من خلال المتابعة و التدقيق لبعض محطات الفتنة و حتى في قراءتنا لبعض الصحف العربية و الأجنبية نرى بوضوح إلى أي حد وصل الانحطاط الفكري و الانحطاط السياسي الغربي و كأن زمن الاستعمارلم يتغير لا انساني و لا اخلاقي و لا ديني و من باب التوضيح فإن عصر الاستعمار لا يختلف عن عصر الجاهلية و ما قبل الأديان و رسل السلام لأن قانون الغاب الذي حكم في تلك الأزمنة ما لبث أن عاد و يستمر بالعودة بين زمن و آخر .
و أكبر مثال على ذلك ما يحدث في اليمن من قتل و تمثيل بالجثث و تقطيع أوصال تحت اسم الله و الله منهم براء و لا ينتهي هذا العهر السياسي هنا بل يتعدى ذلك إلى الكذب و الدجل و تلفيق الأخبار و تمثيل الأفلام و التمثيليات الهوليودية الكاذبة و ضمن سيناريو عاطفي يثير المشاعر و الهدف فقط إظهار أن اليمن تعيش في العصر الحجري و لا قانون و لا دولة فيها. و لكن أكثر ما يثير الاشمئزاز الإنساني و التاريخ الاجتماعي الفلسفي الذي عندما كان يؤرخ لآلاف السنين لم يكن يدرك أنه سيصل لزمن تمارس فيه عملية إسقاط غير منطقية فهم الآن يسقطون وطن باكمله بشعبة وناسه وهم يروجون إلى أن ما حدث في ارحب من تخريب و انتهاك للأملاك العامة و الخاصة أصبح كحادثة فرسان الطاولة المستديرة .... أصبحت المقارنات و محاكاة التاريخ تنطلق من قرية ارحب , و أصبحت قرية ارحب ملجأ للاخوان القتلة و كأنها مدينة باريس تحت نار النازية.... ... كيف لا و شيخهم المعتوه أو بمحاكاة الجنون هو ذلك صاحب الفتنه ولاننسى انه هو و ثورته ليسوا إلا قتلة و مجرمون و قطاع طرق خرجوا من سجون عفنه و انقضوا على الفقراء و المساكين تحت اسم الثورة و أصبحوا فيما بعد صناع سياسة و رجال دولة و حماة حقوق و ما يحصل اليوم ليس سوى إعادة لهذا التاريخ أو الفعل التاريخي بمظهر حديث و عصري مهمته الوحيدة نشر الفوضى و وضع عرش الخيانة على قمة الأنقاض التي ستخلفها هذه الفوضى و بالتالي هدم كل قواعد و مبادئ الإنسانية و الأخلاق و دفن البلاد تحت ركام الدم و الأشلاء فتنسى و تمحى من ذاكرة يحاولون مسحها و إعادة رسم ثقافتها بمخيلتهم ارحمو عقولكم أيها المراهنون على جنون العقلاء و احتفظوا بشحن بطارية قلوبكم لأنها اقتربت من التفريغ الكامل و ربما الفجائي على مبدأ "يا حرام انجلط".