قتل ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات الاثنين في مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين مدنيين من أنصار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مع المعتصمين من المعلمين والطلاب في محافظتي تعزوالحديدة، وسط مسيرات واحتجاجات شبابية وشعبية غاضبة شهدتها العاصمة صنعاء، ومحافظات الضالع، وشبوة، وذمار، والبيضاء، وإب ، تنديدا بالمجازر الدموية المستمرة منذ مساء الاحد في حق المعتصمين سلمياً في تعزوالحديدة، كما طالب المحتجون بإسقاط النظام الحاكم في اليمن، ورحيل الرئيس علي صالح. وأكدت مصادر طبية في تعز ل"العرب اليوم" أن ثلاثة من المعلمين المعتصمين قتلوا الاحد برصاص قوات الأمن، ليرتفع عدد القتلى في أساط المعلمين إلى خمسة أشخاص، بعد مقتل أثنين منهم يوم الأحد، وأوضحت المصادر أن نحو 50 آخرين أصيبوا أيضاً بالرصاص الحي، في حين أصيب ما يقرب من300 شخص بحالات اختناق، بسبب إطلاق الأمن القنابل المسيلة للدموع على المعتصمين المطالبين بمستحقاتهم التي قطعتها وزارة التربية والتعليم، وأشار شهود عيان إلى أن قوات الأمن حاولت تفريق المعتصمين، وشنت حملة مطاردات اعتقلت خلالها العشرات من المعتصمين، بينهم أطفال. وقالت مصادر محلية أن مسيرة حاشدة خرجت في مدينة تعز صباح اليوم وجابت عدد من الشوارع، تضامناً مع المعلمين المعتصمين أمام مكتب التربية، ونددوا باستمرار الجرائم ضد المعتصمين، كما رفعوا لافتات تطالب بمحاكمة القتلة وملاحقة الجناة، كما التحق المتظاهرون بساحة اعتصام المعلمين في شارع جمال وسط المدينة، مؤكدين رفضهم مغادرة اعتصام المعلمين حتى يتم تلبية مطالبهم وضبط من ارتكبوا الجرائم الدموية بحقهم. وفي محافظة الحديدة قالت مصادر محلية أن نحو 15 شخصاً أصيبوا بجراح بينهم امرأة، وأوضحت المصادر أن 2 من الجرحى في حالة خطرة، وقالت المصادر أن مسلحين مدنيين من أنصار الرئيس صالح ترافقهم قوات من الأمن هاجموا مسيرة احتجاجية في مدينة بيت الفقيه كانت تطالب برحيل النظام ومحاكمة رموزه، كما هتف المتظاهرون الشعب يريد الزحف نحو القصر الجمهوري تأييدا لشعارات التصعيد التي أطلقها الثوار، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وطلاب جامعة الحديدة، الذين يطالبون بإيقاف الدراسة في كليات الجامعة استجابة لدعوات العصيان المدني التي أطلقها شباب الثورة، وقالت مصادر طلابية أن قوات الأمن حاولت فض اعتصام الطلاب في الجامعة وفي كلية التربية بمدينة زبيد، وأوضحت المصادر أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي في الهوى، واستخدمت الهراوات لتفريق المعتصمين وإخراج رئيس الجامعة الذي منع الطلاب خروجه من مكتبه، ما أدى إلى إصابة ثلاثة طلاب في زبيد واعتقال آخرين، كما أصيب العديد من الطلاب ورجال الأمن في جامعة الحديدة، وقد استجاب رئيس الجامعة لضغوط الطلاب وأصدر الاثنين قراراً بتعليق الدراسة لمدة أسبوع، كما أعلنت نقابة هيئة التدريس في الجامعة الإضراب أيضاً عن الدراسة في الجامعة إلى وقت غير معلوم. * معلمون يتضاهرون تأييد للشرعية الدستورية والمبادرة الخليجية / وقد جابت في وقت لاحق مسيرة اليوم لمعلمين ومعلمات من مختلف محافظات الجمهورية عددا من شوارع العاصمة صنعاء تأييداً للشرعية الدستورية والمبادرة الخليجية كحل للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي يمر بها اليمن. وردد المشاركون في المسيرات هتافات مؤيدة للأمن والاستقرار ورافضة للفوضى والفتنة وتمسكهم بالشرعية الدستورية. داعيين إلى ضرورة تحكيم العقل والمنطق ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وقد سلم المشاركون خلال المسيرات رسائل موجهة من المكتب التنفيذي للنقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية، إلى سفراء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وروسيا وفرنسا وممثلي الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدةبصنعاء، أشادت بمواقفهم الداعمة لوحدة اليمن وأمنه واستقراره. وأعربت الرسائل عن أملهم في المساعي الحثيثة التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لتقريب وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي في اليمن بما يحفظ النهج الديمقراطي الذي توج بإجراء انتخابات رئاسية ومحلية عام 2006م بمشاركة كافة القوى السياسية وإقرارهم على نتائجها وأشاد بنزاهتها العالم أجمع. وأكدت رفضهم أي محاولة للانقلاب على الديمقراطية التي تعيشها اليمن وكذا أعمال الفوضى والتخريب وتمزيق وحدة الوطن وإقلاق أمنه واستقراره، وتأييدهم لكل الطرق السلمية والحوار في حل الأزمة التي يمر بها اليمن والانتقال السلمي والسلس للسلطة وبما يعبر عن إرادة وتطلعات أبناء الشعب اليمني. كما أكدت الرسائل رفض معلمي ومعلمات اليمن أي محاولات للالتفاف على الشرعية الدستورية من قبل بعض القوى السياسية الهادفة إلى جر الوطن إلى أتون الفتنة والفوضى والتمزق وكذا تمسكهم بالمبادرة الخليجية كاملة لحل الأزمة وفي إطار دستور الجمهورية اليمنية. شاهد فيديو يوضح محاصرة المعلمين لمكتب التربية في تعز