دعوة السيد رئيس الجمهورية محمد مرسي للحوار، ابتداء من اليوم السبت، مهمة للغاية ، رغم أنها جاءت خجولا متأخرة وتضع الجميع تحت سيف الوقت المحدود والمحدد سلفاً. هذه الدعوة، مثلها مثل أى دعوة للحوار السياسى الجاد، يجب أن تشمل مجموعة من العناصر: 1- تحديد واضح للمستهدَفين بالحوار، هل هى أقطاب المعارضة صاحبة المشكلة أم دعوة عامة فضفاضة لجميع الأطياف؟ 2- تحديد محدد وضيق لجدول الأعمال المطروح، مما كان يستلزم وجود صياغة مبدئية من بعض الحكماء الذين يتقدمون بمثل هذه «الأجندة». 3- تحديد مجموعة بدائل بآليات تنفيذية. 4- الإجابة عن السؤال الكبير: هل هو حوار بمعنى قاعة كبرى يتحدث فيها الجميع أم نقاش لجمع متوسط تنتج عنه صياغة أم تفاوض جدى بين ممثلى الأطراف المعنية فى أضيق نطاق يؤدى إلى ورقة نهائية تحظى برضا الجميع بشكل توافقى. أنا شخصياً، وعلى قدر فهمى المحدود، أفضل أن يكون الأمر محدداً سلفاً بورقة عمل بجدول أعمال دقيق يتبع أسلوب التفاوض الجدى لأسماء محددة بعينها من القوى النافذة القادرة على حسم قرارات القبول أو الرفض أو التعديل لنصوص القضايا المطروحة للنقاش. وأخشى ما أخشاه وأضع يدى على قلبى رعباً من حدوثه هو أن تكون جلسة الحوار هى جلسة علاقات عامة أو تبرئة ذمة أو مناسبة تصوير إعلامى وفوتوغرافى. الأسوأ من عدم الدعوة للحوار هو الدعوة إليه ثم الفشل فيه. بديل الفشل، لا قدر الله، لا يؤدى إلا إلى طريق واحد مخيف وهو «سكة اللى يروح ما يرجعش» التى حذرنا منها سابقاً. الوصول إلى الطريق المسدود أو منطقة اللاعودة فى الحوار هو بداية طريق الصدام والعنف والدماء التى تغلَق أمامها كل أبواب الأمل فى التحرك أى خطوة نحو الأمام. التفاوض الجدى هو حالة تغيب عن العقل السياسى المصرى. ما حدث فى مدن مصر وحول الاتحادية وعند تمثال نهضة مصر وما حدث من جرحى وشهداء ومن حرق مقار وتعدٍّ على رموز سياسية هو إعلان فشل لكل الساسة وكل أبواب الحوار فى هذا البلد الصبور. لذلك كله أعتقد أن الأيام القليلة المقبلة هى مصيرية فى اختيار طريق السلامة أو طريق الدماء لا قدر الله.