أعلنت الحكومة الإيطالية أمس السبت عن حالة طوارئ إنسانية أمام تدفق آلاف المهاجرين التونسيين إلى سواحل البلاد، على حين وصل وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلد أمس إلى تونس في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع أعضاء الحكومة المؤقتة، ومكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية ومنظمات أهلية. وأفاد بيان مقتضب للحكومة الإيطالية بأن «مجلس الوزراء (...) أعلن حالة طوارئ إنسانية بعد تدفق عدد كبير من المواطنين من إفريقيا الشمالية إلى جنوب أراضي البلاد. هذا القرار سيسمح باتخاذ هيئة الدفاع المدني إجراءات فورية للسيطرة على هذه الظاهرة ومساعدة المواطنين المهاجرين من دول إفريقيا الشمالية». ووصل نحو 3000 مهاجر سري أغلبهم من التونسيين منذ الأربعاء إلى السواحل الإيطالية بحسب مصادر متطابقة، من بينهم أكثر من 250 شخصاً ليل الجمعة. وفتحت السلطات الإيطالية جسراً جوياً واستعانت بعبارات لتخفيف الضغط عن جزيرة لامبيدوسا الصغيرة التي اكتظت بالمهاجرين. وطلبت إيطاليا الجمعة المساعدة من الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق المهاجرين السريين، محذرة من خطر حصول «أزمة إنسانية»، وقال وزير الداخلية «الأزمة الخطرة في المغرب العربي وخصوصاً في تونس ومصر، تؤدي إلى فرار جماعي نحو إيطاليا». إلى ذلك، وصل رئيس الدبلوماسية الألمانية إلى تونس حيث سيجتمع مع رئيس وزراء الحكومة التونسية المؤقتة محمد الغنوشي، ليؤكد له دعم ألمانيا لعملية الانتقال الديمقراطي في تونس. وأشارت وزارة الخارجية الألمانية في وقت سابق إلى أن الهدف من زيارة غيدو فسترفيلد هو «إعطاء إشارة واضحة عن استعداد ألمانيا وأوروبا لمساعدة تونس في هذه الفترة من التحول السياسي». وتأتي هذه الزيارة قبل يومين من الزيارة المرتقبة التي تعتزم القيام بها كاثرين آشتون نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ومنسّقة السياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي، إلى تونس. كما تأتي هذه الزيارة أيضاً بعد زيارة مماثلة قام بها وزير الخارجية البريطاني ليام هيغ، أكد فيها للمسؤولين التونسيين استعداد بلاده لدعم ومساندة تونس لتخطي هذه المرحلة الانتقالية وتحقيق الحرية والديمقراطية.