في قرأة الاحداث التي مرت بنا خلال السنة الماضية والتي من خلالها يمكن ان نتصور كيف سيكون شكل المستقبل للوطن الذي بات السؤال الاصعب فيه كيف سيكون هو الغد , نرى بأن الربيع العربي الذي ازهر في تونس ومصر انصدم بجليد الخصوصية اليمنية ولم تتحقق اي من الاهداف الذي خرج الشارع من اجلها ومات فيها شباب كانوا يرجون فقط رؤية مستقبل جديد في الوطن لأولادهم .
ماذا حدث بالفعل !؟ تتعزز القناعة يوماً بعد يوم بأن اليمن لم يحدث فيها اي تغيير يذكر , وها هي نسبة 99.8% لفوز الرئيس اليمني تتكرر ,الم تخرج وتنتفض شعوب المنطقة لكرهها لهذه النسب الم يكن الشعب اليمني يدرك مسبقاً فوز المرشح التوافقي وان النسب لا تعني له ومما يثير الإشمئزاز ايضاً رؤية توكل كرمان التي نالة جائزة نوبل للسلام لأجل انها خرجت في وجه نظام دكتاتوري وراح نتيجة شعارتها وتحريضيها العديد من الشباب ,نراها وبكل سرور تذهب لتشارك في الانتخابات ألم تكن تعلم تلك الناشطة التي زارت العالم خلال 30 يوما ان النضال السلمي لإجل حرية الانسان لاينتهي يوماً وان مشاركتها اوعدمها لن تفيد شيئاً الم يجدر بها ان تستحضر الشهداء الابرياء الذي على دمائهم نالت الجائزة الم يكن بقدرتها مراجعة بسيطة لأهداف الثورة المزعومه ام ان القرار لم يعد بيدها, اقولها بصدق عندما تكون الشعارات النضالية منبعها فقط ركوب موجة الشهرة والبحث عن المال وليس ايماناً بأن الانسان اسمى مافي الوجود تكون النهايات حذف هؤلاء من شرف التاريخ. بات اليمن الان تحت الوصايا الدولية والكل يدرك ان الدول العظمى دوماً لا تلتمس احتياجات ومشاعر الشعوب وانما تبحث عن مصالح اقتصادية بحثا , ومن خلال هذه المصالح تم تنصيب الرئيس التوافقي بشكل انتخابات ليراعي مصالحها دون ان يحدث تغيير جذري يضر بها واكيد تحت اشراف بريمر اليمن . ما يهم الجميع من هذا المشهد هو الجنوب كيف سيكون مصيره من خلال لعبة المصالح الدولية حيث ادركت الدول العظمى بأن القضية الجنوبية التي ظلت مخفية عن العالم منذ 2006 بدأت بالظهور و قد اكتسبت تعاطف دولي , فقام العديد من اصحاب الشركات و المصالح والعقود الطويلة الامد التي تستنزف الشعوب وحقوقه مثل شركة توتال الفرنسية بالتعريج والاستقصاء من بعض قيادة الجنوب السابقين و سؤالهم عن مصير الشركات الموقعه عقود لمدة 20 عام فكان الجواب ليس مطمأن بدرجة 100% حيث ان رجال الاعمال لا يعرفون الا لغة الارقام ولايؤمنون بأحقية الشعب بمراجعة حقوقها من ثرواتها ومن هنا جأت نقطة التحول وظهرت المبادرة الخليجية بأن يكون اي حل للجنوب ضمن الدولة الواحدة وان يكون هناك حوار وطني لحل مشاكله , والسؤال هنا من هو الممثل لشعب الجنوب في هذا الحوار ومن سوف يتخذ المسئولية التاريخية للتوقيع لحل قضية قد لايتناسب ولا يلامس الجونبيين وكيف ترى الدول العظمى الحل لهذه القضية!! ومن الغرائب ايضاً كيف ان قناة الجزيرة تعتمد سياسية الكيل بمكيالين ففي صنعاء ماكان يحدث ثورة وهي في الحقيقة تغيير وجوه مع الحفاظ على المضمون ومايحدث دوماً في الجنوب تصفه بأنه بلطجة وهو في الحقيقة ثورة ضد استعمار وللعلم ان الإدارة الأميركية نفذت مع أمير قطر ما يمكن أن نسميه مقاضاة بين الطرفين، تكون فيها قناة الجزيرة هي الوسيلة التي يمكن من خلالها تنفيذ أجندات أميركية وقطرية بأقل تكلفة، فمنذ عشر سنوات كانت قناة الجزيرة عدوا صريحا لأميركا لنهجها الذي يروج لمعاداة واشنطن، حتى أن إدارة بوش هددت بقصفها، أما الآن فالوضع اختلف تماماً فقد خفت نبرة الانتقادات تجاه إدارة أوباما في برامج القناة، بل وصل الحد إلى إشادة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بتغطية الشبكة "المتميزة" بحسب وصفها لأحداث الثورات العربية. وقالت هيلاري أثناء شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنه كان لقناة «الجزيرة» الريادة والسبق في تغيير طريقة تفكير الناس وتشكيل توجهاتهم!!. والسؤال هو ما يراد تشكيلة في عقول الناس لحل القضية الجنوبية ؟!!