بعد رسالتي التي وجهتها قبل أيام عبر هذا الموقع الى العشرة البررة اعضاء مجلس النواب لمحافظة البيضاء في مطالب تمثل حاجة كل ابناء المحافظة ,رجوناهم فيها السعي الحثيث لترميم قلعة البيضاء وايجاد حل لمشكلة المغتربين وسرعة انشاء جامعة بالمحافظة محاولةً منا للفت انظارهم الى بعض متطلبات المحافظة الهامة,كخطوة تصب في مصلحة المحافظة اولا,وتضاف الى رصيدهم الأنتخابي وبصمة خير تذكرها لهم الأيام ,لكن لعلها شغلتهم الأحداث التي يمر بها العالم من ازمه ماليه الى ازمةه سياية الى ازمه نووية وعلى أي حال لايزال الأمل معقود على العشرة ولازلنا في انتظار الرد. ذكرتني هذه الرسالة ورسائل اخرى برسائل بشر بن ابي كبار البلوي وصاحب الأسلوب الساخر واللاذع والمميز في اختيار العبارات واختلاس الألفاظ القرآنية لرسائله والتي تفرض على المرسله اليه الاستسلام لكل ماجاء فيها من معاني. بشر بن أبي كبار البلوي من اهل اليمن من ابناء صنعاء اشتهرت بلاغته في القرن الثاني الهجري له عشر رسائل محفوظة في خزانة ميلانو في ايطاليا ,احدى هذه الرسائل ارسلها الى علي بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس وكان واليا للمهدي على اليمن سنة 162 هجرية. (..... أما بعد ..فانه لما اختلط عليََّ من عقلي واشتبه من رأيي وشككت فيه من امري, فلست أشك في ان الله تبارك وتعالى إذا اراد ان يقدر عليّ رزقي وان يبتليني بالشده على عيالي أطلعك على ذات طمعي ودلك على وجه طلبي , وجعلك جليساً لأهل حاجتي , ثم ابتلاني بطلبها إليك,فاذا ذكرتها أسفرت وأبشرت ,ووعدت من نفسك وعداً حسناّ,ففرقت نفقتي لأسفارك ووسعت على عيالي لإبشارك,وتسلفت من إخواني لوعدك,فأذا اتيتك منتجزاً عبست وبسرت ثم ادبرت واستكبرت ,وقد تصرمت النفقة وانقطع الرجاء وايست من الطمع "كما يئس الكفار من اصحاب القبور" واعظم ذلك عندي كرباً وأشده جهداً ان غيرك يعرض علي الحاجة التي طلبتها اليك فأكره ان تكون الا بسببك وان تجري الا على يديك ولعمري ماكان ذلك الا لسابق العلم في شقوتي بك, فأسأل الله عز وجل الذي جعل جاهك من بليتي وحسن منزلتك من مصابي وطول حياتك فتنةً لعيالي ان ينقلك الى جنته قبل ان يرتد اليك طرفك ...والسلام)