كل ماتحتاجه لتكون ناهب للاراضي هو مجموعة من المرافقين "بنادق للايجار" .. او ان تكون قائد او ضابط عسكري .. او شيخ قبيله .. او موظف حكومي نافذ .. او تاجر ذو مال وحضوه, عندها كل ما يتوجب عليك فقط هو التوجه للبيضاء للنهب والسطو على اراضي الدولة والأوقاف بل وصل الأمر إلى ممتلكات المواطنين فالبيضاء ناسها بسطاء ومسالمون جداً ولن يستطيع احد ثنيك او الوقوف بوجهك. ملف شائك ومستنقع آسن وقد اصبح ملف الاراضي بالبيضاء حديث الناس في الشوارع والمقايل والمقاهي ووسائل النقل وغيرها.. صار الجميع يتندرون وهم يشاهدوا مرتفعات مدينة البيضاء تتبخر امامهم وكل يوم يضاف نافذ او مسؤل او شيخ جديد ليدخل قائمة ناهبي اراضي البيضاء بغض النظر عن الصكوك والاوراق والاوامر التي يحملها وبغض النظر عن حق "ابن هادي" الذي بذله لتسهيل البسط الا انه يظل ناهب مع سبق الاصرار والترصد ولا بد ان يأتي اليوم الذي يقف فيه في صندوق الاتهام ليشرح كيف تم السطو . ياسادة توجد آليات فعالة تمكن من سهولة الحصول على الأرض وفق الأحقية للسكن والأولوية لعمليات الاستثمار الفاعلة والمفيدة للمجتمع بما يؤدي إلى تحقيق التوازن والعدالة الاجتماعية وتأمين طموح الحصول على المساكن المناسبة وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع. ومايحز في النفس هو ان نشاهد الشرفاء من مسؤلينا ومشائخنا وعقالنا ونوابنا ومثقفونا وتجارنا في البيضاء يقفوا بموقف (لا اسمع لا ارى لا اتكلم) حجتهم في ذلك انهم بأنفسهم نائون عن موقع الزلل .. لكنهم متناسين ان دورهم لايقتصر على ذلك فقط ولكن يجب ان يتصدوا لهذه الحملة المستشرية وعلينا ان نصعد ونرفع اصواتنا لايقاف هذا العبث ومحاسبة كل المتسببين عنه والسكوت عن ذلك يزيد الحملة استقواء واستشراء ولن تقف الا بالوقوف والتصدي لعصابات النهب المنظم . اجدها فرصة لمخاطبة لكل الغيورين وكذا منظمات المجتمع المدني وكذا لاحزاب سواء الحاكم او تلك المعارضة فلا يجب ان نقول لا في كل الاحوال من قبل المعارضة وبالمثل لانقول نعم في كل الاحوال من قبل الحاكم وهنالك قواسم مشتركة نجتمع حولها حاكم ومعارضة ولعل من ابرزها هو ملف الاراضي المنهوبه . عشرون عام مظت ولازال مكتب هيئة اراضي وعقارات الدولة بالبيضاء يدار بنفس العقلية والتوجه وقد اصبح جزء من المشكلة لا جزء من الحل وعلى قيادة المحافظة تحمل مسؤلياتها لوضع المعالجات لوقف هذا العبث والنهب فمدينة البيضاء ليست مغنم وان بدت مغلوبة على امرها فسيأتي اليوم الذي تستعيد فيه اراضيها المسلوبة وللحديث بقية.