نجا فريق اتحاد إب من الهزيمة أمام ضيفه فريق شباب البيضاء حينما أدرك التعادل معه في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، بعد أن كان متأخراً بهدف مقابل هدفين للشباب؛ وذلك في المباراة التي جمعت الفريقين عصر أمس الجمعة على استاد إب الدولي في إطار لقاءات الأسبوع الثالث عشر من منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم . الشوط الأول تقدَّم الشباب مبكراً وبالتحديد في الدقيقة الثانية عن طريق المحترف الأفريقي دوجلاس أرجو الذي استغل حالة توهان وتواكل في الخط الدفاعي الاتحادي، واستطاع بسرعته أن يمر من أمام قلبيِّ الدفاع ويسكن الكرة في مرمى الحارس أنور العوج الذي لم يجد حلاً لإيقافها ومنعها من زيارة الشباك الحمراء.. ليندفع الاتحاديون ناحية الهجوم بغية إدراك التعادل في أسرع وقتٍ ممكنٍ، وعملوا على الاستحواذ على اللعب في الوسط، وقد تمكنوا فعلاً من من الإمساك بزمام الأمور، وشكَّلوا خطورةً حقيقيةً على مرمى الحارس الشبابي أحمد رامي، بدءاً بكرة تناقلها عدة لاعبين اتحاديين لتنتهي إلى القائد المخضرم فضل العرومي الذي سددها بيسراه قوبةً لكنها حادت عن المرمى.. ولم ييأس أصحاب الأرض؛ وإنما ضاعفوا من جهودهم واستجمعوا قواهم ونوَّعوا محاولاتهم من الطرفين الأيمن والأيسر والعمق.. وبالمقابل ركز الشبابيون على الهجمات المرتدة السريعة، مستغلين وجود مدافع واحد في العمق الدفاعي المتمثل بالنيجيري كاميلي الذي افتقد في هذه المباراة لمساندة زميله المدافع الآخر محيي الدين الميتمي الذي غاب عن المباراة بسبب نيله ثلاثة كروت في المباريات السابقة، وكاد الضيوف أن يعززوا النتيجة سريعاً في الدقيقة ال 8 إذ سنحت للمحترف برناباس فرصة في مواجهة المرمى الاتحادي لكنه تسرع في تسديدها بلاتركيز من فوق العارضة.. ولأن الاتحاد بسط نفوذه على اللعب؛ فقد نجح في إدراك التعادل في الدقيقة ال 13 عن طريق مهاجمه المحترف الغاني نورتي دانيال بكرة رأسية سكنت المرمى الشبابي مستغلاً الكرة المرفوعة من فضل العرومي الملعوبة من ركلة ركنية.. وتواصلت الهجمات الاتحادية بعد ذلك حرصاً على إنهاء الشوط الاول بالتقدم، ولعدم إتاحة المجال للشبابيين كي يفعلوا شيئاً آخر.. وكان بإمكانهم الخروج متقدمين بأقل مجهود، غير أن التسرع والحماس الزائدين حالا دون الإفادة من الهجمات السانحة للتسجيل، ومنها كرة تجاوزت الحارس رامي ووصلت إلى الجراني ماجد فلعبها بتسرع زائد لتذهب بعيداً عن الخشبات الثلاث وسط تحسر اتحادي كبير في الملعب ودكة الاحتياط وحتى في المدرجات.. وبسبب الضغط الاتحادي المستمر فقد اضطر الشبابيون لتكثيف تواجدهم في منطقة الجزاء لتأمين مرماهم والحفاظ على التعادل كطموح أدنى في الحصة الأولى، لكن هذه الكثافة العددية لم توقف الهجمات الاتحادية الجادة والتي كانت كفيلةً في كمية غير عادية من الاهداف، وتألق أحمد رامي في إنقاذ مرماه الشبابي من هدف محقق حين تصدى ببسالة لكرة سددها فضل العرومي وهو في مواجهة تامة به، ليسارع زملاؤه المدافعون في تشتيتها .. وبذل النجم الأنيق عدنان عضلات مجهوداً كبيراً وغير عاديٍ في انطلاقة من الجهة اليسرى متخطياً بها أكثر من لاعب شبابي قبل أن يعكسها من على قرب تنفيذ الركلة الركنية تمر من فوق رؤوس المدافعين والمهاجمين إلى جوار القائم البعيد حيث كان ينتظرها هناك النشيط إبراهيم باسلامة، بيد أنه لم يستفد منها بعد أن مرت من أمامه دون فائدة . الشوط الثاني: دخل الاتحاديون الشوط الثاني عازمين على الظفر