في مادة نشرتها صحيفة الديار الاسبوعية اليمنية قال الصحفي عابد المهذري بأنه يرى قناعاته عكس الآخرين المشككين في قناعة صالح بترك الرئاسة .. مضيفا : أنا أضع نفسي مصدقاً للرجل كما تصديقي للآخرين .. أقارن أقوالهم بما يتبع من افعال وأحاول ربطها بجزئيات كثيرة من حوادث الماضي وأحداث الوقت الراهن .. إنني مصدق لنسيان صالح الكرسي وعزوفه عنه .. صار مدركاً تماماً أن الملك خرج من يده .. ينظر إلى مصير أقرانه في مصر وليبيا وتونس ، فينبسط بما آل إليه.. يرى مايعانيه بشار الأسد في سوريا ومايواجهه علاء مبارك خلف القضبان وماانتهى به ابناء القذافي واعتقال الساعدي فينشرح قلبه على بقاء أحمد ويحيى وطارق وعمار .. إنه مؤمن تماماً بعدم جدوى التفكير في الرئاسة من جديد .. سواءً له أو لأبنائه .. راضياً بأمر السماء .. صالح يخاف فقط من ارتداد الطلقة .. يخشى على نفسه واسرته من اصدقاء الأمس اعداء اليوم .. علي محسن وآل الأحمر ... بحكم معرفته لهم وعلاقته بهم ومما تعرض له من محاولة اغتيال بتفجير جامع الرئاسة .. ربما يعمل حالياً على تأمين حياته وأسرته في المستقبل من التصفيات .. يسعى ربما من خلال مايقوم به حالياً إلى اضعاف هؤلاء واجبارهم على المزيد من التنازلات لحماية أنصاره وحزبه والمحسوبين عليه من أي بطش متوقع في حال تمكن علي محسن وابناء الأحمر من القيام بعمل ضخم قد يقلب الطاولة على الجميع في لحظة انشغال عام يضرب فيها الأخوان المسلمون وشباب الثورة وأحزاب المشترك ضربتهم وينقلبون على المبادرة بالسيطرة على العرش .. قد يكون مثل هذا مستحيلاً لكنه على مايبدو هاجس بمثابة كابوس يؤرق صالح صاحب التجربة والخبرة الطويلة. المناوشات التي يقوم بها هذه الأيام تستفزهم كما هو واضح .. الاستفزاز بدوره قد يكشف النوايا .. صالح يعرفهم أكثر من غيره .. ويخاف منهم أشد من الجميع .. إنه يناوش لإبعادهم عنا لكي يبتعد وهو مطمئن.. وفي سياق المادة التي كتبها المهذري في صحيفة الديار يقول : لا يمكن بأي حال من الأحوال خروج صالح بمفرده وبقاء حميد وصادق وإن تم فإن المشكلة ستعود إلى مربع الصفر بثورة يفتعلها طرف المؤتمر .. أيضاً لن ينهي الصراع إقالة أحمد علي من الحرس والإبقاء على علي محسن في جيش الثورة .. لوحدث ذلك فإن الانشقاق والتمرد سينفجر في الجانب الآخر .. باعتبار أن كل طرف يعتبرها الورقة الأخيرة .. أو آخر رصاصة في البندقية .. بعد احتراق أوراق الطرفين وافراغ الطلقات في الجولات الماضية من حرب الحصبة وأزمة المشتقات النفطية وضرب الكهرباء إلى ما حدث في القوات الجوية وفي أبين وأرحب وجامع النهدين وانتهاءً بالرضوخ الإجباري لعروض توافقية في الحكومة والرئاسة .. المادة المتطولة تطرقت الى الايحاء بالشعور الثوري لكسب المواقف من قبل بعض القوى حيث يقول " جيفارا مات ولن يعود أو يتكرر .. النضال في هذا الزمن يبحث فيه المناضلون عن المكاسب المادية ، ليس هناك مناضل يضحي بأمواله مثل جيفارا حتى وإن وجد مناضلون يضحون بأرواحهم .. لا أقصد هنا حميد الأحمر الملياردير المعارض والشيخ المناضل .. مقصدي هو القضية والمبادئ ومايترتب على القضية من أهداف وعلى المبادئ من اخلاقيات .. صحيفة الديار