الدولة والنظام والقانون، وتعز هي ملك أبنائها الطيبين بكل أعراقهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وطوائفهم. وإذا كان الحوثيون يريدون الحفاظ على الأمن والإستقرار في تعز، فيجب أن يكونوا ملتزمين بضوابط وأجهزتها ومؤسساتها ويبلغوا أجهزة الأمن بما لديهم من معلومات عن المتورطين في زعزعة استقرار تعز، لنقوم بدورنا في التحري والرصد والضبط، وإذا قصرنا في هذا الأمر، سنحاسب وفق النظام والقانون». خلايا القاعدة وكشف عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة في بعض الأحياء بتعز ويتجولون داخل المدينة، مضيفاً: «عندما نرصدهم في حوض الأشراف وتتحرك حملة أمنية لضبطهم، يلوذون بالفرار بتواطؤ وتسهيلات من سكان الحي، رغم معرفة البعض منه أن هذه العناصر تحمل أحزمة وعبوات ناسفة، ونحن مقصرون في ضبط الأشخاص ال4 المتهمين في جرائم الاغتيالات، بسبب الصعوبات التي نواجهها، وعلى كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أن تنسق جهودها لضبط هؤلاء الأشخاص». وبيّن الشعيبي أن الأمن في تعز مستتب إلى حد كبير، مؤكداً أن العبث بأمن واستقرار تعز سيواجه بحزم. ودعا مدير أمن تعز الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى العمل بكل إخلاص وأمانة، كما دعا القوى السياسة و «أنصار الله» إلى الإسهام في الحفاظ على التعايش والأمن في تعز.