بالنتيجة واغتنام النقاط الثمينة حرصاً منهم على إنهاء الدور الأول "الذهاب" وهم في وضعية آمنة بعيدة عن الحسابات المعقدة، وبالفعل فقد كانت لهم الكلمة الكبيرة على أرض الميدان، وكانت أولى محاولاتهم الجادة كرة لعبها المتألق عدنان عضلات من ركلة حرة مباشرة اصطدمت بالحائط الدفاعي وتحولت إلى ركلة ركنية نفذها العرومي فضل وارتقى لها المدافع النيجيري المندفع كاميلي وسدَّدها برأسه لتمرَّ قويةً باتجاه مرمى الشباب، فتدخلت العارضة لمنعها من الدخول ويسارع قائد الشباب أحمد أمواس في تحويها إلى ركنيةٍ أخرى.. وظلَّ الشبابيون مكتفين بالكرات المرتدة التي كانت قد شكلت خطورةً وإزعاجاً كبيرين للاتحاديين، ومنها هجمة قادها برناباس إلى الظهير السريع مصطفى حميد فحاول الأخير تسديدها فجأةً باتجاه مرمى العوج، لكن كرته اصطدمت بجسم أحد المدافعين وتحولت إلى ركنية.. ولم ينتبه الاتحاديون لخطورة الفراغات الخلفية الناتجة عن تواجد مدافع واحد في العمق، رغم تواجد رضوان الحميدي في الاحتياط، ليستفيد الشبابيون من ذلك وينجحوا في معاودة التقدم بهدفٍ ثانٍ حمل توقيع برناباس إثر تلقيه تمريرةً متقنةً من البديل ماجد الحداد لم يجد أدنى صعوبة في إسكانها المرمى في الدقيقة ال 25 . وحاول لاعبو الاتحاد تدارك مافاتهم وعملوا على تنظيم أكثر من هجمة بهدف إدراك التعادل على الأقل، ومن ثَمَّ البحث عن هدفٍ ثالثٍ، وسنحت لهم بعض الهجمات التي قوبلت باستماتة كبيرة من مدافعي الشباب وحارس مرماهم أحمد رامي الذي تألق كثيراً في مباراة أمس، وتمكَّن من التصدي لكرة رأسية من الغاني نورتي دانيل القوية رغم قربه منها.. وتواصلت الهجمات الاتحادية الجادة، واستمرت المحاولات الحمراء الخطرة، من كل الاتجاهات، في وقت ظلَّ فيه الشبابيون صامدين مستميتين، حتى أن العارضة لعبت معهم، فبالإضافة إلى تصديها لرأسية النيجيري كاميلي، فقد أوقفت خطورة التسديدة القوية التي أطلقها المصري عادل رجب أبو النور عقب دخوله بديلاً.. وفي الدقيقة ال 38 رفع الحكم الكرت الأحمر في وجه لاعب الشباب محمد سالم المرفدي بدعوى اعتدائه على لاعب الاتحاد ماجد الجراني دون وجود كرة، ليحتج الشبابيون ويعترض اللاعبون على الحكم المساعد الأول، ثم يستمر اللعب ومعه يستمر أيضاً الضغط الاتحادي القوي؛ إذ توغل البديل غمدان القبلاني منطقة جزاء الشباب وعكس كرة ناحية زميله عدنان عضلات وبدوره لعبها برأسه قويةً ناحية المرمى وواصل رامي تألقه الكبير وتصدى لها ببراعة فذة، ومع دخول الوقت بدل الضائع بدأت بعض الجماهير في مغادرة المدرجات ظانةً أن النتيجة في يد الشباب، لكن الدقيقة قبل الاخيرة "49" حملت معها هدف التعادل للاتحاد عن طريق ماجد الجراني بكرة ساقطة خادعت الحارس رامي الذي احتج على الحكم المساعد بعد تسجيله..، ليطلق الحكم صافرته معلناً انتهاء المباراة بتعادل الفريقين بهدفين لكلٍّ منهما، ليرتفع رصيد الاتحاد إلى 18 نقطة، ورصيد الشباب إلى 15 نقطة.. لقطات: - أدار المباراة الحكم الدولي عامر الحجاجي، وساعده على خطي التماس الحكمان حسين القشور وفايز سهيل، وكان محمود الكحصة حكماً راعباً، وراقبها من الاتحاد العام سمير الخلقي، ومن الفرع أمينه العام المساعد عبدالكريم فرحان، ولم يوجد مراقب فني. - إذاعة إب نقلت المباراة بصوت وتعليق الزميل العزيز عبدالرحيم العقاب ومساعدة الشاب المتألق جمال الحسام. - حكام إب واصلوا مقاطعتهم وامتنعوا عن تعيين حكم رابع؛ بسبب ما وصفوه بالتجاهل والظلم اللذين يتعرضون لهما من لجنة الحكام