أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه قد يأمر باستخراج رفات ياسر عرفات لإجراء مزيد من التحليلات لمعرفة سبب وفاته، وذلك بعد أن أعلن معهد سويسري العثور على آثار لعنصر البولونيوم السام في مقتنيات شخصية للزعيم الفلسطيني الراحل. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان صادر عن مكتبه إنه "لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع، بما في ذلك فحص رفات الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته". وأكّد مفتي الديار الفلسطينية، محمد حسين، أنه لن يكون هناك أي اعتراضات على التشريح لأسباب دينية. وفي ظل موافقة أرملة عرفات والسلطات الدينية، لم تتضح بعد الخطوات الأخرى اللازمة لاستخراج جثمان الزعيم الراحل من قبره في مدينة رام الله بالضفة الغربية. وفي وقت سابق، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية تطالب بلجنة تحقيق دولية في "اغتيال" ياسر عرفات. ودعاصائب عريقات إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة التحقيق الدولية التي شكلت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري". وكان متحدث باسم معهد الفيزياء الإشعاعية في لوزان،دارسي كريستن، قال لرويترز إن المعهد عثر على مستويات مرتفعة "بشكل مثير للدهشة" من عنصر البولونيوم-210 في مقتنيات لعرفات. بيد أنه أكد أن الأعراض الإكلينيكية المذكورة في التقارير الطبية لعرفات لا تتناسب مع البولونيوم-210، وأنه لا يمكن استخلاص نتائج فيما يتعلق بما إذا كان قد جرى تسميم الزعيم الفلسطيني أم لا. والبولونيوم عنصر كيميائي له نشاط إشعاعي شديد، حيث يصدر أجسام ألفا التي تدمر الأنسجة الحيوية بسهولة إذا ما تم ابتلاعها بالتنفس أو الامتصاص. وكانت سهى الطويل أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل طالبت باستخراج جثته للتثبت من تسميمه إشعاعيا، وفقا لوكالة معا الإخبارية الفلسطينية. وتوفي عرفات في مستشفى في فرنسا في 2004 بعد مرض مفاجئء حير الأطباء، حيث لم يتمكن أطباء فرنسيون عالجوه في أيامه الأخيرة من تحديد سبب الوفاة، في حين يعتقد فلسطينيون إنه جرى تسميمه.